الأقباط متحدون | البابا شنودة وأربعين عامًا من الوطنية
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٠:٠٥ | الاثنين ١٤ نوفمبر ٢٠١١ | ٣ هاتور ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٧٨ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

البابا شنودة وأربعين عامًا من الوطنية

الاثنين ١٤ نوفمبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: هاني عزيز
أمين عام جمعية محبي مصر السلام


تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يوم 14 نوفمبر من كل عام بعيد تنصيب قداسة البابا شنودة بطريركًا على كرسي مارمرقس كاروز الديار المصرية، ويعد قداسته البطريرك ال 117 على الكرسي البابوي.
والحقيقة أن العيد الأربعين لتنصيب قداسة البابا بطريركًا عيد لكل المصريين، عيد لرمز من رموز الوطنية الخالصة. وهو ما ظهر جليًا في عظة قداسته يوم الأربعاء الماضي، فحسبما أدركت وأدرك كل المتابعين معي، لم تكن عظة قداسته هذا الأسبوع لشعبه مجرد كلمة روحية أو دينية أو اجتماعية، بل تعدت هذه الأبعاد بكثير لظرفها الزماني ومحتواها السياسي، فعظة هذا الأسبوع جاءت ونحن على أعتاب الاحتفال بالذكرى الأربعين لجلوس قداسته على كرسي مار مرقص الرسول، وتأتي مع بشائر موافقة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية على معظم ما ورد بمشروع قانون دور العبادة الموحد، كما تأتي ونحن على أعتاب انتخابات المجالس التشريعية التي تعد أول انتخابات تجري في ظل الحرية التي أطلقت لها العنان ثورة يناير البيضاء.

ومن كل هذه المضامين جاءت عظة قداسته، لتكون في محتواها درسًا في الوطنية تعلي قيم الوطن والمواطنة، ويسقط أمامها أي اعتبارات قد تنازع أمن الوطن وأمانه، لقد وجه قداسة البابا رسالة إلى شعبه بالمشاركة الإيجابية والفعالة في العملية الانتخابية تأكيدًا لهوية مسيحيي مصر الوطنية، وشدد على أن من بين أخوتنا المسلمين من هم أشد حرصًا على مصالح المسيحيين منهم أنفسهم، وهو تعبير يجب أن نقف أمامه مليًا، لأنه يسقط حجة كثير من معاديي المسيحية، والمتربصين بها في مصر.
وليس ببعيد عن هذا السياق ما سبق وأن ذكرت بشأن موافقة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية على معظم ما ورد بمشروع قانون دور العبادة، لقد ضرب قداسة البابا مثلًا في الوطنية بهذا الموقف، حتى يقطع الطريق على كل من يحاول أن يفت في وحدة كيان هذا الوطن، مستغلًا ذريعة بناء دور العبادة المسيحية، لإثارة مشاعر الحمية والغيرة الدينية، وإن كنت شخصيًا قد سبق وأدليت برأي أكثر قبولًا، وأيسر تنفيذًا في هذا الشأن، مفاده أن تضاف مادة منفصلة للقانون 119 تتعلق بتنظيم عملية بناء الكنائس، وتستند في تقنينها لتصاريح البناء لمعطيات التطبيقات العلمية الحديثة، مثل بطاقة الرقم القومي والسجل العيني المميكن، اللذان من شأنهما تحديد الكثافات السكانية المسيحية في مختلف أنحاء الجمهورية، ومن ثم تحديد عدد الكنائس المطلوبة وفق توزيع جغرافي ثابت، يضمن العدالة والشفافية و المساواة، ولراب الصدع الذي ترتب على حالة الالتباس التي سادت هذا الأمر طويلًا، فإنني أرى ضرورة تقنيين أوضاع الكنائس التي سبق إقامة الصلاة والطقوس، وذلك لتعذر الحصول على تصاريح لها لأسباب يعلمها الجميع.
أعزائي القراء، أعود وأقول، لقد قدمت عظة هذا الأسبوع منظورًا مصريًا خالصًا للحالة القبطية في مصر، التي تبشر بوجود مصريين مسلمين كانوا أم مسيحيين، حريصين على مصلحة هذا الوطن دون تفرقة لجنس أو دين أو لون، وهؤلاء يجب أن يكونوا فرس الرهان في الانتخابات الذي يتوجه إليه كل مصري يتطلع لوطن مدني ديمقراطي حر.
كل عام وكل الشعب المصري بخير؛ بمناسبة عيد جلوس قداسة البابا شنودة على كرسي مار مرقص الرسول، ودام قداسته لمصر بمسلميها وومسيحييها سنينًا عديدة، فمصر تحتاج لمواقف حكمائها وهي تمر بهذا المفترق التاريخي في مسيرتها، وليس هناك من هو أرجح فكرًا من بابا العرب، كي يمد لها يده، ومعه أيادي كل شعبه من المصريين الذين يذوبون معه عشقًا لهذا الوطن.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :