الأسد يتعهد بالقتال حتى الموت فى مواجهة أى تدخل أجنبى
أطلق الرئيس السورى بشار الأسد رصاصة الرحمة على المبادرة العربية التى كانت تنص على وقف أعمال العنف والقتل فى سوريا، وحذر من أن أى تدخل عسكرى محتمل ضد بلاده من شأنه أن يؤدى إلى «عواقب وخيمة» مؤكداً فى مقابلة مع صحيفة «صنداى تايمز» أن بلاده لن ترضخ للضغوط الدولية واعتبر أن مبادرة الجامعة العربية مقدمة للغزو الأجنبى لسوريا الدولى، فى الوقت الذى احتدمت فيه الحرب الطائفية والمواجهات بين الجيش السورى الحر والقوات النظامية إثر مهاجمة مقر حزب البعث الحاكم فى دمشق والكشف عن محاولة انقلابية لقتل الأسد والدائرة المقربة منه.
وفى شريط مصور على موقع الصحيفة البريطانية على الانترنت، قال الأسد «إن الهجمات الأخيرة ضد الجيش أظهرت أنه يواجه مسلحين وليس متظاهرين سلميين» وأضاف أن «الصراع سيستمر والضغط لإخضاع سوريا سيتواصل»، ملوحاً بأن «سوريا لن ترضخ» وستواصل مقاومة الضغط الذى يفرض عليها، وتعهد بالقتال بشكل شخصى والموت فى مواجهة القوات الأجنبية، بحسب ما نقلت الصحيفة التى أوردت اتهامه للجامعة العربية، بتمهيد الطريق أمام غزو غربى، بعد تعليقها عضوية سوريا مؤخراً.وكرر الرئيس السورى تأكيده بأن أى عمل عسكرى ضد سوريا سيثير «زلزالا» بالشرق الأوسط،، وقال «إذا كانوا منطقيين وعقلانيين وواقعيين فيجب عليهم ألا يفعلوا ذلك لان النتائج ستكون وخيمة للغاية، التدخل العسكرى سيزعزع استقرار المنطقة ككل وستتأثر كل الدول».
وأضاف أ تقديرات القتلى التى وضعها المكتب الرئاسى بلغت ٦١٩ قتيلاً، مضيفاً «نحن كدولة لا توجد لدينا سياسة القسوة مع المواطنين»، وصرح الأسد بأنه يعتزم إجراء انتخابات مطلع العام المقبل، لاختيار برلمان وحكومة ودستور جديد، وقال «الدستور سيضع الأساس لكيفية انتخاب رئيس، وأنه سيتنحى إذا خسر فى الانتخابات.
وفى المقابل، رفضت الجامعة العربية إجراء مفاوضات مع الحكومة السورية لإدخال أى تعديلات أو إضافات تتعلق ببروتوكول بعثة مراقبى الجامعة المقرر إرسالها إلى سوريا و«تمس جوهر الوثيقة» و«تغير جذريا طبيعة مهمة البعثة»، وأفادت رسالة وجهها الأمين العام للجامعة نبيل العربى إلى وزير الخارجية السورى وليد المعلم بأن مجلس الجامعة طلب من العربى وبالإجماع «إجراء الاتصالات اللازمة مع الحكومة السورية للتوقيع على البروتوكول وحدد مهام الأمين العام بالرد على الاستفسارات الواردة من الجانب السورى حول صيغة مشروع البروتوكول وليس إجراء مفاوضات لإدخال تعديلات أو إضافات عليه».وأكدت الرسالة أن أغلب التعديلات المقترحة من دمشق تتعارض مع جوهر وطبيعة المهام التى حددها مجلس الجامعة فى اجتماعه لبعثة المراقبين المكلفة بتوفير الحماية للمدنيين السوريين والتحقق من تنفيذ بنود خطة العمل العربية، وليس تنفيذ بنود خطة العمل العربية فقط.
بينما اشتعلت الحرب بين القوات النظامية والجيش السورى الحر، وفى تطور نوعى أعلن الجيش السورى الحر مسؤوليته عن مهاجمة مبنى حزب البعث السورى الحاكم فى منطقة المزرعة وسط دمشق للهجوم باستخدام قذيفتين صاروخيتين مما أدى إلى تصاعد الدخان من المبنى وعلى إثرها طوقت قوات الأمن المكان، وقال الجيش إن الهجوم ردا على رفض النظام إطلاق سراح عشرات آلاف السجناء وسحب الجيش وأوضحت مصادر أن سيارة عبرت الشارع المقابل للمقر حيث أطلق من يستقلونها قذيفتين صاروخيتين باتجاه المقر المكون من ٤ طوابق كما تبادلوا إطلاق الرصاص مع حرس المبنى.
بدورها، كشفت صحيفة «السياسة» الكويتية معلومات قالت إنها مؤكدة تفيد بأن النظام السورى ومخابراته الجوية أحبطا محاولة انقلابية فى اليومين الماضيين هى الثانية خلال شهرين تقضى بقصف القصر الجمهورى لقتل الأسد وشقيقه ماهر وكبار المسؤولين، وأكدت مصادر من دمشق لـ«السياسة» أن المخطط كان يهدف إلى قصف القصر الجمهورى بالطائرات المقاتلة وتدميره للقضاء على الأسد وشقيقه ماه.
وتواصل القتال فى عدة مدن وشهد فرع الكلية الجوية فى القابون بدمشق، وريف دمشق بزملكا، وحرستا إطلاق نار كثيف، ودمر الجيش الحر ٣ عربات مدرعة وهاجم حواجز عسكرية وأمنية قرب حمص، وبث ناشطون صورا لعسكريين يعلنون انشقاقهم عن الجيش، وأكد الرائد المظلى ماهر النعيمى الناطق باسم المجلس العسكرى المؤقت «أن عدد المنشقين بلغ عشرات الآلاف وأنهم يشكلون فرقة، وأن الجيش الذى يضم ١٢ فرقة يحتاج إلى ٣ فرق على الأقل للتعامل معهم»، مؤكدا أن الجيش منهك تماما وعلى وشك الانهيار»، وأنه يحاول إجهاض أى محاولة لإنشاء منطقة عازلة على الحدود التركية للمنشقين والهاربين».
بدوره، أعلن المجلس الوطنى برنامجه السياسى والذى يشمل آلية إسقاط النظام والمرحلة الانتقالية ورؤيته «لسوريا الجديدة».
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :