سليمان شفيق
بدات تظهر علي السطح في الاونة الاخيرة ظاهرة ، اختفاء بعض الفتيات والنسوة المسيحيات ، ثم ظهورهن واعلان اسلامهن وزواجهن، مما يهدد السلام الاجتماعي ويطرح علينا الكثيرمن المهام ، حتي ان الاسلام نهي عن ذلك:
يقول تعالى : ( لا إكراه في الدين ) أي : لا تكرهوا أحدا على الدخول في دين الإسلام فإنه بين واضح جلي دلائله وبراهينه لا يحتاج إلى أن يكره أحد على الدخول فيه ، بل من هداه الله. ...
. كما ان الازهر الشريف بعيدا كل البعد عن هؤلاء الذين يقومون بذلك قبل بلوغ سن 18 سنة ، كما ان القانون والاتفاقيات الدولية قد اكدت علي ان الحد الأدنى لسن الزواج هو العمر الذي يجب أن يبلغه، حسب معايير قانونية أو دينية، كل من طرفي الزواج لكي يكون الزواج شرعياً. مع أن تختلف السن الأدنى والشروط المطلوبة من بلد إلى آخر، عادة يكون 18 عاماً. يجب التفريق بين سن الزواج وسن الرشد وسن الرضا ومعدل سن الزواج في المجتمعات المختلفة.
اذن فنحن نتحدث عن ظاهرة اجتماعية اكثر منها دينية ، وكنت قد كتبت كثيرا في هذا الأمر ولي اكثر من عشرة مقالات ودراستين وبالطبع هناك في مصر تحت السطح مشاريع "الأسلمة" واخري "التنصير"، ولكلاهما تمويلات وفضائيات ولكن" التبشير"، يتم بدون ضغوط ولا تحيز من بعض موظفي الجهات حكومية ويأخذ فرصتة بحذر وبتكوين خاص ، أما دفع القاصرات للاسلمة والزواج ، تتم بأموال وهابية وتواطؤ بعض ضباط أمن وعموما كانت هذه الظاهرة في منتصف السبعينات تشمل حوالي سبعة آلاف مسيحي سنويا تقريبا هبطت الي ٤ آلاف في الثمانينات واستمر الهبوط حتي صارت في حدود (50) مسيحي او مسيحية منذ مطلع الألفية الثالثة وإذا عرفت أن عدد البنات والسيدات المسيحيات من سن ١٦ وحتي ٤٥ سنة حوالي خمسة ملايين ستدرك حجم المشكلة مع العلم أن نصفهم تقريبا يرجع ، وحقيقة ايها الاعزاء ان الخطف يرتبط بفدية أو الاغتصاب ولكن الأمر يبدأ بعلاقة عاطفية وبعدها يتدخل تيارمن السلفيين ويتم التواطؤا الأمني والحل ليس في" ندب الخدود" بل في سن تشريع للتحول الديني من سن ٢١ سنة من محكمة مختصة علي أن تبدأ المحكمة بجلسات للنصح والإرشاد ويتوافق علي ذلك في سياق سن قانون مفوضية عدم التمييز وغير ذلك نكون تنفع في قرية مقطوعة.
الا ان الامر كقضية اجتماعية تتطلب من الجهات الكنسية :
اولا: بعض التعليم الكنسي الذي يحرم الاختلاط ، بل وهناك خدمة تسمي :" خدمة الحوش" لمراقبة العلاقات في حوش الكنيسة ، أضافة الي انقسام الكنيسة الي صف للرجال واخر للبنات والنساء ، ومع احترامي الكامل لنظم الكنيسة ، ولكن كيف يكون الاختلاط في كل مكان الا في الكنيسة ؟، والأكثر ادهاشا ان العائلة المسيحية تعيش في منزل واحد وتذهب الي الكنيسة سويا ، وعند الباب ينفصلان الي صف البنات وصف الرجال ؟، بالذمة هل الشيطان لا يوجد الا في الكنيسة ؟ !!
ثانيا : أغلب الكنائس تعلم الشباب النسك ـ ولا ضرر في ذلك ان كانوا سوف يتوجهون للرهبنة ـ ولكن لا احد يدرك ان الشباب (بنات واولاد) لهم احتياجات جنسية ، (لاحظ ان معظم من يتعرضن للتجربة في علاقة مع شاب مختلف) من القاصرات ، فهل لاتمتلك الكنيسة مناهج لدمجها في التعليم الكنسي للشباب غير تلك التي ثبت فشلها؟
ثالثا: ربما يرتبط "ثانيا" بحديث عن دورات ماقبل الزواج" نشير الي ان اغلبية من يطلبن الطلاق ، او يقعن في المحظور"العلاقات الاخري " ، نتيجة اما العجز الجنسي او القصور في ذلك الامر، وللاسف اغلبية هؤلاء من المتعلمين تعليم عالي ، الامر الذي يؤكد ان اغلب الاباء يعرفن كيف يقدمون كل الخدمات للشباب ما عدا مايخص احتياجاتهم "الجسدية" ، وبالطبع ليس المقصود دعوتهم "للزنا" ولكن عدم شيطنة الرغية الجنسية بل شيطنة الزنا .. لاني وبمنتهي الصراحة لاحظت ان معظم من ذهبن بلا عودة كن "حوامل" .
رابعا : ضرورة تفعيل المشورة وسر "التصالح" ، ولنكن صرحاء هل سأل الاباء في الاسرة او في الكنيسة سبب عدم عودة اغلب بناتنا ؟ للامانة سواء عادت او لم تعد المجتمع الاسري والكنسي غير رحيم وغير قادر علي ان يكون مثل المسيح الذي حول "الزانيات" الي رسل مثل السامرية او قديسة مثل المجدلية ، للاسف نحن نعمل العكس .
خامسا : وبعد هذا كلة هل قمنا بملء الفراغ قبل ان تذهب البنات الي العلاقات العاطفية في كل الاحوال هن ضحايا (الكنيسة والاسرة والامن والسلف الخ )
سادسا : لذلك اعتقد انه يجب عدم صب الوم علي البنات ، ولا علي من يستغلون تقصيرنا سواء من تواطؤ بعض رجال الامن او مخططات السلفيين .
سابعا : لابد من اجهزة الدولة ان تعيد جلسات النصح والارشاد التي تم ايقافها وذلك للتأكيد ان الفتاة او السيدة لم تخطف وانها ذهبت بأرادتها ، او انها وقعت في ضغوط ارغمتها علي ذلك .
اكرر هذة الظاهرة يرفضها الاسلام ويرفضها الازهر الشريف ، ويقوم بها جماعات متزمتة وصفتهم من قبل بأنهم اقرب الي (تجار الرقيق) ، كما ان الاسلام والمسلمين لن يزيدوا وايضا المسيحية لن تنقص ، وبالتاي كما ارفض ما يسمي ب"اسلمة القاصرات" ارفض "تنصير" القاصرات ، ونرفض بالاديان والقوانين والاعراف اختفاء الفتيات وزواجهن حتي علي دينهن من غير علم الوالدين ، ومن ثم كامل الاحترام لكل الاديان وللمؤسسات الدينية ، ولدولة القانون ، ولكل من يؤلمة هذا المقال .