بدعوة كريمة من الأستاذ محمد على خير «القاهرة والناس» قال: توقف قلب صائب عريقات ثلاث دقائق وعشرين ثانية أثناء جراحة قلب مفتوح، وبعد الإفاقة، حدثنا عن عوالم غريبة شاهدها، أرجو أن تحدثنا عن هذا الموضوع.
قلت: عرف الإنسان البدائى أن هناك عالما غير عالمنا بعد الموت لأسباب ثلاثة 1- الموت 2 الأحلام 3- الكوارث الطبيعية. اعتقد الإنسان البدائى «عشرون ألف سنة قبل الميلاد» أن ما يراه فى أحلامه من عودة المتوفى إليه، إنما هو التنفس الذى يختفى عند الموت، فأطلق عليه كلمة معناها الهواء، وحتى الآن روح من ريح، وريح معناها هواء! وتؤكدها اللغات الأجنبية: Spirit أى روح وهى من Respirstion أى تنفس! خاف الإنسان البدائى من الميت حتى إنه كان يخرج به من ثقب بالجدار وليس من الباب، ويلف به سريعاً ثلاث مرات حول الدار حتى يضلله إذا فكر فى زيارته ليلاً، كما كان يدفنه بعيداً عن داره، ويحيط مدفنه بالنباتات الشائكة، وحتى الآن نحن نزرع الصبار حول المدافن!
«ويل ديورانت- مجلد1صفحة 100»
جاءت الحضارة المصرية، فأطلقت على الروح «البا» والنفس «كا» وهى القرين الآن.
أراد د. ريمون مودى أن يبحث موضوع الروح فجمع من المستشفيات مائة وستين حالة عادت لها الحياة، بعد أن أحضرت للمستشفى B.I.D أى Brought In Dead أى جاء ميتاً، تجرى له الإسعافات، وكل مائة حالة يعود للحياة واحد!
جمع مودى أسماء وعناوين هؤلاء، وأرسل لهم 200 سؤال، الكل أجمع على أنهم مروا بثلاث مراحل:
1- الطفو 2- النفق الأسود 3- الكائن النورانى، كما أجمعواعلى أن أحلى لحظات حياتهم كانت تلك اللحظات، وأن هذا الكائن النورانى كان يغمرهم بدفقات من الحب لا حدود لها، قال أحدهم:
عرفت أن هذا الكائن النورانى هو يسوع المسيح! يؤخذ على دكتور مودى أنه لم يسأل المسلم أو اليهودى عن هذا الكائن النورانى، حتى يعرف ماهية هذا الكائن النورانى هل هى حقيقة أم انعكاس لما فى ذهن «المتوفى». كذلك لم يسأل مودى أطباء التخدير عن ظاهرة النفق الأسود إذا تم تخدير الكبار بالكتلار أو سلفات الكتامين! بمعنى آخر هل ما راه هؤلاء الناس كان حقيقيا، أم هو ظواهر تعرض المخ لنقص الأكسيجن؟ لذلك أرى أن كتاب مودى Life after Life«حياة بعد الحياة» تنقصه الموضوعية والدقة العلمية، وإن كان هذا الكتاب يقدم راحة نفسية لأهل الراحل، ولأنفسهم أيضاً.
سألنى الأستاذ خير عن علم الأرواح، قلت ليس هناك ما يسمى علم الأرواح، بل مذهب! كما يجب أن نقول رجال الدين، وليس علماء الدين، فالدين إيمان بالغيب، والعلم يخضع للتجربة والتكذيب أو التصديق، والدين ليس كذلك.
ذكرت للأستاذ خير وليم روى الذى خدع 200 من علماء إنجلترا، وأخيراً حوكم من محكمة OLDBAIhY لندن، وسجن ثلاث سنوات، وكتب مذكراته فى الديلى ميرور واستهلها بالاعتذار وأخذ أموال الضحايا، ولكن فى مقابل الراحة النفسية التى وهبها للناس! وبدأ يذكر الوسائل العلمية التى استخدمها لخداع الملايين!
كذلك ذكرت قصة هيلن دنكن التى كانت تلقى الأكتوبلازم من فمها، وهو عبارة عن ورق تواليت بالماء تشربه فى جيب كبير بالبلعوم مغطى بحجاب حول رأسها ورقبتها، حوكمت وسجنت ثلاث سنوات، وماتت بعد خروجها من السجن بستة أشهر، وكانت أكبر مظاهرة فى لندن من أتباعها الممولين والمغيبين، يتهمون الحكومة البريطانية أنها السبب فى وفاتها خصوصاً وأنها كانت مصابة بالسكر، وضغط الدم، المرجع:
CRITICAL SURYEY OF SPIRITUOLISM نقد بحثى عن مذهب الأرواح لمؤلفه سايمون إدموندز، الغريب فى مقدمة هذا الكتاب: عرض بعشرة آلاف جنيه إسترلينى للقادر على تحضير روح، على شرط أن تخضع التجربة للزمان، والمكان اللذين يحددهما سايمون إدموندز، الغريب أنه لم يتقدم أحد لنيل الجائزة حتى الآن!
نقلا عن المصري اليوم