القمص اثناسيوس فهمى جورج
نفوس الصديقين تصير نوراً سمائياً "أنتم نور العالم"(مت14:5)يوضعون على المنارة فيضيئوا لكل من في البيت "(مت15:5) ولا يخفوا الموهبة التى قبلوها بل أنارت قلوبهم بذلك النور السماوى .نفوسهم مملحة بالملح السماوى متحررين من الفساد والتعفن والروائح الكريهة.يهربون إلى اللـه مخلصهم لتصير نفوسهم حرة سليمة من الأضمحلال.
نافعة لخدمة السيد السماوى.مائتين عن الأهواء الشريرة صالبين العالم لهم ....مبتعدين عن نشاط أعمال الظلمة وعن كل روح الخبيث.مندمجين في نور اللاهوت ومنساقين بروح المسيح الذي يقودهم حيثما يشاء حيث الخيرات الروحانية الكاملة .
ولأن نفوس الصديقين قد ولدت في أرض الأحياء (مز13:27) لذلك هى تستمد غذاء روحياً منها وتنمو أمام الرب مكتسيه بحلل الجمال السماوى الفائق ، تأكل خبز الحياة الأفخارستى (يو35:6) وتشرب الماء الحى (يو10:4) وتفرح قلوبها بخمر وزيت الأبتهاج(مز7:45).
نفوس الصديقين خلعت العتيق (كو9:3) وأستبدلت عيون مقابل عيون .
وآذان مقابل آذان بإرادة حاضرة متكلة على نعمة القدير الذي وحده قادر إن يمنحها (أجنحة)"مز6:55"لتطير إلى الأجواء الروحانية .
لتتمتع بالخلاص الذي لا ينطق به مع كل أولئك الذين ينتظرون مخلصنا الصالح واضعين رجاءهم فيه ويطلبونه بلا أنقطاع..
هذه النفوس الصديقة البارة ممسكة بيمين عريسها الذي وحده له القدرة على إنهاء سلطة ظلام ليل الشيطان .وعلى إنتهار رياحه المرعبة للنفس وللفكر وللجسد.فتخرج إلى راحة مريح التعابي الذى ينصف مختاريه الصارخين إليه نهاراً وليلاً .
إنهم أبناء نور ونهار (1تس5:5) يتمتعون بحراسة الملك حتى لا تتمزق ثيابهم ولا تلوثهم الأوحال ولا يتهاوا في الشهوات ، ولاتزعجهم أصوات المخادع المخزية ولا مناظره القبيحة. ( حفظ الفكر وتقديس العقل - تقديس القلب والرغبات - تقديس الجسد هيكل الله - قبول النعمة باستجابة الجهاد القانوني ) .
نعمه إلهنا هى الحافظة لنفوس كل محبيه حتى لا تتمزق ولا تحترق ولا تتلوث ثيابهم فيعبروا" الحاضر الشرير"(غل4:1)وهكذا ينالوا المديح السماوى وينجح عبورهم مقدمين إرضاء العريس السماوى . علي كل مغريات العالم : شفاعتهم وسيرتهم علامة لنا في طريقنا فلننظر اليهم ونتمثل بهم ، لانهم احبوا اولادهم ويطلبون عنا كل حين حتي نكمل ونعبر ونصل كورة الاحياء .
