ها قد انتهى الموسم الكروي 2018-2019، وفتحت نافذة انتقال اللاعبين من جديد. تستعد نوادي الدوري الإنجليزي الممتاز لفتح محافظها والبدء بانفاق الأموال في شراء لاعبين جدد.
ولكن عندما تنوي التسوق لشراء أي سلعة، فإنه من الحكمة أن تنظر إلى ما لديك من أجل أن تقرر ما تحتاج شراءه.
بعد تحليل معمق لأوضاع الفرق الـ 20 المشاركة في الدوري الممتاز، اخترنا خمسة منها تواجه فترة انتقالات مثيرة بشكل استثنائي.
ليفربول: فريق مصمم على الديمومة
بعد أن حقق نادي ليفربول انجازا مذهلا بحصوله على 97 نقطة في الدوري الممتاز وفوزه ببطولة دوري أبطال أوروبا، من المتوقع أن يحافظ على تشكيلته الحالية إلى حد بعيد.
إذ يضم ليفربول في صفوفه العديد من لاعبي الصف الأول الذين ما زالوا في قمة أدائهم، ولذا فلا حاجة تقريبا إلى أن يخوض غمار سوق الانتقالات كما فعل في الصيف الماضي.
فجيمس ميلنر هو اللاعب الوحيد من لاعبي الصف الأول الذي تعدى عمره الـ 30، ومع ذلك ما زال مستوى أدائه جيدا ومن المرجح أن يكون جزءا من خطط المدير الفني يورغن كلوب للموسم المقبل.
ولكن بالمغادرة الوشيكة لكل من ألبرتو مورينو ودانيال ستارج، سيحتاج الحمر إلى اجراء بعض الاضافات للفريق، ولو أن اليكس أوكسليد تشامبرلين الذي استعاد لياقته سيكون أشبه "بلاعب جديد" للفريق.
قال كلوب في آذار / مارس الماضي إن الأسلوب الأمثل لتحقيق النجاح هو "جلب مجموعة من اللاعبين ومحاولة تطوير مهاراتهم كمجموعة متكاملة ومن ثم الاحتفاظ بهم لفترة لا بأس بها".
ولذا فمن المتوقع أن يحافظ ليفربول على تشكيلته الحالية في الموسم المقبل.
تشيلسي: حان الوقت للناشئين
أتى اعتماد تشيلسي التقليدي على لاعبين من ذوي الخبرة أكله مرة أخرى في الموسم الماضي، إذ تمكن النادي من احراز المركز الثالث في الدوري الممتاز علاوة على الفوز بكأس دوري أوروبا.
ولكن بمغادرة عدد من لاعبيه البارزين ومواجهته لحظر على الانتقالات يستمر حتى العام المقبل، قد يضطر النادي اللندني إلى مخالفة تقاليده والالتفات الى اللاعبين الناشئين.
ولكن لحسن حظ مديره الفني موريزيو ساري، أو بديله اذا قرر الانتقال الى ناد آخر (يقول الاعلام الرياضي البريطاني إن هناك احتمال أن يعود نجم النادي المخضرم السابق فرانك لامبارد لقيادة تشيلسي في حال مغادرة ساري)، يتمتع الزرق بكوكبة من اللاعبين الأقوياء ما زالوا في قمة أدائهم وعطائهم.
مع ذلك، يعتبر انتقال المهاجم البلجيكي أيدن هازار إلى ريال مدريد ضربة قاسية لتشيلسي إذ من العسير جدا إيجاد بديل مناسب له.
يأمل تشيلسي في أن يصبح المهاجم الأمريكي كريستيان بوليسيش البالغ من العمر 20 عاما، والذي التحق بستامفورد بريج مؤخرا، بديلا لهازار، علاوة على المنافسة التي سيشكلها للمخضرمين ويليان وبيدرو.
كما قد يحظى اللاعبان تامي أبراهام وميشي باتشواي، اللذان ما لبث تشيلسي يعيرهما لنواد أخرى، بمواقع في تشكيلة الفريق الأولى، خصوصا مع الصعوبات التي واجهها خط هجوم الفريق في الموسم الماضي.
ولكن بارتقاء حظوظ اللاعبين الناشئين، من سوء الطالع حقا أن يكون كل من روبين لوفتوس تشيك وكالوم هاديون أودوي مصابين مما يعني أنهما سيغيبان عن الفريق لوقت ليس بالقصير.
مانشستر يونايتد: بدء عملية اعادة بناء
بعد فشله في احراز أحد المواقع الأربعة الأولى للمرة الثالثة في أربعة مواسم، اعترف مدير مانشستر يونايتد أوله غونار سولشكاير بأن النادي "بحاجة إلى لاعبين جدد".
ولكن بعد موسم اتسم بأداء متواضع، الموضوع بالنسبة للعديد من أنصار النادي يتعلق أكثر بأي اللاعبين سيتم التخلص من خدماتهم. لأخذ فكرة عما يشعرون به، ما عليك إلا أن تلقي نظرة إلى الجدول أدناه الذي يبين عدد اللاعبين مرتفعي الثمن الذين لعبوا أقل من 50 في المئة من دقائق المباريات في الدوري الممتاز في موسم 2018-2019.
من المرجح تكون مواقع قلب الدفاع وخط الوسط في قلب اهتمامات النادي خصوصا بغياب مروان فلايني والمغادرة الوشيكة لكل من أندر هيريرا وأنتونيو فالنسيا وانتهاء عقد خوان ماتا وبلوغ أشلي يونغ سن الـ 34 في تموز / يوليو.
ولكن سولشكاير قد ينظر إلى ذلك على أنه فرصة ثمينة لمنح الناشئين ديوغو دالوت وسكوت مكتوميناي وأندرياس بيريرا فرصة اللعب ليتمكن من التركيز على الانفاق في مجالات أخرى.
ستكون احدى المهمات الكبرى التي يواجهها سولشكاير بناء تشكيلة أولى مستقرة من اللاعبين المتوفرين له. في الموسم الماضي، كان بول بوغبا لاعب الجناح الوحيد الذي بدأ 30 مباراة، مقارنة بـ 6 في ليفربول و7 في تشيلسي، ومع ذلك قد لا يكون مستقبله مضمونا في المان.
سيحتاج سولشكاير إلى أكثر من فترة انتقالات واحدة لبناء فريق قوي ومتماسك، نظرا لتخبط النادي فيما يخص استجلاب اللاعبين وتغييره لمديريه بشكل متواتر.
ليستر سيتي: أكثر فرق الدوري اثارة
يمر فريق ليستر سيتي بمرحلة انتقالية أوسع من أي فريق آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز، إذ لا يوجد فيه الكثير من اللاعبين الذين هم في قمة أدائهم.
وبينما ما زال لاعبون من أمثال كاسبر شمايكل وجيمي فاردي يعدون لاعبين أساسيين في الفريق، لا يتمتع بهذا التوصيف العديد من رفاقهم الذين كانوا ضمن التشكيلة التي فاجأت العالم الكروي بفوزها ببطولة الدوري الممتاز قبل ثلاث سنوات. فقد استبدلوا بثلة من اللاعبين الناشئين على رأسهم بين شيلويل وويلفريد نديدي وجيمس ماديسون.
وتعد المهمة الأولى لليستر هذا الصيف هي استجلاب لاعبر خط وسط المنتخب البلجيكي يوري تيلمانز بعقد دائم، خصوصا بعد الأداء الجيد الذي قدمه عندما كان معارا للنادي.
يلعب كل من شيلويل وهاري مغواير في صفوف المنتخب الانجليزي، كما يلعب أربعة من لاعبي النادي في منتخب الشباب تحت الـ 21. ولذا لم يكن مفاجئا يقتنص المدير السابق لسيلتيك الاسكتلندي، برندان روجرز، فرصة ادارة ليستر.
برايتون: مدير جديد، ولكن هل أنفق الفريق أكثر من طاقته في الماضي؟
بعد أن ورث فريقا أنهى الموسم الماضي في موقع أعلى من منطقة الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى بنقطتين، لابد أن يكون مدير برايتون غراهام بوتر ينوي أن يستجلب لاعبين جدد لتعزيز فريقه. ولكنه سيكون مثيرا للاهتمام ما يتمكن من انجازه بتشكيلة الفريق الحالية.
كان غلين موراي اللاعب الوحيد في برايتون الذي تمكن من تسجيل أكثر من خمسة أهداف في الموسم الماضي، ولكنه بلغ من العمر 35 عاما، ولن يتمكن من مواصلة تحمل وزر تسجيل الأهداف للنادي الى الأبد. لذا سيكون شراء مهاجم جديد في قمة أولويات بوتر هذا الصيف.
أنفق النادي نحو 60 مليون جنيه استرليني في شراء الرباعي أيف بيسوما وخوسيه إزكويريدو وعلي رضا جاهانباخش ويورغن لوكاديا، ولكنهم لم يتألقوا تحت ادارة سلف بوتر، كريس هوتون.
نظرا لحجم ذلك المبلغ، من المرجح أن تطالب ادارة النادي بوتر باستثمار كل ما لدى هذا الرباعي من مواهب.
في نطاق كفاحه من أجل البقاء في الدوري الممتاز، اضطر هوتون للاعتماد على اللاعبين الذين في قمة أدائهم عوضا عن الناشئين.
ولكن هذا قد يتغير خصوصا وأن تشكيلة برايتون الحالية تحت ادارة بوتر تأتي في المرتبة الثانية بالنسبة لصغر سن لاعبيها بعد فريق برنتفورد.