خواطر انتخابية قبطية
بقلم :د. مدحت ناجى
المأساة الكبرى هى ان نجد عدد كبير من البشر يتباحثون فى شرعية اوعدم شرعية تصويت الاقباط والعلمانيين والليبراليين فى الانتخابات القادمة وكأنهم خطاة .
يقول عباس محمود العقاد " اخطر اللصوص هو الذى ينصح الآخرين بطهارة اليد حتى لا ينافسوه " وهكذا يفعل معنا الاحزاب الدينية فتقوم بتحريم باقى الاحزاب التى تختلف معها فى الرأى .
الاحزاب الدينية تتخيل نفسها انها إلهاً على الارض ، ويطالبون الناس بالمستحيل وهم لا يفعلون الممكن ، يسرقون ويقولون لا تسرقوا . ابتعدوا عن المنكر وهم يفعلونه.
الجهاد ليس مرتبط بالدم وان تفنى الآخرين ، الجهاد مرتبط بالانتصار فى الحياة الداخلية على الشهوات وليس ان تنتصر على الآخرين ، الله لم يقيمكم حكاماً على البشر ، فلذلك لا تكونوا آلهة ، فالله رحيم وطويل البال . أنتم تكلفوننا بأشياء عسرة الحمل ولا تحركونها بأصغر اصيعكم .
نحن فى حاجة إلى قوة سماوية تستطيع أن تحول الكراهية إلى محبة ، والثأر إلى غفران، والأعداء إلى أصدقاء، وان نحترم الرأى الآخر مهما ان كان صادر من طفل او شيخ او شاب او متعلم او جاهل او متدين او غير متدين ، فقير او غنى ...الخ .
المسيحية لم تكن ديانة ضعف فى يوم من الأيام بل ديانة المحبة والتسامح ، تحث على المطالبة بالحقوق فى إطار من الحب والسلام دون أن تعتدى على أى انسان أو أى ممتلكات ، لأنها تؤمن بوجود الله الذى يدافع عنها مهما بدى للناس أن هذا ضعفاً ، فهى تعلن صراحة انها سوف تشارك فى الانتخابات القادمة مهما كلفها ذلك استشهاد بعضاً من أولادها .
سنشارك فى الانتخابات كاقباط احرار لكننا لن نقاتل بالاسلحة وارهاب الآخر، سنشارك بأصواتنا الحرة ، لاننا تسلمنا رسالة واضحة من السيد المسيح وهى رسالة الفرح والحب والسلام لكل الناس ، فالله لا يطلب منا ان نعرض الآخرين للايذاء فى سبيل ارضائه ، فنحن لا نرهب احد ولا نلقى الرعب فى قلب احد ، لأن الهنا اله سلام حيث قال لتلاميذه " سلاماً اترك لكم . سلامى أعطيكم ..." .
الفرق بين التسامح والتساهل ، يتلخص بأن التسامح يكون فى الحقوق الشخصية (الطعام والشراب والملبس ،...) ، إما التساهل ، فعندما يتسامح إنسان فى حقوق الله او حقوق الايمان او حقوق الكنيسة او حقوق الغير ، لذلك يجب عليك أن تشارك بصوتك فى الانتخابات ، لأن صوتك أمانة . لانك لو تساهلت يعتبر هذا جريمة فى حقوق الآخرين .
أقول لك في النهاية " إن استطاع العدو قتل الجسد فهو عاجز عن منعه من القيامة.( ق . اغسطينوس ) ، لا تخافوا من التهديدات ، فهى لتفتيت أصواتكم ، انتم قوة لا يستهان بها ، أخرجوا الى الانتخابات مهما كلفكم الأمر من اضطهاد أو استشهاد ، فالموت فى الجهاد خير من الحياة فى السقوط .
إلى الأقباط لا تنسحبوا داخل الكنائس او منازلكم ، بل أذهبوا إلى صناديق الانتخاب ، لتعطوا صوتكم لمن يستحق، لا تقل ان صوتك لم يفرق ، هذا خاطىء ، شجع اقاربك واصدقائك على الذهاب إلى الانتخابات ولا تستجيب لأصوات التهديد واليأس . ( إلى هنا اعاننا الرب ) .
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :