القمص اثناسيوس فهمي جورج
إن التوبة هى رؤية الجمال الالهى؛ التوبة هى البعد عن شناعة الخطية وقبحها. هى"الحزن المضئ" حيث الفرح والثقة بغفران دم صليب المسيح.
التوبة هى جمال النور"الظلمة لم تدركه"(يو5:1) أنها معجزة الخلاص والجمال وقبول الغفران الثمين .الغفران المجانى ؛عمل اللـه المعجزى الذى يقطع عنا الأسباب المؤدية للخطية ، ويجعلنا نرفض كل معقولات وألاعيب وغش وخداع الشيطان .
التوبة تجعلنا نرفض الخطية ولا نطيقها .ونكتشف أن الخطايا التى كانت قبلاً محبوبة تصير في نور المسيح مرفوضة وغريبة بل مكروهة " مجاهدين حتى الدم ضد الخطية"
أنها عمل دائم حتى القبر" توبي يا نفسي ما دمت في الارض ساكنة لأنه ليس في الموت من يشكر ولا في الجحيم من يذكر".
فحياتنا مهما أمتدت لابد أن تكون مقترنة بالتوبة وحتى أخر لحظة من حياتنا ؛حتى تصير هى الحدث الفائق والأوسع في حياتنا .وكنيستنا هى كنيسه تائبين تتغير فيها أذهاننا ؛لا ننظر إلى الوراء ؛لأن التوبة ليست دخولاً في طريق مسدود ؛إنما هى العثور على الطريق الصحيح.
....أنها ليست كبتاً ولا قهراً ، وليست أزمة ومدخلاً لرثاء الذات، إنما روح جديد تغيرنا ( ملكوت اللـه في داخلكم ) أى في قلبنا في هيكلنا حيث كنزنا ، وعندما تتجمع فينا كل حواسنا نري جمال اللـه فينا، نعبده عبادة قلبية والذبيحة له هى الروح المنسحق الذى لا يرذله اللـه، بل يحضر فيه ببهائه ويسكن فيه بغنى ؛هنا فقط نري الجمال الإلهي هيكل اللـه الحى .ففي طهارة القلب نعاين اللـه ونري ما أشتهى أن يراه كثيرون من الأنبياء ولم يروه.
.... فنفرح ونتهلل (يو56:8) وتتعزى قلوبنا بكل غنى يقين الفهم لمعرفه سر اللـه الأب والمسيح ( كو2:2 ) ونطلع على مجد اللـه حسب كثرة محبته ورحمته ومسرة مشيئته . فنعلن إنه الكلمة أصل كل موجود وأصل كل وجود، وأنه اللوغس والنور والقوة والعناية والحياة ورجاء المجد