بقلم :عزت مليكه
فى ذات يوم من أيام الزمن الجميل, أثناء عودتى من مدينة طنطا الدافئه, ركبت حافله المحافظات, وأثناء انتظار قيام الحافله صعد رجل متوسط العمر يحمل فى يده عبوات ذجاجيه صغيرة بنيّه اللون شبة نظيفه, وقف فى وسط الحافله ونظر للركاب نظرة ثاقبة ثم بدء بصوت واثق رخيم يعلن عن بضاعته, فتلك العبوات تحمل شّربه الملك داوود الشهيره, فهى قادرة على شفاء كل الأمراض ! بدئا من الكحه حتى البواسير والسرطان. كما انها قادرة علي اءنذال كل أنواع الدود من المعدة خاصه الشريطية, وقد أحتارت أمريكا و اءسرائيل في فك سّر تلك الشربه بل وتحاربها جميع شركات الأدويه العالميه! ولأجل كرامه السيد البدوى (شفيع مدينه طنطا وتوابعها) ستباع بقرش صاغ واحد فقط.... فقام أثنان من الركاب يمدحون تلك الشربه وكيف صنعت معجزات معهم ومع أقربائهم وقامو بشراء بضعة ذججات وأرتفعت أياد أخرى للشراء(والحمد لله قليله), وفور أنتهاء عمليه البيع حتى هبط من الحافله وخلفه الراكبان الأثنان (شركاؤة), بلطبع نظرت من خلف شباك الحافله لأراهم يتقاسمون ثم يتجهون الى حافله جديدة وضحايا جدد.


وتبحر مركب العمر في محيط الحياة المتلاطمه لتستقر فى أمريكا, وبعد ذمن هذا مقداره أواجه أحد تلاميذ بياع شربه الملك داوود يطل علّى من خلال قناة من المفروض أنها مسيحيه تبث من التليفزيون ليبيع للمشاهدون نفس المنتج ولكن من نوع أخر.
دعونى أولا أصف لكم هذا البائع قبل التحدث عن المنتج الخطير, هو شخص يدعى أنه من العابرين ءالى المسيحية وينتمى لعائله معروفه فى مصر, والحق أقابل العديد من العابرين ءالى المسيحيه فأشعر بلأعجاب لقوة وحب هؤلاء للسيد المسيح بل من أجله ضحو بكل شئى وهم يحسبوه نفايه كما أنهم يقدمون المسيح للأخرين بأحسن الصور, أما هذا الرجل (صاحبنا أياه) فيقدم أسؤ الصّور للأخرين حيث الأهنات والتجريح وكل ماهو قبيح لانقبله لأحد مهما أختلف معنا فى الرئى أو الدين, ولا أعرف لماذا كلما نظرت ءاليه يخطر على بالى مباحث أمن الدوله و المتشددون وألاعيبهم لايجاد سبب يرهبون به الأقباط فى مصر؟ علامه الاستفهام أتركها لك أيها القارئى العزيز.


أما المنتج الخطير فهو طلب التبرع وبسرعه لاقامه مشروع خطير وضخم يتكلف الملايين عباره عن ستلايت يجمع كل القنوات المسيحيه ويبثها فى جميع أنحاء العالم مجانا, يالها من ثورة ويالها من خدمه رائعه!
عزيزى القارئى هل هذا المشروع ممكن؟ الأجابه بكل ثقه لا. بل أتجرأ وأقول أن هذا المشروع يخضع تحت بند النصب ويمكن تسجيل تلك الحلقات وتقديمها ءالى المباحث الفدراليه لمراجعه حسابات تلك القناه من تبرعات وجهه الصرف ولمعلومات القارئى, فجميع الجمعيات الخيريه والشركات غير قابله للربح تخضع للمراجعه من الجهات الحكوميه والافراد العاديين وذلك عند الطلب, وهذا القانون معمول به فى جميع أنحاء العالم.


أما سبب ءاستحاله هذا المشروع ببساطه لا يوجد ستلايت واحد يغطى العالم فلابد من عده ستالايت قد تصل الى خمسه ستلايت وهذا يتوقف على الفوتبرنت اى موقع الاستقبال, ولكى أقرب هذا للقارئى أقدم هذا المثل, لكى تستقبل قناه أرت العربيه أو قناه الحياه المسيحيه فى أمريكا, يتم ءارسال اءلاشاره من ستلايت النيل سات (وهو يغضى جزء من أفريقيا الشماليه وجزء صغير جدا من أسيا الغربيه و جنوب أروبا) ءالى بان سات 5 (وهو فوق المحيط الأطلنطى ليغطى جزء من ءانجلترا وهو مجرد ناقل للخدمه بين الأقمار الصناعيه حول العالم) ثم تقوم محطه أستقبال شركه أرت بولايه كلورادو (شركه دش نت) بأستقبال القناه على أطباق ضخمه ( 16 قدم أو أكثر), ومن هناك تتم عمليه تحويل القناه من نظام بال و سيكام (الشرق الاوسط) ءالى النظام الأمريكى ثم يعاد البث الى دش نت ستلايت بلفضاء (2 ستلايت واحد للغرب وأخر للشرق) ومع ذلك فالمشاهد فى هواى يحتاج لدش 4 متر لكى يستقبل ألارسال من كاليفورنيا حيث أن هواى بعيده عن الستلايت! وكل هذا يتم بسرعه رهيبه تفرق بين المشاهد فى مصر والمشاهد فى كاليفورنيا أقل من الثانيه لنفس الحظه. ولكى تتم كل هذه الخطوات فلابد من جيش من الفنيين فى كل اماكن الارسال والاستقبال لتصحيح المسار الفضائى وغيره من أمور فنيه وهذا كله يتكلف مبالغ هائله لايقدر عليها الا الدول أو الشركات العملاقه مثل دش نت ( 30 ملير دولار).
فكيف بعد كل هذا نجد من يقول بجرأه تبرعو لشراء ستلايت ءالا أن يكون تلميذا فج لبائع شربه الملك داوود!


أما المفجأه الأخرى وهى شبه معروفه الأن فهو جهاذ الستقبال للقنوات عن طريق الأنترنت وهو الأن منتشر, وعن قريب جدا سيحل مكان الستلايت فلا حاجه الى الدش او التركيب الفنى بل سيصبح الامر سهلا جدا, بل يمكن لأى شخص فى أى مكان أن يصنع محطه تلفزيونيه ويرسلها فى أى مكان فى العالم فقط تحتاج ءالى كمبيوتر وأجهزه ألتقاط (تباع فى الصين بارخص الأسعار) والماده الفنيه سواء دينيه او سياسيه أو غيرها.
أعزائى القراء من فضلكم توخو الحذر من بياعين شربه الملك داوود وهم كثيرون وعلى كل الأشكال , ولكن أيضا على أن أقدم الشكر لأخرين يعملون فى حب وتفان فى قنواتهم الفضائيه وهم أولى بالتبرع لخدماتهم, وأقدم مثل بذلك قناه (س ت ف) وبرنامج أين أنت لمساعده المحتاجين في مصر وأيضا قناه الفادى.
أخيرا ألهم أبلغت فألهم فءاشهد --- والسلام ختام