الأقباط متحدون | دعوة لتربية أطفالنا على أنغام الثورة المصرية
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٢:٥٨ | الجمعة ٢ ديسمبر ٢٠١١ | ٢١ هاتور ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٩٦ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

دعوة لتربية أطفالنا على أنغام الثورة المصرية

الجمعة ٢ ديسمبر ٢٠١١ - ٤١: ١٢ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

الشاروني: دور الثقافة نشر التسامح وإعمال العقل والتنوير ونبذ كل فكر متطرف ومتشدد
حلمي: الالتزام بالصدق في إعطاء المعلومات التي تناسب سن ونضج وذكاء الطفل
ماجد: الوحدة الوطنية والديمقراطية هما السبيل الوحيد لخير الشعب المصري
مصطفى: أطفال هذا الجيل أذكى من أن تكذب عليهم أو تواري عنهم الحقائق

تحقيق: ميرفت عياد
في ظل الأجواء المضطربة التي تمر بها مصر منذ بداية ثورة يناير، وسقوط الرئيس السابق حسنى مبارك، وما شهده الشارع المصري من انفلات أمني واضطرابات واعتصامات ومظاهرات، وسقوط قتلى وجرحى، عانى الأطفال على اختلاف أعمارهم بالشعور بالخوف والاضطراب والرعب، نتيجة لما شاهدوه من أحداث دامية في وسائل الإعلام المختلفة مما أدى إلى إصابة بعضهم بالعديد من الاضطرابات النفسية.
وإيمانًا بحق الأطفال في الحياة الكريمة، والحصول على حقوقهم وحمايتهم من إهدار تلك الحقوق أو الاتجار بهم، وحول عالم الأطفال ورؤيتهم لأحداث الثورة وما بعدها، وكيفية مواجهة الآباء لتلك المرحلة الانتقالية في حياة مصر مع أطفالهم، وكيفية تربية أطفالنا في ظل منظومة القيم والأفكار التي خلقتها الثورة، وتأثير ما يعلن في وسائل الإعلام المختلفة على الأطفال، وكيفية حماية أطفالنا من أي تاثيرات سلبية على نفسيتهم، كان لنا هذا التحقيق..
أعظم دولة في العالم

في البداية أكد "حسام" -طفل في السادسة من عمره- أنه يحب مصر لأن بها العديد من الأماكن الجميلة التي يعشق الذهاب إليها، مثل الأهرامات وشرم الشيخ، وغيرها من الأماكن المحببة لقلبه، لذلك هو يريد أن تكون مصر أعظم دولة في العالم، معربًا عن استياءه من منظر ورائحة القمامة المتواجدة في كل شوارع مصر، مشيرًا إلى أنه ساعد شباب الحي الذى يقطن به في تنظيف الشوارع ودهان الأرصفة، إلا أن هذا العمل توقف ولم يعد أحد يهتم بتنظيف شوارعنا وتجميلها.


مسلم مسيحى إيد واحدة

وعن ثورة "ميدان التحرير" أكد "رامي" -طفل في العاشرة من عمره- أن الثورة المصرية لم يقم بها الشباب فقط كما يقولون، بل قام بها الأطفال أيضًا، لاذين اصطحبهم آباؤهم ليرددوا معهم شعارات الثورة "الشعب يريد إسقاط النظام.. مسلم مسيحى إيد واحدة" هذه الشعارات التي أعادت له ثقته ومحبته لجميع زملاءه المسيحيين في المدرسة، بعد أبدأت تتسرب إليه روح الكراهية.



الابتكار والإبداع

ويوافقه الرأي "مينا" -طفل في الثالثة عشر من عمره- حيث يتمنى أن يكون رئيس الجمهورية القادم إنسانًا طيب القلب، يراعي الفقراء والمعوذين، وخاصة أطفال الشوارع، الذين يراهم على الأرصفة في ثياب رثة، ومنظر قبيح للغاية، ولا يجدون قوت يومهم، مطالبًا من الرئيس القادم أن يهتم بالتعليم، وأن يغير نظامه المبني على حشو الدماغ، وألا يعتمد على حفظ أكبر قدر من المعلومات، التي بضغطة زر واحدة يستطيع الحصول عليها، ولكن المهارة تكمن في الاستفادة من هذه المعلومات في الابتكار والإبداع في شتى المجالات.


الانتماء وحب الوطن

ومن جانبها ترى المهندسة "هيام" إحدى الأمهات التي لديها طفلين في المرحلة الابتدائية، أنها حرصت على تعريف طفليها بكل ما يدور حولهما في المجتمع، حيث أن الثورة كانت بمثابة فرصة ذهبية لديها للتاكيد على أهمية الانتماء وحب الوطن والتسامح والمحبة وقبول الآخر، واستعراض العديد من المواقف الوطنية عبر مراحل التاريخ المختلفة، التي تؤكد على وحدة المصريين، وتعريفهم بأن الأحداث الطائفية التي تحدث من حين إلى آخر ترجع لأسباب سياسية لا علاقة لها بالدين.
مشاهد العنف والقتل
ويوافقها الرأي دكتور "أحمد مصطفى" -طبيب أطفال- مشيرًا لأن أطفال هذا الجيل أذكى من أن تكذب عليهم، أو تواري عنهم الحقائق، ولكن المشكلة في الآثار السلبية لمشاهدة العنف والقتل التي يراها الأطفال في وسائل الإعلام، وأصوات الطلقات النارية، وانتشار البلطجة والجريمة في المجتمع وانعدام الأمن فى الشارع المصرى، ورؤية السيارات المصفحة والدبابات فى الميادين المختلفة، فالأطفال هم أكثر فئة تضررت أثناء الثورة وبعدها، سواء بالنسبة لنفسيتهم البريئة البسيطة التي لم تحتمل مشاهدة كل هذا الكم من الاضطراب والعنف، أو بالنسبة لسلوكهم العام في البيت أو المدرسة أو النادي.
القيم الأخلاقية والروحية والجمالية
ويرى الدكتور "ميشيل حلمي" أن التيلفزيون يعد من أخطر وسائل الاتصال الجماهيرى تاثيرًا، وهو يلعب دورًا خطيرًا في تعميق الوعى الثقافى بشكل عام، وبشكل خاص لدى الأطفال، مطالبًا أن يتم إعداد برامج ثقافية تقدم المواد الثقافية والقيم الأخلاقية والروحية والجمالية للأطفال بشكل مبسط ومدروس من الناحية الاجتماعية والنفسية والتربوية، من أجل صياغة فكر وجدان الجيل الجديد، الذى هو أمل مصر، مطالبًا الآباء فى أوقات الأزمات -مثل الانفلات الأمنى الذى أعقب الثورة المصرية- أن يلتزموا الصدق التام في إعطاء المعلومات التي تناسب سن ونضج وذكاء الطفل، مع مناقشته فى الأخبار التي تصل إليه من المدرسة أو التلفزيون، والاستماع لكل ما يقوله الطفل بصبر، حتى يخرج كل ما يدور بذهنه من معلومات وتصححيها له، مع ملاحظة عدم الانخراط في الحديث عما يحدث كثيرًا، وخاصة عندما يشعر أحد الآباء بالإحباط أو الحزن الشديد، مؤكدًا على أن كل شيء يمر وأن كل زمان به الخير والشر.


ثقافة السلام والتسامح
وعن كيفية تربية أطفالنا في ظل منظومة القيم والأفكار التى خلقتها ثورة 25 يناير، يوضح "يعقوب الشارونى" رائد أدب الأطفال أن الوالدين يقع على عاتقهما دورًا كبيرًا جدًا في إقامة علاقات جيدة مع الأبناء، من خلال إعطائهم الحق في التعبير عن رأيهم داخل الأسرة، وتوسيع دائرة مشاركتهم فى مختلف شئون الحياة، وأن نرسخ فيهم روح الديمقراطية ومعانيها، ويجب أن تستمر تلك الطريقة في التعامل معهم في البيت والمدرسة وذلك من خلال تغير منظومة التعليم التي تقوم على الحفظ والاستذكار، لكي يحل محلها تعليم يقوم على الإبداع والمشاركة، وحرية التعبير عن الرأي واحترام حق الاختلاف، وترسيخ القيم الإيجابية عن طريق تقديم مختلف النماذج العملية لكل قيمة من هذه القيم، والتركيز على دور الثقافة فى نشر ثقافة السلام والتسامح وإعمال العقل والتنوير، ونبذ كل فكر متطرف ومتشدد يحاول إقصاء المختلف، ومن هنا يستطيع المجتمع أن يعيش في سلام مع الآخرين.

ترسيخ روح المواطنة
ويشيرالدكتور "إيهاب ماجد" المدير التنفيذي لمؤسسة "خطوات" وخبير التنمية البشرية إلى أهمية تشكيل أفكار الأطفال بشكل سليم دون تخريبه بأفكار عنصرية أو طائفية، من تعريف هؤلاء الأطفال بالأحداث التاريخية التي جمعت المصريين دون أي تفرقة، ولعل هذا هو بداية الطريق الصحيح لعلاج مشكلة الفتنة الطائفية بمصر بشكل عميق وغير سطحي، فالوحدة الوطنية والديمقراطية هما هي السبيل الوحيد لخير الشعب المصري، الذى عانى لعقود طويلة من الدكتاتورية والتعسف والظلم والاضطهاد، ومن هنا ينشأ مجتمع حضاري يتسامى عن كل أنواع التعصب القومي والنزاعات الطائفية والــعنصرية، ويعمل على ترسيخ روح المواطنة ونشر ثقافة السماحة بين الأديان، توفير مقومات الحياة الإنسانية الكريمة، وبالتالي يكون هناك فرصة للإبداع وتفجير الطاقات الطاقات الكامنة من أجل النهوض بالمجتمع المصري.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :