الأقباط متحدون | أبدًا.. لن نظل مهمشين
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٢:٣٢ | الأحد ٢٠ نوفمبر ٢٠١١ | ٩ هاتور ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٨٤ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

أبدًا.. لن نظل مهمشين

الأحد ٢٠ نوفمبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

 بقلم: أيمن الجوهري

حقًا.. لا وقت للدموع يا سادة.. من ارتضى قواعد اللعبة السياسية أو حتى فُرضت عليه، ومن اختار طواعيةً بأن يحتكم إلى "حيادية الديموقراطية" متبعًا لألياتها، ومستخدمًا لأدواتها، ومن اقتنع بفكرها، واتخذها منهجًا.. فلابد من أن يفعل الكثير من أجلها.

 

لذا آن للناخبين أن يتفاعلوا.. يدققوا ويدرسوا ويتناقشوا ويستمعوا ويحدِّدوا اختياراتهم.. وآن للمرشحين أن يطرحوا وينشروا ويشرحوا مشاريعهم وسياساتهم وبرامجهم، مُوثقة بآليات وكيفية تنفيذها، ومدعمة بمدى تصالحها مع حال أوضاعنا، وصلابتها بمدى قدرتها على تبنى أحلامنا وبناء مستقبلنا.. وفي هذا فليتنافس المتنافسون.

 

أما البكاء والحسرة ومنهجية مصمصة الشفايف والسلبية الشامتة وغيره فلن تُجدي نفعًا، فقد انطلق قطار السياسية المصري، واقترب من محطته التشريعية والدستورية.

 

دعوة لنا جميعًا، من قلب مصري بلا حدود، للخروج من داومات الكلام والنقد السلبي؛ لإنعاش تفاعلنا وانتمائنا وروح مصريتنا البهية من حالة الموت الإكلينيكي الذي لحق بهم.. وهيا نحيي الأمل في قلوبنا وصدورنا ونمنح لهما قبلة الانتماء، ونعيش واقعًا بأن هناك تغييرًا قادمًا أبى من أبى (إن شاء الله). وبدلًا من أن ننتظره أو يتحايل علينا أو يقاضينا على أحلامنا، هيا بنا نتشارك فيه، ونصنعه.

 

دعوة لكي نعلوا ونسموا فوق مرحلة "المراهقة الثورية"، والتي تشرنقنا جميعنا داخلها، للنضوج والترقي والمشاركة في خلق مرحلة "الرجولة الثورية"، ولنكن على قدر المسئولية المحملة في أعناقنا، وعلى قدر قيمة وعظمة وحضارة ومستقبل هذا البلد.

 

يا سادة، أنتم الآن تملكون سلاحًا، قوي، فعال، متثمل في أصواتكم الانتخابية، فلا تمنحوا لبعض السفهاء فرصة ذهبية لاقتحام واحتناك عقولنا، وسرقة حاضرنا، وتقرير مستقبلنا عكس ما رسمناه وحلمنا به ورغبنا في أن نعيشه ونحياه..

 

ياااا مصريين، حان الآن موعد التغيير الجذري، والإبحار إلى واحة المستقبل بحسب التوقيت الانتخابي لثورة المصريين.

 

وهيا بنا نبايع جميعنا السلطة القادمة، وهي سلطة الصناديق..

 

فهبوا، انفضوا عن أنفسكم وكرامتكم غبار اللامبالاة، وتذكرواااا يااا مصريين أن أي فرعون، أو حالة أو وضع أو مرحلة فرعنة، ما إلا صنيعة شعبه، وبمساعدة المنتفعبن والمتاجرين والمزايدين والمتربصين والفاسدين والمنافقين والمدلسين من حوله.. وكفن الحرية يُغزل من سلبيات صمت الصامتين والمتفرجين.. في النهاية هو اختياركم، فماذا أنتم فاعلون؟؟؟.

 

كفاكم ياااا سادة صراخًا في صحراء السلبية، وآن لكم أن تفعلوا شيئًا، وإلا لن يسمعكم أحد.. والغبي هو من يفشل فيستسلم ثم يحاول شنق نفسه إخفاقًا.. ولكن الأحمق من يصر على نفس المنهج، ولا يحاول جديًا أن يواجه محنته، ونحن بكل تأكيد لسنا أغبياء أو حمقى، ولن نكون..

 

آن لنا أن نفهم أن المشاركة السياسية هي حق، وقد سُلب منا قصرًا وعنوة، وحان الوقت لنسترده مع كافة حقوقنا وما أُغتصب منا، بمقايضتها بما نمكله من قطعة الذهب المتمثلة في أصوتنا.. فلا تبخسوا قيمتها، ولا تقبلوا لها بأن تُسعر.. فقيمة أصواتنا هي قاطرة للتقدم، وطوبة في بناية المستقبل، ودعامة للاقتصاد القوي الحديث، وقانون للدولة الحديثة، وبند من الدستور المدني، ومعمل للدراسة العلمية، ولقمة عيش أدمية، ومحكمة يُقام بها العدل، ومبيد يقضي على التمييز والعنصرية، وثقافة تُضاف إلى حضارتنا الشامخة، وكل ما سبق وغيره ثمراته وحصاده ليس لنا وحدنا، وإنما للأجيال الآملة، الطامحة، المتطلعة بعدنا، من أولادنا وأحفادنا.. لذا فهو أمانة في أعناقنا لكي يُرد إلى أهلها، وفصل من تغيير ما بأنفسنا فلا تغفلوا عنه، وجزء لا ينفصل من رسالة أعمارنا، فلا تهدموها وتهدروها هباءًا، وصمتًا، وعجزًا، وسلبيةً.

 

يااا سادة، نحن جميعنا أصبحنا تحت احتلال واستعمار مطبق من بعض خصالنا وسماتنا السلبية ومنهجية فهلوتنا العشوائية، فطهِّروا أنفسكم وتفاعلوا إيجابيًا، ومجندين قطيعيًا وطوعًا منا من بعض الجواسيس المدعية الوطنية، وهم متربصون بنا لتحصيل مغانمهم الخاصة، فحرروا أنفسكم، وتعقلوا، وادرسوا، وحددوا اختياراتكم الانتخابية بأنفسكم، وارفضوا أي اختيارات معلبة تُباع إليكم، ومقيدين بأغلال من السلبية والاستسهال وانتظار النتائج، فافهموا ضرورية وحتمية التضحيات، ودفع الأثمان، وتحمُّل مشقة البناء والتغيير والتعمير؛ لتفكوا أسركم، وتقطعوا أغلالكم.. ومدفوعين قسرًا في صناعة أحداث دموية، فلا تشتركوا فيها، فبأس هي صناعة.. وارفضوا.

 

من يرغب في التغيير لا ينتظر أن يُقال لة افعل ولا تفعل، بل يكون هو الفاعل والجميع من حوله مفعول به..

 

كل يوم أزداد يقينا أن من أعظم مميزات وسمات ثورة 25 يناير أنها وُلدت بلا رأس، وهذا حسن، ولكن أيضًا بات هذا أسوأ ما فيها، ومن أهم معضلتها. لذا وجب علينا خلقه وزراعته.. ورأس الثورة وقيادتها في حالتنا الراهنة هو التوحد كشعب على الأهداف القومية، والاستعداد الجاد لها، ومرحلتنا الراهنة الانتخابية هي أهم محطات قطار قوميتنا، والذي وجب علينا جميعنا الصعود له والركوب فيه، وبه مقاعد تسعنا جميعنا، فلا تتركوها خاوية فيشغلها السفهاء منا.

 

إن النجاح ما هو إلا حصيلة تراكمية من المجهود والاجتهاد والصبر والتعب والمشقة والتفكير الإيجابي الفعال والتفاعل بالمشاركة السياسية الشفافة ومنع أي فساد أو تشوية أو تزوير يصيبها في مقتل.. وعند ذلك سيجني الجميع ثمار مشاركته. أما من يتكاسل أو يتباكى أو يعتقد بأن النجاح ممكن أن يأتي له كمنحة أو كهبة أو كهدية بكارت شحن يخدشة فهو واااااهم.. وااااااهم..

 

فبناء الديموقراطية.. والتشبع بثقافتها.. والبدء في هدم البيروقراطية.. وتقطيع شبكات الفساد والتزوير والاستغلال.. وتشييد وبناء صرح الدولة المدنية والمواطنة.. وتضييق دائرة الطبقية.. وانتزاع كافة الحقوق والحريات.. والشفاء من التمييز والعنصرية.. وإقامة منظومة العدل والقانون.. والتمتع بالرفاهية المعيشية.. وفرض قيم المساواة والعدل.. والأخذ بأسباب التقدم- كل هذا وغيره يجب أن يكون له شعب يرعاه ويجتهد من أجله، ويبذل الغالي والرخيص من أجله، وينشغل ويتقبَّل بصدر رحب المشاركة فيه، وهي صناعة لها حرفيتها ولها آلياتها ويجب أن يتكاتف الجميع ليصنعها.

 

اطرقوا كافة الأبواب السياسية حولكم، وادرسوا بعناية وتركيز البرامج والمشاريع والخطط والسياسات المتوارية، ولا يخدعنكم بالمسميات أو ما بين سطور الخطب المطاطية العاجية الُمرسلة، أو المُسوقة بغلاف الأديان، أو المنغمسة بنكهة الحريات، أو المشروطة بالرفاهية والآدمية.. وناقشوا، واسألوا، وتحاورا، وافهموا كيفية التطبيق وماهية آليات التنفيذ، ولا تسهلوا عليهم سرقة أعمارنا ومستقبلنا، وكفانا ما سُرق منا.. ثم بعد ذلك حددوا اختياراتكم بقناعتكم ونتاج تعقلكم وسعيكم ومشاركتم، وحتمًا سيتجلى لكم المستقبل ككرستالة صافية ومتلألئة أمامكم.

 

وبطبيعة الحال، لا تلموا غيركم إن كد واجتهد ونظَّم نفسه وصفوفه وحصد .. فهذا سيكون نتاج مجهوده ولم يُحضره، أما من يصمت أو يبكي أو لا يبالي أو يفقد الأمل ولا يشارك فلن يجني إلا صفرًا مغلفًا باللاشىء، وعليه أن يتقبل- طوعًا أو كرهًا- ما هو أت، وليعلم أنه هو من حدَّد واختار طريقه.

 

المعضلة لا تكمن في أي مشكلة ما بقدر ما تكمن فيكم وفي رغبتكم الصادقة والإرادة الحقيقية النقية الصافية، والاستعداد الجدي منكم، والرغبة في التضحية القومية والمشاركة السياسية الفعالة الإيجابية.. لو أردتم.

 

فهيا احجزوا معي أماكنكم في قطار الإصلاح، وانحتوا معي بمجهودكم في صخرة التغيير، وقولوا "تحيا مصر" و"مصر أولًا"، واؤمنوا بها حق الوطنية، ونفذوا ما وعدتم به، وشاركوا سياسيًا.. فهذه الأيام هي فرصتنا للتغير والتغيير كما شرحت، هو صناعة نتكاتف ونتكامل فيها سويًا، إذا أردنا إكمال مسيرتنا إلى "مصر" التي بخاطرنا وليس بخاطر أي من يكون غيرنا.

 

وأرجوكم كفانا كلامًا، وهيا نسبح ضد دوامة المكلمة التي غرقنا بها، وكفانا انتظارًا، وهيا نلحق بأماكنا في قطار الإصلاح، وكفانا تشائمًا، فالحياة تتشكل في جزء كبير منها باختيارتنا، وكفانا مشاهدة ونتنازل عن المشاركة، كفانا سطحية، وحاصروهم بالأسئلة، ومدى تحقيق الأجوبة. وكفانا فقدان أمل، فمرحلتنا الراهنة فيصلية، وكفانا انهزامية وسلبية وتجمد وهروب. فمصر تستحق منا أن نعطي لها، وما سوف نصنعه في حاضرنا الآن هو سيكون أول لبنة لمستقبل أولادنا، وكفانا تهكمًا وتفرقة وإساءات وتربصات، وهيا بنا نفعل شيئًا يكتبه التاريخ لنا ويُحسب في ميزاننا.

 

أعلم تمامًا بأن حال حزم الفكر السياسي والديني والاجتماعي والوطني الموجهة لبؤرة أدمغتنا، وسبب تشابكه وتضاده واختلافاته وتطابقه وتباينه وتغلفه وتدليسه والمتاجرة به، أشبه ما يكون بأن علينا أن نخترق غابة فكرية كثيفة وكبيرة ومترامية الأطراف، نتلمس فيها طرقات فهمنا وتقبلنا، لنخرج منها بطيبات ثمار قناعتنا، ليعكس في النهاية مجمل فكرنا، ومن ثم اختيارتنا وسلوكياتنا، والتي ستحدِّد وسترسم بمجملها وتقاطعها وتصارعها وتنسيقها صورة مرحلتنا التالية والقادمة، وهي مرحلة جد خطيرة وفيصلية في حياتنا ومصرنا ومصيرنا.. فاصبروا واتعبوا واجتهدوا وتدبَّروا وتعقلوا، والأهم استحسنوا ثمار ما تقطفونه من حولكم المتشابك.

 

فعين ومبتغى ما نريده يجب أن يكون تغيير مكونات وآليات وسياسات وإجراءات وليس أبدًا بعض المسميات؛ فالنمل لن يتوقف عن هجومه على علبة السكر حتى لو تغير اسم العلبة من سكر إلى ملح.. لا تنازل عن تغيير المكون ذاته، وإلا سنكون قد غيرنا جلادنا بجلاد آخر، وحق علينا حينها سواط التأخر والفشل واستمرار الفساد والتأليه والظلم والانحدار والتمييز والطائفية وانعدام الحريات..

 

يا سادة، إذا تكاسلنا ولم نشارك سنكون كمن ركب قطار يقطرنا إلى الهاوية، بل أيضًا نحاول مستميتين الإسراع من خطاه، وهذا سيكون عين المحنة التي لا خلاص منها..

 

يا ناس، حبوا هذه الأرض أكثر، واستعدوا لدفع الثمين والرخيص لعودتها عزيزة مكرمة. فهي قدرنا في أن نعيش عليها مواطنين، ولا يجب أن نظل أبد الدهر مهمشين..




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :