عرض/ سامية عياد
الأسقف راهب تقى يحفظ نذوره ولا ينساها ، الأسقف خادم مكلف بالخدمة من الله والكنيسة ، عليه مسئوليات سيحاسب عنها يوم الدينونة ، الأسقف هو أب يجب أن يتصف بالحكمة والرحمة ..
هكذا حدثنا البابا تواضروس الثانى فى عظته عن من هو الأب الأسقف موضحا أن الأسقف هو راهب تقى اختارته العناية الإلهية بعد صلوات وتزكيات وعندما يصير أسقفا سينال وزنة أكثر فوق وزنة الرهبنة ، عليه أن يحفظ النذور الرهبانية فى حياته وهى الطاعة التى تعنى التخلى عن الذات ، التبتل الذى يعنى حياة النقاوة والطهارة كقول القديس بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس "احفظ نفسك طاهرا" ، وأيضا الفقر الاختيارى الذى يعنى الزهد والمال الذى يكون بين يديه هو أمانة من الله يضعها فى يديه من أجل الآخرين ، هذه النذور الرهبانية تحفظ الأب الأسقف فى كل يوم وإن غابت عنه لم يعد راهبا أو أخذ الشكل وترك الجوهر .
كما أن الأسقف هو خادم مكلف من الله بالخدمة عليه القيام بعدة مسئوليات تتمثل فى أولا : المسئولية التقديسية، وتعنى أن يجعل الأسقف من كل إنسان قديسا والقداسة لا تأتى إلا من خلال التوبة كما تقول الوصية "كونوا قديسين" لذا تقع على الأسقف مسئولية تتويب النفوس ، ثانيا: المسئولية التعليمية ، و تعنى إشباع الشعب والخدام وكل من يخدم بكلمة الله المقدسة ، يجب أن يكون الأسقف معلما صالحا مثل سيده الرب يسوع الذى نقول عنه "المعلم الصالح" وعليه أن يزيد من علمه ودراسته وقراءاته ، ثالثا : المسئولية التكريسية ، وتعنى أن الأسقف مسئول عن اختيار القامات التى تصلح للخدمة سواء شمامسة أو كهنة أو مكرسين ، عليه أن يكتشف الكوادر ويرتبها جيدا لكى ما يغذى بها الكنيسة.
والأسقف هو أب قبل أن يكون مديرا ، هو أب يجب أن يتصف بالحكمة فى ما يقول ويفعل ويرشد ويدبر والحكمة هى نعمة من الله لمن يطلبها مثل سليمان الحكيم عندما طلب من الله أن يعطيه قلبا حكيما ، وبجانب الحكمة يجب أن يكون الأسقف رحيما بعيدا عن أى قسوة لأنها تتعب المخدومين ، لذا الأبوة تحتاج الى الحكمة والرحمة .
الأسقف ليس لقب يحصل عليه الراهب بل هو وزنة جديدة تزيد من مسئولياته التى سيعطى عنها حساب يوم الدينونة ..