حرمانهم من اللعب ومن ممارسة أى أنشطة ترفيهية كأقرانهم، دفع محمد زهران، رسام، إلى عقد ورش رسم فى الشارع، فى الحدائق العامة والميادين والأماكن التى تشهد تجمعات أطفال الشوارع، ليخلق لهم متنفساً يفرغون فيه ضغوط الحياة القاسية التى يعيشونها.
"زهران": مهمة الرسام المشاركة فى تغيير المجتمع للأفضل
على طريقته الخاصة، يحاول «زهران» أن يستقطب أطفال الشوارع، بتعليمهم بعض القيم والأخلاقيات الغائبة عنهم بالرسم والتلوين، مستغلاً هذه الورش فى الترويح عنهم، خاصة أنهم يقضون يومهم بالكامل فى الشارع ومحرومون من الراحة واللعب كأقرانهم: «مهمة الرسام إنه يغير فى المجتمع بطريقته، وأنا لقيت فى أطفال الشوارع نموذج أقدر أطوره وأحسنه، وفى النهاية هما هيضيفوا ليا زى ما أنا هضيف لهم».
بالصدفة يقابل «زهران» أطفال الشوارع فى الميادين وعلى الأرصفة وفى الحدائق التى تفصل بين حارات الشوارع الرئيسية، وقتها يُخرج من جُعبته أوراقه البيضاء وأقلامه وألوانه، ويجلس بينهم تاركاً لهم فرصة التعبير عن أنفسهم بالرسم: «بعتبر الورش دى تعليمية لأن الهدف منها إنهم يكتسبوا قيم غايبة عنهم ومايعرفوش عنها حاجة، لو رُحت اتكلمت معاهم شفوى هيبقوا كاشين واحتمال مايبقاش فيه استجابة، لكن أول ما بيشوفوا الرسم والألوان بيفكوا وينسوا حياة الشارع ويرجعوا لطفولتهم البريئة».
ليس أطفال الشوارع فقط، وإنما الأطفال الأيتام والمرضى، حيث يستقطع «زهران» جزءاً من وقته للذهاب لدور الأيتام والمستشفيات لعقد ورش رسم للأطفال لتحسين حالتهم النفسية: «بشوف إن دور الفنان مش إنه يرسم لوحة تتعرض فى صالات مغلقة، لكن يقدم فنه فى المكان الصح وللناس اللى تستحقه».