رفعت الحكومة أسعار الوقود.. وهى الشريحة الأخيرة للدعم.. وكده نبقى حبايب.. اختارت الحكومة يوم الجمعة والناس نيام.. وبدأت عملية الصب فى المصلحة.. كما يقولون.. والخوف كل الخوف من زيادات فى أسعار جميع السلع كما هى العادة.. إلا أن الحكومة أصدرت توجيها بألا تكون الزيادة مرهقة للمواطنين بأى حال!.

 
وأظن أن هذه التوجيهات لا تكفى أبدا.. فالتجار لن يرتدعوا لأن الحكومة تطالبهم بمنع المغالاة.. فمنذ متى كان التجار يمتثلون لطلبات الحكومة؛ ويقولون طلباتك أوامر؟.. مهم أن تتحرك كافة الأجهزة لضبط السوق.. ومهم أن يكون هناك دور لجهاز حماية المستهلك.. فلا يصح أن يسدد المواطن الفاتورة مرتين أو ثلاثا!.
 
وتعالوا نتكلم فى موضوع التسعيرة.. ألم تكن هناك تعليمات وزارية وقوانين وقرارات بالإعلان عن التسعيرة؟.. حدث هذا بالطبع.. فإلى أى حد تم الالتزام بالتسعيرة والإعلان عنها؟.. لم يستمر الأمر أكثر من شهر.. لم يشعر الناس بأن هناك قانونا.. لم يشعر الناس بأن عندنا حكومة.. هذه هى الحقيقة بالضبط.. وللأسف عندنا قوانين وقرارات منظمة!.
 
فلا وزارة التموين تابعت القرارات التى أصدرتها.. ولا مباحث التموين أثبتت أنها موجودة.. ولا المحافظات قالت إنها على قيد الحياة.. وسارت الأمور بلا ضابط ولا رابط.. كل واحد يرفع السعر على مزاجه.. وأصبحنا نشترى السلعة بأكثر من سعر فى الشارع الواحد.. أما رغيف الخبز فقد أصبح على هوى كل مخبز.. بلا أى مواصفات!.
 
من أجل ذلك أقول إن التصريحات لا تكفى لمنع المغالاة.. والتوجيهات بلا أى قيمة إن لم يشعر التجار بأننا فى دولة قانون.. القانون هو الذى يفرض هيبة الدولة.. لا التصريحات ولا التوجيهات.. كما أن الأمر لا ينبغى أن يكون أسبوعا أو أسبوعين.. المتابعة ينبغى أن تستمر طوال الوقت.. ينبغى أن تكون فى الإجازات.. إن كنا نريد أن نقيم دولة تحفظ حقوق الجميع؛ وتحافظ على هيبتها من أى عدوان على مواطنيها!.
 
نريد حملات تجوب المدن والأحياء والشوارع.. نريد حملات على المخابز والمتاجر والسرفيس.. لا تتركوا الناس فى مواجهة جشع التجار وسائقى الميكروباص وبائعى الخضار.. اعملوا خطوط ساخنة للتواصل مع الناس.. ردوا عليهم ولا تهملوهم أو تطنشوهم. لا بد أن يشعر الناس بوجود حكومة فى حياتهم.. تحميهم ولا تبيعهم للتجار!.
 
صحيح ارتفعت أسعار الوقود؛ لكن لا ينبغى أن تحرق هذه الأسعار جيوب وقلوب الناس.. لا بد أن يشعروا بوجود الدولة فى حياتهم.. ولا بد أن يشعروا بوجود الحكومة.. إلا يحدث هذا.. سوف تكون مأساة!.
نقلآعن المصرى اليوم