4/7/2019
عرض/ سامية عياد
تحول رهيب حدث فى حياته بعد أن كان سارقا وزانيا وزعيم عصابة تخطف وتسلب وتنهب أصبح رجلا بارا تقيا عاش حياة التوبة الحقيقية ، بعد أن كان عابدا للشمس طنا منه أنها الإله أصبح عابدا لله عاشقا له هو القديس الأنبا موسى الأسود ..
نيافة الأنبا تكلا أسقف دشنا فى مقاله "الأنبا موسى الأسود" حدثنا عن الدروس المستفادة من حياة هذا القديس العظيم أولا : البحث عن الله ومعرفته ، رغم أن حياة القديس كانت شريرة إلا أنه كان يبحث ويفتش عن الله الى أن وجده ، حياة أى شخص فيها الخير والشر فلا يمكن أن نجد إنسانا بلا خطية أو شر وكذلك لا يمكن أن نجد إنسانا بلا خير أو بر ، فالكمال لله وحده وهنا يقع على وسائل التنشئة الاجتماعية من الأسرة و المدرسة و الكنيسة مسئولية اكتشاف النقاط المضيئة فى كل شخص وتنميتها.
ثانيا : التوبة التى تحول الأسود الى أبيض ، الأنبا موسى كانت بشرته سوداء اللون ، وحياته كلها كانت مثل لون بشرته ، التوبة حولت هذا السواد الى بياض ، وصارت حياته بيضاء تحيط به الملائكة ، لذا مهما كانت حياتنا سوداء قاتمة فلا نيأس بل ليكون لنا رجاء وثقة فى أن الله قادر أن يبدل الأحوال ، ثالثا : قوة الإرادة ، على الرغم من طول المدة التى قضاها القديس فى حياة الشر إلا أن إرادته القوية فى التوبة جعلته يترك الشر تماما ولا يعود مرة أخرى الى الخطية ، لذا يجب أن نملك عزيمة قوية فى عدم العودة للخطية مرة أخرى.
رابعا : تغير الطباع ، القديس تحولت طباعه وصفاته تماما ، تحول من سارق وناهب الى كريم ومضياف ، تحول من قاسى عنيف الى لطيف بشوش ، وبعدما كان مثالا للشر سار مثالا للخير ، لذا يخطىء من يظن أن الطبع لا يمكن تغييره ، الأمر يحتاج فقط الى جهاد روحى حقيقى ضد الأفكار والرغبات والشهوات وضد الذات ، فالتغير لا يحدث وانت مكتوف الأيدى بل لابد من الجهاد المستمر فهكذا فعل القديس الأنبا موسى الأسود وانتهت حياته بالاستشهاد وصار من أوائل شهداء الرهبنة وصارت له مكانة مرتفعة فى السماء وعلى الأرض .
ليتنا نتعلم من حياة هذا البار أن الله قادر أن يغير حياتنا للأفضل فقط علينا أن نعرف الله ونؤمن أن الراحة الحقيقية هى فى معرفته والعشرة معه ، علينا بالجهاد الروحى المستمر والتوبة الحقيقية وقوة الإرادة على عدم العودة الى حياة الشر ..