الأقباط متحدون - دورالإعلام القبطي.....(2)
أخر تحديث ٠٠:٣٢ | الاثنين ٢٨ نوفمبر ٢٠١١ | ١٧ هاتور ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٩٢ السنة السابعة
إغلاق تصغير

دورالإعلام القبطي.....(2)


بقلم: مجدى محروس

تناولت في المقالة السابقة بداية عهد "الانفتاح الإعلامي" وكيف بدأ الإعلام القبطي في أواخر التسعينات
ومبدأ الألفية الثالثة والآن سنكمل ونتطرق إلى بعض النقاط ذات الأهمية الكبيرة .
و أول هذه ان الإعلام القبطي استفاد من الثورة الإعلامية الهائلة للعالم واستطاع كسر الحصار الإعلامي الرسمي
الذي فرض عزلة صارخة على المسيحيين والمجتمع والمسيحيين وأنفسهم!!
فالقبطي كان يجد نفسه محاصرا بين أجهزة إعلام "حكومية" لا تعترف بوجوده على هذه الأرض الا خلال ساعة
في قداس العيد مقابلة بأطنان الساعات لبرامج إسلامية والتي تبث على مدار السنة وخاصة في شهر رمضان !!
وظاهرة عدم الاعتراف بالقبط إعلاميا أدت بشكل غير مباشر إلى عزل وتهميش الأقباط وخلق حالة من التوجس
العام تجاههم .......


وعندما تم كسر الحصار بالانترنت والقنوات الفضائية لم يستفيد الأقباط فقط ولكن استفادت كل قوى التحرر الوطنية في منطقة الشرق الأوسط وباتت عروش السلطة في هذه المنطقة المظلمة في العالم تحت تهديد دائم
هنا يطرح سؤال نفسه-هل أدى الإعلام القبطي دوره على أكمل وجه؟
قد يجيب المواطن القبطي العادي "نعم" بكل ارتياح فقد أصبح انه بإمكانه الارتباط بذاته "المسيحية" أكثر
وأكثر من خلال قنوات مسيحية تعمل طوال اليوم وأصبح يشعر ان الكنيسة أصبحت في بيته....
لكن بقية الأقباط وبخاصة من يحملون القضية القبطية على أكتافهم لا يكتفون بهذا ويطالبون بأكثر وأكثر
ويرون أن هذا ليس مستحيلا بل يرون أن القياس الصحيح لأداء هذه القنوات و وسائل الإعلام هو ليس ما
حققته من نجاح ولكن ما "يمكن" تحقيقه من نجاح اكبر .


لا يستطيع اي شخص محايد أن ينكر ما يمكن تحقيقه من خلال وسائل الإعلام وان المنظومة الإعلامية
يجب ان تدار باحترافية عالية وإلا يقتصر دورها على "التعليم المسيحي"
وهذه نقطة أخرى هامة جدا عند التحدث عن الإعلام القبطي وهو ان القبطي يحتاج الى ما يشبع حاجته العقلية
والمادية أيضا كما يحتاج الى إشباع روحه وتباعا لهذا يجب الاهتمام بتثقيف الشعب القبطي خاصة ان الجيل
الحالي ابتعد كثيرا عن ثقافته القبطية وتاريخه لا يكاد يعرف منه شيئا فيما يمكن ان نطلق عليه ظاهرة "التصحر القبطي" .
وبعيدا عن شبكة الاعلام المدعومة جيدا او حتى متوسطة الدعم ,


نجد اعلاما موازيا ضعيف الدعم مبني بالأساس على جهود فردية من شباب
وان افتقر الى الاحتراف لكن تميز بجرأته وسرعة استجابته ومثال هذا صوت المسيحي الحر
و عدة مواقع قبطية كبيرة سواء إخبارية او منتديات للنقاش,
وهذا الاعلام القبطي المستقل متوسط او ضعيف الدعم(المالي طبعا) يحتاج الى سنوات ويحتاج أيضا
الى تبني مؤسسات قبطية داعمة بدون ان تفرض رؤية خاصة او توجه خاص على هذا الأعلام
والجدير بالذكر ايضا هو ما كشفته وسائل الإعلام القبطية من مشاكل خطيرة داخل المجتمع القبطي
كظاهرة غياب الوعي القومي القبطي وغياب الثقافة القبطية وتفشي الأمراض الاجتماعية خاصة في
الأسرة القبطية لذلك يجب ان نستخدم تلك "الوسائل" الجديدة استخداما متقنا في حل مشكلات المجتمع
القبطي بعيدا عن الاستعلاء والانكار .
وللحديث بقية,


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع