عبد المنعم بدوى
عبد القادر خان عالم باكستانى متخصص فى الطبيعه النوويه ، وهو راعى وقائد البرنامج النووى الباكستانى ... ويعرف بأبو القنبله النوويه الباكستانيه .
فى ذات يوم وجهه إليه السؤال التالى : باكستان بلد فقير ، نسبة الأميه فيه مرتفعه ، فمن أين جئتم بالموارد الماليه لإقامة برنامج نووى قادر على صناعة الأسلحه النوويه ؟
أجاب : بالضبط لأننا بلد فقير فنحن بلا أوهام ... نعيش فى حدود إمكانياتنا الحقيقيه ، الشيىء الذى يتكلف فى أمريكا 100 دولار نصنعه نحن فى باكستان ب25 دولار فقط ، فنحن نعرف أن إمكانياتنا محدوده ، فلا مجال للتبذير والفشخره والرفاهيه .
وهنا قال له محاوره : كيف أقنعت نفسك بترك المنصب والجاه والمرتب الضخم ، الذى كان متاح لك فى جامعات أوروبا وأمريكا ، وعدت إلى باكستان بمرتب 400 دولار، فى الوقت الذى كنت تحصل على آلاف الدولارات كمرتب مع إمكانيات علميه هائله لاحدود لها ؟
كان رده : أقنعت نفسى بأن باكستان هى وطنى التى أنفقت على تعليمى وأنا طفل صغير ، وعندما كبرت وتعلمت فى الخارج لن أنسى للحظه فضل وطنى باكستان ، فهو الذى وفر الأكل والأمن والتعليم لكى نتفوق فى الخارج .
المناسبه :
كلنا يتذكر د. أحمد ذكى رئيس المركز القومى للبحوث العلميه ، ود. إبراهيم حلمى عبد الرحمن رئيس هيئة الطاقه الذريه ، ورئيس ومؤسس المعهد القومى للتخطيط ، ود. عزيز صدقى رجل التصنيع الأول فى مصر ، ود. أحمد زويل الحائز على جائزة نوبل فى الكيمياء .... وغيرهم وغيرهم .
أريد أن أقول أن مصر زاخره بالرجال الأفذاذ فى مختلف النواحى العلميه ... لكن ذلك كله لايكفى ولابد من رؤية رجل السياسه ، فمثلا قدرة باكستان على صناعة القنبله النوويه على يد عبد القادر خان وفريقه ، لم تكن ممكنه بدون رؤيه سياسيه مبكره منذ عام 1974 على يد ذو الفقار على بوتو رئيس الوزاراء آن ذاك ، وأيضا دخول مصر عصر التصنيع الحديث بقيادة عزيز صدقى ، لم تكن ممكنه بدون رؤية وخطه وضعها جمال عبد الناصر .
نحن نستطيع ... لو توفرت الرؤيه والإراده السياسيه ، وننجح كما نجح غيرنا ...