سليمان شفيق
وماكرون يحذر ايران ويدعوها للتراجع
عقب إعلان إيران لأول مرة تجاوز الالتزامات التي قطعتها على نفسها بموجب الاتفاق النووي، حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من قرارها هذا ووصفه بأنه "لعب بالنار"، فيما دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طهران إلى التراجع عن هذه الخطوة
حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاثنين إيران من أنها "تلعب بالنار" بعد إعلانها أن مخزونها من اليورانيوم المخصب تجاوز الحد المنصوص عليه في الاتفاق النووي الموقع عام 2015 والذي انسحبت منه واشنطن.
من جهته، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء طهران إلى "العودة دون تأخير" عن تجاوز مخزونها من اليورانيوم المنخفض التخصيب إلى الحد المنصوص عليه في الاتفاق الموقع عام 2015 حول برنامجها النووي.
من جهتها دعت إسرائيل الدول الأوروبية إلى فرض عقوبات على إيران في حين أعربت روسيا عن أسفها لكنها قالت إن خطوة إيران جاءت نتيجة الضغوط الأمريكية التي دفعت بالاتفاق نحو الانهيار.
أما بريطانيا فقد دعت طهران "إلى تجنب أي خطوات إضافية" خارج إطار الاتفاق النووي فيما قالت الأمم المتحدة إن على إيران احترام التزاماتها بموجب الاتفاق.
وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لوكالة الأنباء الإيرانية شبه الرسمية "إسنا" إن مخزون إيران من اليورانيوم المنخفض التخصيب تجاوز "حد الـ300 كلغ" المنصوص عليه في الاتفاق النووي. لكنه أشار إلى أن إيران قد تتراجع عن هذه الخطوة".
وقال ترامب للصحافيين في البيت الأبيض ردا على سؤال عما إذا كانت لديه رسالة لإيران "إنهم يعرفون ماذا يفعلون. يعرفون بماذا يلعبون وأعتقد أنهم يلعبون بالنار".
وتضمن بيان أصدرته الرئاسة الفرنسية أن ماكرون "أخذ علما بقلق" بإعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية الاثنين. وأضاف قصر الإليزيه أن الرئيس الفرنسي "طلب من إيران العودة من دون تأخير عن هذا التجاوز" و"الامتناع عن أي تدبير إضافي من شأنه أن يمس بالتزاماتها النووية".
ويذكر أن الولايات المتحدة انسحبت العام الماضي من الاتفاق النووي وأعادت فرض عقوبات على إيران استهدفت الصادرات النفطية والمعاملات المالية وقطاعات أخرى.
وسعت طهران إلى الضغط على الأطراف الأخرى الموقعة على الاتفاق لانقاذه، فأعلنت في الثامن من مايو أنها لن تعود ملزمة بالحد من مخزونها من اليورانيوم المخصب والمياه الثقيلة.
وتهدد طهران بالتخلي عن بنود إضافية من الاتفاق ما لم تساعدها الأطراف الموقعة الأخرى (بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا) في الالتفاف على العقوبات، وخصوصا في بيع نفطها.
وفي وقت سابق، أعلن البيت الأبيض أن "الولايات المتحدة وحلفاءها لن يسمحوا لإيران أبدا بتطوير سلاح نووي"، مؤكدا استعداد واشنطن للاستمرار في ممارسة "أقصى الضغوط" على الجمهورية الإسلامية لإرغامها على التخلي عن أي طموحات نووية.
وأفاد بيان للمتحدثة باسم البيت الأبيض ستيفاني غريشام "كان من الخطأ، في الاتفاق النووي الإيراني، السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم على أي مستوى". وتابع البيان أن "حتى قبل وجود الاتفاق، كانت إيران تنتهك بنوده". وردّ ظريف على ذلك الثلاثاء في تغريدة فكتب "بجد؟"
عدم المبالغة في تصويرالمخاطر
وشدد ظريف على أن إيران لم ترتكب خطأ. وقال عبر توتير "لم ننتهك الاتفاق النووي". وتابع أن إيران "ستتراجع" عن قرارها فور التزام الدول الأوروبية الثلاث بواجباتها" في إشارة إلى بريطانيا وفرنسا وألمانيا.
واتهم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إيران باستخدام برنامجها النووي "لابتزاز المجتمع الدولي وتهديد الأمن الإقليمي". وأكدت وكالة الأمم المتحدة الدولية للطاقة الذرية أن مخزون طهران من اليورانيوم المخصبّ تجاوز بالفعل الحدّ المسموح به، بحسب المتحدث باسم الوكالة الأممية.
وقال دبلوماسي في فيينا، مقر الوكالة الأممية، لوكالة الأنباء الفرنسية إن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب تجاوز بكيلوغرامين حد الـ300 كلغ.
وقال نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف إن خطوة إيران "مؤسفة" لكنها "نتيجة طبيعية للأحداث التي حصلت مؤخراً" ونتيجة "ضغوط أميركية غير مسبوقة". ودعا إلى "عدم المبالغة في تصوير خطورة الوضع"، وفق ما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية.
وكتب وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت في تغريدة أن لندن "قلقة بشدة" ودعا إيران إلى "العودة إلى الالتزام" بالاتفاق النووي. واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش أن "من الضروري" أن تلتزم إيران بالاتفاق.
"جهود الأوروبيين لا تكفي"
دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الدول الأوروبية إلى فرض عقوبات على إيران، عدوة بلاده اللدودة.
وبحث ترامب هاتفيا امس الإثنين الملف الإيراني مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، بحسب ما أفاد البيت الأبيض.
وفي مقابلة بُثت الاثنين إلا أنها سجلت قبل إعلان إيران بشأن مخزونها من اليورانيوم المخصب، أعرب ترامب عن أمله في أن تجلس طهران على طاولة المفاوضات.
وأعلن الاتحاد الأوروبي الجمعة بعد اجتماع يهدف إلى إنقاذ الاتفاق، أن آلية الدفع الخاصة "إنستكس" التي أُنشئت لمساعدة إيران في الالتفاف على العقوبات أصبحت أخيرا "علانية".
إلا أن ظريف اعتبر أن "جهود الأوروبيين غير كافية وبالتالي فإن إيران ستمضي قدما في تدابيرها المعلنة"، وأضاف أن "الآلية ليست سوى بداية الالتزامات الأوروبية وهي حتى لآن لم تجد بعد طريقها الى التنفيذ"..
وبموجب الاتفاق الموقع عام 2015، تعهدت إيران عدم السعي لحيازة القنبلة الذرية وقبلت بفرض قيود مشددة على برنامجها النووي مقابل رفع جزئي للعقوبات الدولية التي تخنق اقتصادها
وهددت طهران أيضا بزيادة نسبة تخصيب اليورانيوم لتصبح أعلى من النسبة القصوى المحددة في الاتفاق (3,67%)، اعتباراً من السابع من يوليو/تموز. إلا أن هذه النسبة لا تزال أقل بكثير من نسبة الـ90% المطلوبة لصناعة الأسلحة
وتأتي التوترات الأخيرة بالتزامن مع تعزيز الولايات المتحدة قوتها في منطقة الخليج وسلسلة هجمات بما فيها إسقاط إيران طائرة مسيّرة أميركية قالت إنها دخلت مجالها الجوي.