سامح جميل
فى مثل هذا اليوم 7يونيو 1973م..
ويلي برانت هو سياسي ألماني ولد في 13 ديسمبر 1913 وتوفي في 8 أكتوبر 1992 في أنكل. شغل بين عامي 1969 و 1974 منصب مستشار ألمانيا .
ولد ويلي تحت اسم هربرت فرام ، في مدينة لوبك وهي ميناء في شمال ألمانيا، عام 1913، لأم تعمل بائعة ولم تكن متزوجة من أبيه المحاسب وإنما كان نتاج علاقة لم تستمر ولم توضع في قالب قانوني. وبالتالي خرج الطفل إلى الدنيا في تلك المدينة العمالية الفقيرة لا يعرف له ابا إلا شخص يدعي فرام كان يعطف على الأسرة المكونة منه وأمه فاعتبره أباه وسمي على إسمه. انضم سنة 1929 إلى شبيبة الحزب الاشتراكي. وفي سنة 1931 انضم إلى حزب العمال الاشتراكيين.
وهو آخر سياسي وصل للسلطة في ألمانيا وهو من أوساط عمالية حقيقية وليس لمجرد إنتمائه للحزب الإشتراكي كما هو الحال في كل من تبعه. وهو لم يتلق قسطا من التعليم كما هو الحال في كل جيله من العمال إذ إتجه مبكرا للعمل من أجل لقمة العيش وعن طريق النقابات شق طريقه إلى عالم السياسة.
وكما هو معروف من علم السياسة بالضرورة فإن الفاشية تساوي بين الشيوعية والإشتراكية البرلمانية لأنها تري كليهما عنصرا هداما يعمل على تقويض دعائم السيادة القومية وتخريب الإقتصاد الوطني. ولهذا فقد كانت أول خطوة إتخذها العامل الشاب هربرت فرام البالغ من العمر 20 عام عند وصول الفاشية للسلطة عام 1933 هو الهرب من ألمانيا سراً عن طريق البحر إلى النرويج.
وهناك تزوج إمرأة نرويجية وأنجب منها إبنه الأول وأطلق على نفسه إسم ڤيلي برانت، وهو الإسم الذى لصق به طيلة حياته للحفاظ على سلامته لأنشطته المقاومة للنازية واعتمد هذا الاسم كاسمه المدني. عاد إلى ألمانيا سنة 1946 بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية. استقر في برلين وعمل كممثلا عن الحكومة النرويجية. عمل بين 1957 و 1966 رئيس بلدية برلين الغربية. وكانت تلك الفترة فترة صعبة عرفت عدة مشاكل أبرزها بناء سور برلين.
أصبح سنة 1964 أمين عام الحزب الاشتراكي الألماني وبقي في منصبه حتى سنة 1987. انتخب سنة 1969 مستشار ألمانيا.
اشتهر بسياسته الخارجية المعروفة باسم اوستپوليتيك المنفتحة على ألمانيا وأوروبا الشرقيتين. اعترف رسميا بجمهورية ألمانيا الديمقراطية وأقام علاقات ديبلوماسية جيدة مع بولندا والاتحاد السوفيتي. حصل على جائزة نوبل للسلام سنة 1971 لمحاولته للتقريب بين ألمانيا الشرقية و الغربية.
السياسة الداخلية:
في عام 1969 جاء فيلي براندت إلى منصب المستشار كأول مستشار من الحزب الإشتراكى وكانت ألمانيا أولا لا تزال ثقافيا ترزح تحت وطأة العقلية الفاشية وثانيا تموج بحركات الطلبة واليساريين التى تطالب بالتغيير. وكانت كلمته الشهيرة: "ينبغى علينا أن نتجرأ لتناول مزيدا من الديموقراطية". وهكذا نجح في نقل المجتمع - عن طريق تعديل كثير من القوانين القديمة وكذلك عن طريق فتح الأبواب للإتصال بألمانيا الشرقية التى كانت بمثابة الشيطان - إلى تبنى عقلية أكثر إنفتاحا وأقل تزمتا وبالتدريج وفى خلال 10 سنوات تغير وجه المجتمع وأصبح أقل ميلا للتمرد والإضطراب لأن الحرية مكفولة...!!