حمدي رزق
أَذْهِب البأس ربَّ النّاس، اشْفِ أنت الشّافى.. دعوات من قلب مُحِبّ لفضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، الذى غادر إلى ألمانيا لإجراء فحوصات طبية، الإمام يعانى آلامًا متكررة فى العمود الفقرى، شفاه الله وعافاه.
ثقيلة هى هموم الإمامة، الإمامة أمانة وحملها الإمام الأكبر ويعانى، معاناة الإمام الطيب ليست فى آلام عموده الفقرى، بل فى آلامه النفسية، الإمام يتعرض لهجمات يومية وعلى مدار الساعة، أقساها على نفسه تلك التى تتجاوز المقام، دون اعتبار للرمزية الأزهرية.
للأسف بعض الهجوم شخصى، وبمثله يتناول البعض عقورًا مقام قداسة البابا تواضروس الثانى، والبابا أيضًا يعانى آلامًا مبرحة فى ظهره، ودعوات بالشفاء وصلوات، راجين من جلالك يا ربنا أن تلمس مرضانا بيدك الحانية لمسة الشفاء.
آلام المشيخة تُحتمل، أما ما لا يتحمله الإمام وبات يُحْزِنه الهجومات العقورة من الجماعات الإرهابية عبر منابرها التركية والقطرية، هجمات لا ترعوى لأخلاق ولا دين، تستبيح الإمام، والإمامة، والمشيخة، والعمامة، استباحة سياسية خبيثة، يصِمون الإمام بما ليس فيه، ويَتَخَرَّصُونَ!
إخوان الشيطان رسموا الإمام الطيب عدوًا عقابًا على رفضه أخونة الأزهر، وإفساح موضع قدم لمراجعهم المعتمدة صعودًا إلى منبر الأزهر الشريف، «الطيب» قطع رِجل «مفتى الناتو»، يوسف القرضاوى، الذى ركب المنبر العالى فى عام الإخوان، قبل أن يُطرد من عضوية هيئة كبار العلماء، التى دخلها عنوة بدعم إخوانى رهيب.
يستهدفون الإمام لوقفته الوطنية فى قلب ثورة يونيو، وارتقاء منصة 3 يوليو، الإمام هو مَن راجع بقلمه بيان يوليو، الذى أسقط المرشد وعصبته، الإمام شكّل مع البابا مظلة وطنية لمنصة وطنية، شكّلا ثنائية حية فى ضمير المصريين، الهلال مع الصليب.
آلام الإمام فى سياق مواز من اتهام الأزهر بالغلو والتطرف ورعاية الأفكار المتشددة، وتصوير الإمام ضد الدولة المدنية، وعقبة كؤود أمام دعوات تجديد الخطاب الدينى، والإمام يصبر على أذاهم، شيخ الأزهر يقود سفينة عتيقة، يخشى أن تتداعى تحت قسوة الموج العاتى، يبحر بها الْهُوَيْنَا بِتُؤَدَةٍ وَرِفْقٍ محاذيًا الشاطئ مخافة تحطمها على صخور مسنونة، الرياح ليست فى شراعه، كما يقولون.
الإمام الأكبر ممتحَن فى مرضه، شفاه الله وعافاه، وفى نهجه يحتاج إلى تواصل عبر حوارات مع النخب الناقدة، وسياسيًا فى ظل اتهام مسلط بأنه «فقيه السلطان»، ومدنيًا باعتباره معوقًا لثورة تجديدية فى الأزهر وهكذا امتحانات تخلف آلامًا مبرحة، اللهمّ إنّى أسألك من عظيم لطفك، وكرمك، وسترك الجميل، أن تشفيه وتمدّه بالصحّة والعافية.
نقلا عن المصرى اليوم