بقلم : د/ عدلي انيس
استاذ بجامعة القاهرة


لكل مقام مقال ، ولكل زمان طريقة للتزوير، فإذا كان النظام البائد قد استخدم اساليب عديدة للتزوير في الانتخابات، بالشكل الذي ادى الى إلى عزوف المواطنين عن التصويت بل وتركوا مهمة الانتخاب ليقوم بها الحزب الوطني نيابة عنهم، ومن ثم يقومون بتسويد استمارات الانتخاب. ولكن بعد قيام ثورة الشباب وسقوط جبل الفساد تحت بركان الثورة بقوة شباب مصر الواعي، فوجئنا بمن ينسبون الثورة لأنفسهم ومن يتباهون بكثرة الذين سجنوا من اتباعهم اثناء حكم مبارك، حتى اصحاب التيار الأصولي زجوا بأنفسهم في المضمار السياسي ويضاف اليهما الاحزاب سواء الكرتونية منها او الفلولية، واصبحت الصورة الآن واضحة يظهر فيها من يحصدون ولكن للأسف اختفى منها الزارعون؛ أي الشباب .

أما المشهد الثاني الذي اود ان اعرض له هو المشهد القائم على التضليل، والتزوير غير المباشر، والعمل بالمثل القائل "اعمل الخير وارميه في الصندوق" فمع بداية انتخابات المرحلة الأولى انتشر شباب الاحزاب الدينية امام اللجان الانتخابية يستخدمون اجهزة الحاسب الالي لتعريف المواطنين بارقام اللجان وارقام تسجيلهم في الكشوف، ثم يقومون بتسجيل هذه البيانات على ورقة دعاية طُبع عليها اسماء مرشحيهم ورموزهم، ويدعون الناخبين الى اختيار مرشحيهم، وبالطبع يؤثرون على آراء المواطنين لا سيما الذين ذهبوا الى اللجان خوفًا من دفع غرامة الامتناع عن التصويت.

وهنا نتساءل هل يليق بمن يريدون تولي شئون مصر وان يسيطروا على البرلمان ان يبدأوا بهذه الأساليب التى تعد تضليل للبسطاء، وخرق للصمت الانتخابي، واستخدام المياه والعصائر وغيرها من المنتجات الاخرى مستغلين في ذلك حاجة البسطاء والفقراء من الشعب المصري. فهل هذا هو الخير الذي يحملوه لمصر، وكيف نأمن لهم بوضع الدستور او اختيار من سيقومون بوضعه . ومن هنا لا بد ان تضع اللجنة العليا للانتخابات حدًا لهذه التجاوزات وغيرها من اصحاب التيارات الدينية وغيرهم حتى لا تتكرر في المراحل القادمة لمجلسي الشعب والشورى، وحتى لا نصل الى نتيجة لا تعبر عن الواقع المصري.