القمص اثناسيوس فهمي جورج
كل الذين يهتمون بالتقوى أهتماماً عظيماً .هؤلاء يكونون في الموضع الأول في السجل الإلهى وفي فكر اللـه.فلن يكون هناك لنا مكاناً بين الرسل والقديسين والشهداء إن لم نتشبه بهم لانهم تشبهوا بالسيد الملك ..كل من لا يتشبه بهم لن ينضم إليهم .بل سوف يرث بحسب القياس الذي يتناسب معه وحسب إستحقاق كل واحد التى يعرفها فاحص القلوب والكلي .
هذا السجل الإلهي لائق ومجيد ومجده يتناسب مع بهاء اعمال ووزنة كل واحد في رتبه (1كو1:15) لان نجماً يمتاز عن نجم ؛عندما تفتح الأسفار يصل الأبرار إلى الخوارس السمائية .محفوظين في ذاكرة اللـه.أما الذين استهانوا وانكروا جاحدين دعوتهم ستمحى أسماءهم من سفر الأحياء ومع الصديقين لن يكتبوا (مز 28:69).وبالرغم من أن الفادى بمحبته للبشر وجه لهم الدعوة إلى الأفراح.إلا أنهم تعذروا وتعللوا وأهملوا وأجلوا واستهانوا .لذا لن تكون لهم شركة في الوليمة الدائمة.
ليس كل الناس يستحقون أن يحسبوا من الأعداد الإلهية ...فالذين يتسجلون في السجل الإلهى هم الذين أبطلوا ما للطفل وقد غلبوا الشرير (1لو 13:2) يسيرون في القوه التى تلقنوها من الكتب الإلهية انفاس الله ، سالكين بلياقة وقبول وطاعة للوصية حسب الترتيب(1كو40:14)
أى ترتيب أنفسهم كل واحد بحسب رتبته وبحسب ثمار دعوته وقبوله لعمل النعمة السينرجية .روحانيين متحررين من إنشغالات الأرض . فاحصين كل شئ وما يصلح لرتبتنهم ولرايتهم (عدد2:2). علنا نستيقظ وننهض لنفهم رجاء دعوتنا ونزن أعمالنا ونضبط كلماتنا وتصرفاتنا ومقتضيات الرتبة التى ننتسب إليها .حتى لا نسمع قول الرب الذى يقول "أسمى يجدف عليه بين الأمم بسببكم"(مز20:36)
إن كثيرين من الذين تسجلوا في سفر الحياة لن يكونوا فقط نجوم بل شموس في ملكوت اللـه (مت34:13) يضيئون كالجلد وكالنجوم كلاً بحسب رتبته وعلاقته (عدد2:2) إذا سيضيئون كضياء السماء (دا 1:3) في ملكوت الذي هو ليس بظالم أن ينسي تعب المحبة وإستحقاقات الصلوات والقرابين والصدقات التى تقرب له تذكاراً أمامه.
قيل عن الذين حباهم اللـه في تعداده الإلهي اولئك الذين لم يميلوا يميناً ولا يساراً قائمين في الوسط لا في ضربة شمال ولا في ضربة يمين .قائمون في الوسط مع المخلص الذي كان يجلس في الوسط....وهو الذي شهد له المعمدان "في وسطكم قائم الذي لستم تعرفونه"(يو10:26)أنه يسجل عنده الذين يعرفونه والذين أتخذوا محلته وانتصروا "لم تمل يميناً ولا يساراً (عد17:20) .. عيونهم نحوه فقط ، يطلبون وجهه ، شاخصون اليه ، وعند قدميه يسجدون ويسكبون طيبهم وصياماتهم وصلواتهم وتسبيحهم واعترافاتهم وسيرتهم اكراما ومجدا لاسمه العظيم القدوس .
لم ينحرفوا عن المسيح مشرعنا ومؤدبنا .أقاموا راسخين غير متزعزعين، لم يصبحوا تابعين لرأس حاشيه ولا لصورة غباوة أو حماقة وسيأتوا إلى مدينة اللـه الحى في كنيسة الأبكار مع ربوات محفل الملائكة المكتوبين في السموات .