كتب : مدحت بشاي
medhatbeshay9@gmail.com
كانت هناك بعض المشاريع الثقافية الطيبة التي كانت تعد مساهمة حكومية مشكورة في الزمن المباركي لدعم بنية تكوين الطفل ثقافيًا وعلميا ومعرفيا وإنسانيا ، و منها ما زلنا نعيش في زمن حصاد نتائجه الرائعة كمشروع ثقافي تاريخي ، وهو ( مشروع القراءة للجميع ) الذي استمر دعمه وتفعيله على مدى سنوات ظهور السيدة سوزان مبارك على ساحة العمل الإشرافي على عدد من المبادرات الثقافية والاجتماعية والصحية .. ومنها مشاريع تأسست وبدأ العمل فيها ، وهي و رغم روعة فكرتها إلا أن من تم اختيارهم لإدارتها يبدو وكأنهم رفعوا شعار ( يكفينا هيصة الافتتاح وقص الشريط ) ، و من أمثلتها ما عرف باسم ( المراكز الاستكشافية ) و هي مصممة و مجهزة بشكل رائع وكان من الممكن أن تشكل أساس عظيم لإعداد هياكل مؤسسات لتقديم الثقافة العلمية الداعمة للبنية المعرفية لقلذات الأكباد لو تم تطوير الأداء واختيار القيادات المؤهلة لتشغيل مثل تلك المؤسسات .. أيضًا تم في تلك الفترة إنشاء عدد من المكتبات الصغيرة في العديد من مدن و قرى المحروسة ، ولكن الكثير منها حاله لا يسر عدو ولا حبيب وبعضها بالفعل ماتت إكلينيًا ..
والدعوة موجهة لوزيرتنا ، لإعداد ملف كامل عن أحوال تلك المؤسسات ، وكيف يمكن البدء فورًا لتحديثها وإعدادها لاستقبال أطفالنا ، بعد التوقف على أسباب فشلها في الاستمرار في عمليات التطوير وما يحول دون تفعيل نظم عملها ..
و يبقى لدى المواطن المصري بشكل عام والمثقف بشكل خاص علامات استفهام وتعجب ومجموعة من الخواطر والافتكاسات السريعة ، أعرض القليل منها بما يناسب إتاحة مساحة عمود صحفي . .
• هل من المعقول خلو إصدارات وزارة الثقافة العتيدة من إصدار مجلة للطفل المصري ، أو حتى بالتعاون مع المؤسسات العملاقة لتبني مثل تلك المشاريع ؟ ..
• هل من المقبول عدم وجود محطة إذاعية و كذلك افتقاد وجود قناة تليفزيونية يتم تخصيصهما للطفل المصري ، أو حتى شغل مساحات معقولة على الخريطة الإعلامية المصرية تخاطب عقل ووجدان الطفل المصري ؟!!
• علموا أطفالنا إن البشر لا يضبطون شكل ومقدار انفعالاتهم؛ وعليه قد تتجاوز أخلاقياتهم القدر المقبول ، لأن الأخلاق هي في البداية انفعالات قد حولناها إلى تعبيرات لها معايير وسمات أخلاقية ...
• ناقشوا مع رجال ونساء الزمن القادم بكل ديمقراطية : إن الله تعالى لم يصنفنا ( مؤمنين وغير مؤمنين ) قبل وجودنا في دنيا البشر ، وفي اعتقادي أن سبحانه لا يوافق على احتكار درجات الإيمان لأحد منا إلا بقدر طاعة ما جاء في الكتب المقدسة من تعاليم وآيات .. علموهم عدم التكفير ، حتى لا نصل في النهاية إلى مجتمع مُكتفي بالمواعظ والطاعة والخوف من الخطايا حتى الموت وبتدين مظهري، بينما في دول العالم المتقدم يواصلون صناعة الحضارة والتقدم واحتكار التكنولوجيا !!
• حدثوا أصحاب الاختراعات والإبداعات الأولى أن الشعوب الرائعة تبدع أفكاراً رائعة ، لكن الأفكار الرائعة وحدها لا تبدع شعوباً عظيمة.
• قولوا لأطفالنا في ساحات العلم والمعرفة ومن على منابر الوعظ والإرشاد في المساجد والكنائس " نعم ، نحن نفاخر أهل الأرض في أننا وحدنا الموحدون الذين يعبدون إلهاً واحداً، كبيراً جداً، لا نشرك به أحداً. ولكن ما أكثر الأصنام التي نعبدها مع الله دون حياء أو اعتبار ، و ما أكثر ما نعبد من تمائيل رديئة صنعناها لنعبدها !!! " ..
• وأنتم تتعرفون على أصحاب المواهب الأدبية القصصية والشعرية أن تاريخنا حافل بأسماء كتَّاب عظام ، ولكنهم لازالوا في مراحل مخاض ولادة منتج فكري يتبعه العالم ، لأنه لازال في مراحل التبعية ، وأننا ننتظر منهم تحقيق الحلم ..
• لقنوهم أن من دروس الحكمة أن الانتصارات بالخدع والاحتيال أو باليد الباطشة الغاشمة لا تعد انتصارات .. عرفوهم سبل التفكير العلمي المعملي الصائب بعيدًا عن الكسل العقلي والتقليد النمطي ..
• علموهم في " مدارس الأحد " و " دروس الجمعة " أن الذين يخافون على إيمانهم من الكلام أو الانتقاد أو الجدل ، قوم لا يثقون بإيمانهم ..
• و أخيرًا ، انزعوا الخوف من قلوب فلذات أكبادنا ، فالمرعوب غير قادر على الإبداع ، وليس لديهم " أوبشن " رفض ما لا يقبله عقله.. أفهموهم إن الجبن وعاء جاهز لإستقبال كل فعل أخرق وغباوة مشينة .. عرفوهم أن من زرعوا في الماضي الخوف في النفوس كان باستخدام إنذارات الترهيب من النار الموقدة وحيث عذابات القبور والبكاء وصرير الأسنان ، بدلا من الترغيب في عبادة إله غفور رحيم محب عادل عظيم في عطفه على عموم خلقه ...دعوى الحماقات والغباوات...لإستقبال كل المجانين والطغاة والأنبياء الكذبة. لعل أكثر مخاوف البشر التاريخية، انما صنعها هؤلاء الذين ابتكروا الخوف من الجحيم والشيطان..
• إن أي تغير أو تقدم في هذا العالم لم تصنعه أو تشارك في صنعه الثورات. فالتقدم كائن سلمي، وهو لا يمكن أن يكون غير سلمي.
• اللغة مثل الغناء والبكاء، ليست تعبيراً عن الواقع، ولكنها تعبير عن الإنسان، عن أسلوب الإنسان لا عن واقعه. وأية لغة أو توكيدات لغوية لا يمكن أن تكون وسيلة تعارف او ذات دلالة مباشرة على نية القائل وأهدافه. فاللغة أداة توصيل كاذبة دائما!
• إن الناس لا يقتنعون بالفكرة لأنها صحيحة بل لأنها قد وجدت ظروف الإقتناع، وهم لا يحولون الفكرة التي يقتنعون بها إلى سلوك لانهم اقتنعوا بها بل لأنهم ارادوا ذلك واستطاعوه.
• المفروض أن يكون الغرض من التعليم أن يُعطي فكراً مناضلاً، يستطيع أن يفهم وينقد ويوازن ويخلق
• المفروض أن نقرأ لنفكر وننقد، لا لنؤمن ونختزن، ليست القراءة تسليماً ولكنها مفاوضة، لقد ظلت رسالة التعليم أن تقدم قارئين لا مفكرين ولا ناقدين أومثقفين!
• إن الذين يدافعون عن تخلفهم وهوانهم ومساوئهم الكثيرة بالأعداء الأجانب وبالمؤامرات والغزوات الخارجية هم مخطئون، وما يزعمونه ليس إلا عملية تبرير سخيفة!
• أما الضعفاء والمتخلفون فلا يريدون أن يسمعوا غير المديح والتدليل، لأنهم يخافون النقد ـــ يخافون النقد لأنهم يخافون التغيير لأنه تعب ومعاناة وخطر. فالذي يقول: أنا كامل ومنزه كأنما يقول: أنا لا أريد أن أتغير لأن التغير ارهاق وخوف، والذي يقول: أنا ناقص كالذي يعترف بأنه في حاجة إلى مزايا أكبر..
• إن الإنسان قد يستطيع أن يعيش بلا حرية ولا تفكير ولا نقد، كما يستطيع أن يعيش بلا عدالة أو صحة أو ذكاء أو تعليم أوحضارة، ولكن كم في ذلك من القبح والبشاعة.
