تبدأ أجهزة الأمن تحقيقاتها في الحوادث الجنائية بجمع التحريات والوقوف على الأدلة للتوصل إلى الجاني أو الجناة.
وفي الجرائم التى يصعب الوصول إلى الجنائي من بداية الواقعة أو الوقوف على الدوافع بشكل سريع، تلجأ فرق البحث إلى "الشهود الصامتين" كمسرح الجريمة، الذي يحتاج لدراسة متأنية، فضلا عن فحص وتفريغ "الشاهد الصامت الأهم" وهي كاميرات المراقبة، التي دائما ما تبوح بالكثير من الأسرار وتساعد فى حل ألغاز الوقائع.
وساعدت الكاميرات فى كشف غموض كثير من الجرائم الجنائية، بل ووثقت لحظات تنفيذها بشكل أكثر صدقا من تمثيل الجاني أثناء المعاينة التصويرية، بحضور سلطات التحقيق والبحث، وأحيانا كانت العامل الرئيسي فى تغيير مجرى القضايا.
ونستعرض في التقرير التالي، جرائم أسهمت "كاميرات المراقبة" في حلّها وكشف غموضها:
مقتل رئيس مصرف أبو ظبي الإسلامي
يوم 22 نوفمبر 2016، تلقت أجهزة الأمن بالجيزة بلاغا من لواء بالمعاش بمقتل المجنى عليها نيفين لطفي، رئيس مصرف أبو ظبي الإسلامي، داخل قصرها الكائن بكمباوند سيتي فيو، وانتقلت الأجهزة الأمنية، تلاها فريق من النيابة العامة، وتبين من المناظرة أنها مصابة بطعنات فى أماكن متفرقة بجسدها تسببت فى وفاتها.
كاميرات المراقبة، ساعدت فى تحديد هوية الجاني حيث، سجّلت لحظات دخول الجاني إلى الجناح الخاص بالمجنى عليها، ومن ثم تحديده بعدما تعرف عليه العاملون بأمن الكمباوند، وتبين أنه كان عاملا معهم، وتم فصله لسوء سلوكه، وبعد مرور 24 ساعة أُلقي القبض عليه، وأُحيل للمحاكمة الجنائية، وبتاريخ 23 أبريل 2018، صدر حكم بإعدامه شنقا حتى الموت.
مقتل الطفلين ريان ومحمد بالدقهلية
أحدثت هذه الجريمة، التي وقعت في أغسطس 2018، حالة من البلبلة بين أنصار المتهم الذين كان يدافعون عنه باستماته مستندين إلى حجج واهية، وبين من يرى أن تحقيقات الأمن والنيابة كانت شفافة.
الاعترافات التفصيلية التى أدلى بها القاتل، فصلت بين الفريقين، بعدما انهار "محمود نظمي"، وعجز عن استكمال دور الضحية الذي لعبه باقتدار أثناء تشييع جنازة نجليه.
تحقيقات النيابة كشفت عن 11 دقيقة رصدتها 4 كاميرات مراقبة، وثّقت استقلال الطفلين المجنى عليهما سيارة والدهما القاتل "محمود نظمي"، والذي قاد السيارة قاصدا طريقا مؤدي لمكان العثور على جثتيهما، وأظهر أحد المقاطع المصورة الطفلين يطلان من نافذة السيارة أثناء دلوفها إلى محطة وقود.
هذا الدليل الفني القوي، أيده ما جاء بأقوال الأب القاتل والاعترافات أمام الأمن والنيابة والمحكمة.
بدورها محّصت المحكمة هذه الاعترافات أثناء طرح القضية على بساط بحثها، واطلعت على تفريغ كاميرات المراقبة وما جاء بمحاضر التحريات وأقوال الشهود، لتطمئن بما لا يدع مجالا للشك، وتصدر حكمها، فى أبريل الماضي، بإعدام "الأب القاتل" شنقا حتى الموت.
مقتل أم وطفلتيها على يد زوجها بالجيزة:
وقعت هذه الجريمة يوم 19 يونيو 2018، بالتزامن مع مباراة مصر وروسيا فى كأس العالم، ونفذها الزوج صلاح المرسي أبوالعباس، بحقة زوجته المجني عليها "هبة" وطفلتيه "حبيبة الله" و"جنة" داخل شقتهم بشارع العشرين ببولاق الدكرور، ثم توجه إلى مقهى وشاهد المباراة، ثم عاد إلى الشقة وبدأ فى الصراخ وطلب النجدة مُدعيا أنه فوجئ بمقتل زوجته وطفلتيه.
وجاء دور كاميرات المراقبة المثبتة بمدخل العقار، والتى قالت كلمتها، حيث لم يتبين في هذا اليوم دخول شخص غريب، وبعد تضييق الخناق على "صلاح" أقرّ واعترف بارتكاب الجريمة، وأسدلت محكمة الجنايات الستار على القضية، وقضت بإعدامه.
قضية فتاة العياط
تحمل هذه القضية مفاجآت بشكل يومي، حيث بدأت باعتراف "أميرة" أنها قتلت سائقا مدافعة عن شرفها في أحد المدقات الجبلية بالعياط، فقد أظهرت نتائج المعمل الجنائي والطب الشرعي وجود آثار جلد يختلف عن المتهمة "أميرة"، ثم شهدت الواقعة مفاجأة أخرى بعدما رصدت كاميرا المراقبة، بإحدى محطات الوقود، دخول السيارة التي كانت تستقلها المتهمة مع السائق القتيل، بصحبتهما ثالث، ترجل من السيارة وصافح أحد عمال محطة الوقود، وستعلن أجهزة الأمن عن شخصيته وعما إن كان له علاقة بالقضية من عدمه.