هل تعرف سمعان الخراز؟ هذا القديس الذى قام بنحت دير داخل جبل المقطم، ذلك الدير الذى يعد قبلة السائحين في القاهرة، تقول عدة روايات تاريخية أن المعز لدين الله الخليفة الفاطمي، كان له وزير يهودي اسمه "يعقوب ابن كلس" كان يعادى المسيحيين؛ وفى إحدى دعوات الخليفة الفاطمي لبطريرك الأقباط ليتشاورا في أمور الدين انفعل الأسقف "ساويرس" واتهم اليهود بالجهل، مما أثار غضب الوزير اليهودى وقرر الانتقام
بداية انتقام الوزير كلس بالقديس سمعان الخراز
فبدأ الوزير في حشد الخليفة ضد المسحيين وبعد بحثه في العهد الجديد وجد آية تقول" مَنْ كان له إيمان مثل حبة خردل فإنه يقول للجبل انتقل واسقط في البحر فيفعل" فذهب للخليفة وطلب منه أن يجعل سمعان يثبت، فإما أن يكون النصارى على صدق أو كذب ، استدعى الخليفة "سمعان الخراز" وأخبره بتلك الآية وطلب منه إثباتها بنقل جبل يوجد شرق القاهرة، فاعتر الخوف قلب البطريرك وما كان له إلا طلب مهلة ثلاثة أيام لتنفيذ طلبه.
المعجزة تحدث في اليوم الثالث من المهلة
خرج البطريك من عند الخليفة حائر يفكر كيف يثبت هذه الآية، وما عليه أن جمع الكهنة والأراخنة والشعب في بيعة العذراء المعروفة بالمعلقة وبكى بكاء شديد وأعلمهم بالأمر، وطلب منهم الصلاة والصوم بالخبز والملح والماء من المساء إلى المساء، وأن يجتمعوا في الكنيسة طوال الثلاثة أيام، أما "سمعان " فضل صائم هذه المدة كاملة حتى تعب تعبًا شديدًا وسقط على الأرض مغشيًا عليه، تقول الروية أنه السيدة العذراء في المنام وقالت له"لا تخف فإنى ما أغفل عن الدموع التى سكبتها في كنيسي هذه"، وبعد أن استيقظ "سمعان" حدث زلزال شديد نقل الجبل إلى مكانه الحالى في المقطم، هذه اسطورة القديس "سمعان".
بناء كنيسة القديس سمعان بالمقطم
في ظل اهتمام علماء الاثار بتلك المنطقة بالتعاون مع بعض الرهبان والكهنة وبالبحث المتواصل وصلوا إلى مقبرة "سمعان الخراز" وعثروا على الهيكل العظمى وصور له كما وجدوا وعاء يخص القديس نفسه وكان هذا بين عامين 1989 – 1991 ميلادى.
وبعد ذلك تم بناء كنيسة قبطية مصرية محفورة داخل جبل المقطم، وهى كنيسة القديس سمعان وتعد أكبر كنيسة في مصر حيث تستوعب 20 ألف شخص، ويوجد بالكنيسة دير محفور في الصخور يحوى كافة المكتشفات التى وجدت داخل القبر.