تكمن فى النفايات ثروة قيمة، يلمع بريقها لمن يحسن تقييمها وتوجيهها فى مكانها الصحيح، وبناءً عليه صعد نجم قطاع إعادة تدوير المخلفات أو تجميع النفايات العضوية وغير العضوية، وساهم فى ذلك اتجاه محافظات البحر الأحمر وعدد من المدن السياحية لتحجيم أو حظر تداول البلاستيكات ذات استخدام المرة الواحدة، وبحسب تقارير صادرة عن الأمم المتحدة، يتم إنتاج نحو 300 مليون طن مترى من النفايات البلاستيكية سنويًا، وهو ما يعادل وزن سكان كوكب الأرض من البشر.

وقالت نانسى موسى مسؤولة العلاقات العامة فى شركة «جو كلين» المتخصصة فى جمع الفوارغ البلاستيكية والورقية لإعادة تدويرها، إن الاتجاه السائد حاليًا بشأن مواجهة التلوث البلاستيكى، سيُعظم نشاط الشركة، إذ سيدفع المؤسسات الكبرى والمصانع والفنادق، للتخلص من نفاياتها البلاستيكية بطريقة علمية متخصصة، تسمح بإعادة تدويرها وهو ما يحمى البيئة من مخاطر تزايد التلوث البلاستيكى.

أضافت نانسى لـ «البورصة»، أن الشركة بالفعل نجحت فى تغطية محافظة الإسكندرية والتوسع فى أرجاءها، ومد النشاط إلى الساحل.

وتبحث الشركة التوسع فى المناطق السياحية الكبرى، وأبرزها الغردقة، وشرم الشيخ، ودهب تزامنًا مع الوعى المتزايد، وللمساهمة فى التخلص من القمامة بعيداً عن البحار.

وتابعت نانسى: «تنظم الشركة حملات توعية داخل مختلف مدن القاهرة فى المدارس والجامعات والشركات والمصانع، بشأن ضرورة التخلص من نفايات البلاستيك بطريقة علمية، تحد من التلوث وتسمح بإعادة تدويرها وتعظيم قيمتها الاقتصادية».

وتعمل شركة جو كلين فى مجال إعادة التدوير، وتستهدف زيادة الوعى البيئى لدى عملائها، من خلال إعطائهم حوافز مقابل نفاياتهم البلاستيكية، وتشترط الشركة قيام العميل بفصل النفايات، كل خامة على حدة، البلاستيك أو الورق وهكذا، ولا تعمل الشركة فى مجال المخلفات العضوية، وتتيح الشركة لعملائها اختيار المقابل الذى يناسبهم سواء مادى أو عينى، كما تغطى شركة «جو كلين» نحو 12 منطقة داخل حدود القاهرة الكبرى، من بينها الزمالك، شيراتون، المعادى، المقطم والقاهرة الجديدة.

أوضحت أن الشركة تلقت طلبات من القليوبية ودمنهور من مؤسسات ترغب فى التخلص من نفاياتها البلاستيكية بطريقة سليمة.

وأوضحت أن الشركة تجمع تلك النفاياتها ثم توردها إلى مصانع تعمل فى إعادة تدويرها، مؤكدة أن شرط التوريد هو أن تكون تلك المصانع رسمية ومُرخصة من وزارة البيئة.

وأشارت إلى أنه يتم جمع النفايات البلاستيكية من الشركات والمصانع، ومؤخراً بدأ جمعها من المنازل، وبحسب تقارير صادرة عن الأمم المتحدة، فإنه يتم شراء نحو مليون قارورة مياه بلاستيكية (ذات استخدام المرة الواحدة)، كل دقيقة على المستوى العالم، كما أنه يتم استخدام 5 تريليون كيس بلاستيك سنويًا على المستوى العالم، كما تشير تقارير الأمم المتحدة، أن نصف المتنجات البلاستيكية التى يتم تصنيعها عالميًا، ذات استخدام مرة واحدة.

وقال محمود عبد اللطيف، مؤسس المنصة الإلكترونية «إيجى بيكيا» المتخصصة فى جمع النفايات غير العضوية، إن غالبية الشركات الناشئة فى قطاع إعادة التدوير، متخصصة فى قطاع النفايات غير العضوية خصوصًا البلاستيك، إذ إن تخزينها أسهل ولا تكون لها روائح نفاذة، واستخراج تراخيصها أسهل.

وأضاف محمود، أن جمع النفايات البلاستيكية العضوية من البيوت والشركات والمطاعم والمحلات، يكون عن طريق المقايضة، فمثلاً تتم مقايضة النفايات مع أصحاب المنازل بمنتجات غذائية أو تنظيفية، أما المقايضة مع الشركات فتكون مقابل أدوات مكتبية، وحينما تكون النفايات الموردة إلى «إيجى بيكيا» قليلة يتم تفعيل نظام النقاط، حتى يصل العميل إلى عدد نقاط كبير يسمح له بالحصول على منتج معين.

وتابع: «حينما نوفر المنتجات البديلة لعملائنا سواء فى البيوت أو الشركات، نقدمها فى أكياس قماشية، لزيادة الوعى تجاه البيئة وللتحذير من مخاطر الأكياس البلاستيكية».

واوضح أنه يتم توريد تلك النفايات لمؤسسات وسيطة بين المنصات الإلكترونية ومصانع إعادة التدوير إذ أن الشركات الناشئة لا تمتلك مخازن مؤهلة لاستقبال كميات ضخمة.. الأمر الذى يجبر الشركات الناشئة على التخلص أولاً بأول من الكميات التى تجمعها، كذلك التعامل مع المصانع يُقدر بالأطنان وهو ما لا تقدر عليه الشركات الناشئة.

وأشار إلى منصته تستهدف امتلاك مخزن خاص بها، مطلع العام المقبل، لتوسيع نشاطها والاستفادة من مواردها بشكل مباشر، خصوصاً أن قطاع إعادة التدوير واعد جدًا، ونتوقع نموا سريعا، إذا تجاوزنا معوقاتنا التى تواجهنا كبقية الشركات الناشئة، وأبرزها الحصول على التمويل، إذ أن إجراءاته معقدة جدًا.

وتفيد تقارير الأمم المتحدة، أن %79 من نفايات البلاستيك التى تم إنتاجها من خمسينات القرن الماضى تسربت إلى البيئة الطبيعية سواء البرية أو البحرية، فى حين تم إعادة تدوير %9 منها فقط، وحرق %12 منها.

وقال محمد إسماعيل عبده، رئيس مجلس إدارة شركة يوروميد، إن النفايات البلاستيكية الطبية يتم التخلص منها بمعايير شديدة الصرامة داخل المؤسسات الطبية، ولكن هناك بعض النفايات البلاسيتيكة الطبية استهلاك منزلى، يكون مصيره إلى القمامة مع بقية النفايات المنزلية التى يجمعها «النباشيين» لتوريدها إلى مصانع إعادة تدوير البلاستيك.
وأوضح عبده، أنه لا خطر من إعادة تدويرها، إذ أنها تتعرض لدرجات حرارة عالية جدًا، قاتلة للجراثيم فلا يُخشى من أخطار صحية بسببها.

وقال باسم أبو يوسف، رئيس مجلس إدارة الشركة الدولية لتكنولوجيا التدوير، إن زيادة الوعى البيئى لدى الأفراد والمؤسسات، سيفتح بابًا واسعًا أمام المنصات الإلكترونية والشركات العاملة فى مجال جمع النفايات غير العضوية أو العضوية، واصفًا إياه بالمجال الواعد جدًا.

وأشار أبو يوسف أن البلاستيكات المعاد تدويرها تستخدم فى الألياف الصناعية المستخدمة فى المراتب أو الأدوات المكتبية، وهى تحظى برقابة شديدة لضمان عدم استخدامها فى أى منتج يهدد صحة الإنسان، وأوضح أن بعض النفايات لا يمكن إعادة جمعها واستخدامها مثل الأكياس البلاستيكية، والحل الأمثل لتجنب التلوث المتوقع منها، إنهاء عمرها الافتراضى بعد مدة زمنية محددة.