كتب – محفوظ ناثان
أمة من أروع الأمم، وشعب من أذكى الشعوب، تمتد جذوره عبر آلاف السنين، ويفوح بأريجه عبق التاريخ، وسادت حضاراته كل بقاع المعمورة. أصل الفكر ومنبع العلم والمعرفة. يُدرس تاريخه في أوروبا وأمريكا وأستراليا، ولِمَ لا؟ فهو فخر للبشرية وشرف للانسانية.
رموز مضيئة وعناوين براقة وكوادر خلاقة بالداخل والخارج. تراهم محبين متسامحين. أينما حلوا يحل سلامهم على الجميع، وحيثما ذهبوا يسعوا للخير ويجدّوا في إثره. وجودهم يُحدث فرقًا، ونضالهم على مر العصور يُحكى به. يكافحون بالداخل بكل طاقاتهم، ويتبوأون في الخارج مناصب قيادية، ويأسسون جمعيات ومنظمات لها رؤية واضحة ورسالة خالدة.
لكن .. عندي عليهم أنهم ممزقون وغير متحدين. يبحث الكثير منهم بالخارج إلى المجد وشهوة الشهرة، وحب الظهور يتملكهم. ينهشون في لحوم بعضهم البعض وبدلًا من التكاتف والتلاحم. تراهم يخَوِنون بعضهم البعض. لأتفه الأسباب يخوضون معارك إعلامية وحروب كلامية في الواقع وفي العالم الافتراضي على منصات مواقع التواصل الاجتماعي. لا يحتملون النقد رغم أنه نافع لبناء الجميع ووسيلة لمراجعة الأداء. لا ترتقي نقاشاتهم لمستوى مكانتهم.
معظم الذين ينادون بقضيتهم متسلقون. ضعفنا جعل الآخرين يطمعون فينا ويطمحون في الحصول على مكاسب متنوعة بحجة الدفاع عنا. لقد أضحينا بهذا الوهن حتى يستقوى الآخر علينا.
لقد اصبح حجم توقعاتنا كبير من المحسوبين علينا في السلطة التشريعية والتنفيذية رغم ان تلك الشخصيات لا يمكن باي حال من الاحوالى ان تنادي باسم احد غير ذواتها فالهدف الاوحد لديها هي التملق والمداهنة للحصول على المكاسب الخاصة بها والنفعية الذاتية. هم يطمحون البقاء في مناصبهم لذلك لن يدافعون عنا لانهم اشتروا المناصب واغرتهم لكراسي.
كل يوم تطالعك أخبار السوشال ميديا بأن فلان يتهم فلانة وفلانة تقذف فلان وثالث ينحاز لأحدهما ورابع .. لقد نسوا معركتهم الحقيقية وغاب الهدف وانحصرت الرؤية. نسى الجميع أن عليهم جهود جبارة وعمل شاق أضعاف مضاعفة من أجل الحصول على كامل الحقوق وعدالة اجتماعية واضحة وصريحة.
إن أغلب القوميات التي نالت حقوقها، كيف حصلوا عليها إن لم يكن نتيجة جهد وعرق وتكاتف وتلاحم؟ لأن رؤيتهم واضحة وتخلوا عن أحقادهم ولم يحيدوا عن هدفهم.
متى سيفيق الجميع من غفلته؟! الذين هم في الخارج عليهم التخلي عن جميع النزاعات والمشاحنات، وأن يدركوا النضال الحقيقي في توعية وتعليم وتثقيف الذين هم في الداخل، وبذل جهود كبيرة في القضاء على الجهل والفقر والمرض باتخاذ خطوات حثيثة.
إن القضية على المحك، ولابد من الاستنارة لكي يتحقق الأمل المنشود وأن يحيا الجميع في عدالة اجتماعية وحقوق كاملة. لابد من التخلي عن الأحقاد والتغاضي عن الأمور الشخصية. كما لابد أن يتوقف المغتربون عن ادعاء دور البطولة.
من يظن أن هناك طريق آخر غير التكاتف والتلاحم والبذل والعطاء للحصول على كل الحقوق، فهو مخدوع من ذاته ومن هم من حوله.