بقلم / محفوظ مكسيموس
سيدي قداسة البابا فليتسع صدر قداستكم لإختلافي الكامل مع قداستكم في تصريحك الأخير بأن المسيح ( أول لاجئ في مصر ) !!!
أعلم تماما ان قداستكم لم تقصد أي إساءة أو شيئا من هذا القبيل تجاه السيد المسيح له كل المجد ولكن دعني اختلف مع قداستك في الكثير حول هذا التصريح ( الغير موفق ) تماما.
أولا دعني ( بمنتهي الحب ) أصوب وأصحح معلوماتك التاريخية و سأستعمل فقط المراجع الدينية لتفادي أي لغط ولم ولن أتطرق للتاريخ العام ولكن فقط الكتاب المقدس .
لو إفترضنا جدلا أن ما فعله المسيح هو ( لجوء ) كما تفوهت فلم يكن أبدا تاريخيا ( أول لاجئ) لأن أول لجوء حسب الكتاب المقدس كان في سفر التكوين إصحاح ٤٦ وهو ( نزوح شعب إسرائيل ) إلي مصر و ( هروبهم من المجاعة التي كادت أن تفتك بهم آنذاك ) و كانوا لاجئين بكل ما تحويه الكلمة من معاني سأتطرق لها لاحقا ( لجوء إنساني )
و يعتبر أيضا ثاني لاجئ طبقا للكتاب المقدس تاريخيا هو ( يربعام بن نباط ) والذي يمثل اللاجئ السياسي و أنت تعلم أن يربعام هرب من وجه سليمان الملك الذي أصدر فرمانا بقتله حيث يقول الكتاب ( و طلب سليمان قتل يربعام فقام يربعام و هرب إلي مصر إلي شيشق ملك مصر وكان في مصر إلي وفاة سليمان: ملوك أول : ١١)
وثالث حالة لجوء سياسي كانت لإيليا النبي الذي هرب من بطش إيزابيل الملكة التي أصدرت عليه حكم الموت ) ملوك أول: ١٩ ) و من هنا سيدي قداسة البابا ندرك أن لاجئين عدة سبقوا السيد المسيح كحالات ( لجوء إنساني & سياسي ).
ما سبق كان إختلافي الأول مع قداستك تاريخيا و الأن سأشرح لقداستك معني كلمة لاجئ لنري إذا كانت تنطبق على السيد المسيح أم لا.
كلمة لاجئ في اللغة الإنجليزية( Refugee ) أو ( Asylee ) من ( Asylum ) وببساطة شديدة في التعريف نجد اللاجئ هو من ( أجبر علي ترك البلاد ) سواء لأسباب سياسية أو دينية أو عرقية أو متعلقة بتعريفه الجنسي. السيد المسيح لم تنطبق عليه هذة المعايير مطلقا لأنه كان رضيعا ( لم يمثل نفسه ) طلبا للجوء و لا أمه حتي أخذت القرار ولكنها سمعت لتوجيهات الملاك الذي أمرها بفعل ذلك ولذا ذهبت وأخذت الصبي دون اللجوء إلى ملك مصر ولكن دخلوا ومكثوا هناك دون طلب لحماية فبالتالي لا يمكن أبدا أن تصف السيد وأنت أكبر رمز كنسي ب اللاجئ هذا لا يليق يا قداسة البابا وأنت تعلم مدي حساسية اللفظ جيدا ويجب عليك إختيارك لمفرداتك جيدا ولا سيما وأنت تصف السيد المسيح و خاصة في وجود متربصين لك وبك.
ثالثا: أتذكر موقف قداستك جيدا عندما رفضت ( في فيديو ) أن تصف ما حدث لأقباط العريش بال ( التهجير ) برغم توافر كل عوامل التهجير!!!! فكيف ترفض وصف لأقباط العريش بالمهجرين وتصف الله باللاجئ !!!! و مهجر أقل سوءا بكثير من لفظ ال ( لاجئ).
و أخيرا سيدي قداسة البابا أتمني عليك أن تحضر كلماتك جيدا قبل الخروج بها أمام الشعب والكاميرات لأنك جالس على كرسي مار مرقس الرسولي و( لكل مقام مقال ) فضلا عن وجود كثيرين متربصين لك ولكن للأمانة سيدي أنت من تقدم لهم الفرص دائما لإلتهامك.
أشكرا لسعة صدرك و أعلم يقينا أنك ستقرأ ما كتبت جيدا.