د.ماجد عزت إسرائيل
في يوم 29 يوليو 2019م تحل علينا الذكرى السنوية الأولى لرحيل شهيد برية شيهيت نيافة الأنبا إبيفانيوس أسقف ورئيس دير أنبا مقار ببرية شيهيت بوادي النطرون،وترأس قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية يوم الجمعة الموافق 26 يوليو2019م،القداس الإلهي، بمشاركة لفيف من الآباء المطارنة والأساقفة ومجمع رهبان الدير.وقد أصدرت مكتبة الدير كتاباً تذكاريًا بعنوان: "الأنبا إبيفانيوس الذي أحب الرهبنة".ومن الجدير بالذكر أن الأنبا إبيفانيوس قتل داخل ديره في صباح يوم 29 يوليو 2018م،عقب عودته من مؤتمر القبطيات الذى كان مقاماً في استراليا، وكشفت التحقيقات أن القاتلين هما الراهبين "أبرية شيهيت" و"فلتاؤوس المقاري"،وفي 24 أبريل 2019م حكمت محكمة جنايات دمنهور على المتهمَين بقتله بالإعدام شنقاً.
والشهيد الأنبا إبيفانيوس(1954-2018م) أسقف ورئيس دير أنبا مقار ببرية شيهيت بوادى النطرون،هو من مواليد 27 يونية 1954 في مدينة طنطا – محافظة الغربية،وتخرج فى كلية الطب،إلتحق بالرهبنة بدير أنبا مقار في 17 فبراير 1984 م.ورُسِمَ قساً في 17 أكتوبر 2002 في عهد معلمه المتنيح الأب المستنير متى المسكين مؤسس الدير في العصر الحديث، وفي 10 مارس 2013م رسم أسقفاً بيد البابا "تواضروس الثاني(منذ عام 2012م) واسند إليه رئاسة دير أنبا مقار ببرية شيهيت،وفى أثناء وجوده كراهب اسند إليه فى الأعمال الخدمية اليومية بالدير مكتبة المخطوطات والمصادر الأجنبية.
وكان المتنيح من الباحثين النشيطين.وقد نشرت له العديد من الإصدرات،وكان من المهتمين بالتراث الثقافى القبطى،وشارك فى العديد من المؤتمر المحلية والدولية والتى كان منها مؤتمر فى عام 2012م المؤتمر الدولي العاشر للدراسات القبطية في روما في سبتمبر 2012. وكاتب هذه السطور كان من بين المشاركين بورقة بحثيه،والمؤتمر الدولي الحادي عشر للدراسات القبطية بمدينة ميلبورن بقارة أستراليا منذ أوائل يوليو 2018م، كما أنه شارك فى العديد من المؤتمرات المحلية ومنها مؤتمر مؤتمر الوجه القبلي بنقادة للدراسات القبطية في عام(2009م)،وأحد المشتركين في تحرير مجلة مرقس الشهرية التي يصدرها دير أنبا مقار.
وأخيراً،لابد هنا أن نؤكد أن الشهيد الأنبا إبيفانيوس(1954-2018م) كان علامة بارزة في الدراسات القبطية أى أحد بواعث الحركة الرهبنة في العقدين الأولين من القرن الحادي والعشرين. وربما ما تركه من تراث ونصوص مكتوبة يؤكد ذلك. كما نريد هنا أن نوجه الشكر لقداسة البابا تواضروس الثاني على ترأس قداس الذكرى السنوية الأولي لرحيل هذا الشهيد. وأيضًا مجمع رهبان دير أنبا مقار على إحياء هذه الكرى العطرة للشهيد وذلك بأصدار كتاباً قيما بمناسبة هذه الذكرى...ولابد أن نذكر كل تلاميذه ومريديه ومحبيه حسب ما ورد بالكتاب المقدس قائلاً: "الصِّدِّيقُ يَكُونُ لِذِكْرٍ أَبَدِيٍّ (ذكر الصديق يدوم إلى الأبد)" (سفر المزامير 112: 6).