كتب – روماني صبري
ظهر الإعلامي والطبيب باسم يوسف ، على الساحة الإعلامية مرة أخرى ، من خلال برنامجه الطبي الجديد (بلانت بي)، الذي يقدمه عبر قناته على موقع الفيديوهات الشهير "يوتيوب"، وذلك بعد توقف برنامجه السياسي الشهير "البرنامج" منذ عدة سنوات ، جراء موجة الغضب العارمة التي تسبب فيها عقب سخريته من النظام الحاكم آنذاك ، حيث اعتبره المصريين يعمل ضد مصر ، وإنهم سمحوا له بالسخرية من محمد مرسي ونظامه وجماعته ، بسبب كرههم لهذا النظام ، أما سخريته من قيادات الجيش فأمر مرفوض عندهم تماما ، ليستبد الفشل بعدها بطريقه الإعلامي ، وكما نجح برنامجه بسرعة الريح ، سقط أيضا في هاوية الفشل بالكيفية ذاتها ، رغم انه قدم عدة حلقات بعد عزل محمد مرسي ، لكن كل ما في الأمر أن البرنامج فقد الملايين من جماهيره
.
ولد باسم رأفت محمد يوسف في 22 مارس عام 1974 ، وهو كاتب ومنتج وطبيب جراح ، وإعلامي ومقدم برامج ساخرة ، امتهن مهنة الإعلامي عام 2011 ، بعد ثورة 25 يناير ،... وبعد هذه الفترة تحديدا بزغ اسمه في الشارع المصري والوطن العربي ، حيث كان يقدم وقتها برنامج سياسي ساخر عبر موقع "يوتيوب"، استطاع أن يلمس به قلب المشاهد العربي والمصري خصوصا ، وذلك بسبب براعته في السخرية وتحويل الواقع المرير إلى مسرحية هزلية تميت من الضحك ، ما جعل الكثيرين يعتبرونه أستاذ هذا النوع من الإعلام ، وهو الإعلام الساخر .
وتخرج يوسف من كلية الطب عام 1998 ، وبعدها حصل على دكتوراه جراحة القلب والصدر من جامعة القاهرة ، وبسبب ذكائه وإخلاصه في هذا المجال أصبح عضوا في هيئة التدريس بطب القاهرة .
وسافر يوسف عامين ونصف العام إلى الولايات المتحدة وهناك عمل في شركة طبية تطور تكنولوجيا زراعة القلب والرئة ، ثم عاد إلى مصر للحصول على الدكتوراه، وبعدها سافر إلى ألمانيا للتدريب على جراحات زراعة القلب والأجهزة المعاونة لعضلة القلب ، وفي عام 2005 منح رخصة مزاولة المهنة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.
يعد الصحفي الأمريكي الساخر "جون ستيوارت"، الأب الروحي ليوسف وملهمه ، حيث اقتبس فكرة برنامجه الشهير من برنامجه الساخر "ذا ديلي شو".
وبعد أن دفع باسم يوسف على واجهة المشد الإعلامي العربي والدولي ، ظل ستيوارت يدعمه ويسانده خارجيا ، لدرجة انه حل ضيفا على برنامجه " البرنامج"، ووقتها قدم له يوسف الآكلات الشعبية المصرية مثل الملوخية والكوارع .
والنجاح الذي حققه يوسف بعد ثورة 25 يناير بعد سخريته من نظام الرئيس السابق محمد حسني مبارك والسياسيين آنذاك ، لم يكن ليذكر أو يقارن بالنجاح الذي حققه بعد وصول جماعة الإخوان الإرهابية لحكم مصر .
حيث خصص يوسف برنامجه للسخرية منهم ومن محمد مرسي العياط الرئيس المعزول، ما جعل الملايين ينتظرون برنامجه الأسبوعي ، الذي جعلهم يتقبلون فشل الجماعة بصدر رحب ، وهو ما آثار جدلا وخوفا واسعا في الشارع المصري ، حيث أبدى بعض كتاب الرأي والنخبة عن استيائهم من البرنامج ، قائلين أن الشعب المصري سيتقبل فشل هذه الجماعة لان باسم يوسف يعتمد في المقام الأول على تسلية الشعب ، لذلك استمرار برنامجه يعد ضرب من الجنون .
ولان الشعب المصري كان منح للعياط سنة واحدة حتى يلمس مكاسب الثورة ، فانه بعد انتهاء هذا العام خرج ضد هذه الجماعة التي لا تعرف شيئا عن الوطنية وحب مصر ، وذلك في الـ 30 من مايو عام 2013 ، وبالفعل نجح أن يطيح بنظام الإخوان ، وفي إطار ذلك طغى الفشل على برنامج يوسف ... نعم البرنامج الذي كان ينتظره ملايين ، لم يعد كما كان عليه في السابق ، ويعود ذلك لان المصريين وقتها ربطوا محاربة الإرهاب بمشاهدة البرنامج، وامتد الأمر ليومنا هذا ، حيث راوا أن مصر تحارب جماعة إرهابية تسعى لإحراق البلاد لذلك رفضوا السخرية من رموز الجيش والرئيس المؤقت عدلي منصور ، عدا الحركات اليسارية ، ما تسبب في النهاية في إيقاف البرنامج .