الأقباط متحدون | مولد وصاحبه غايب !!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٨:١٥ | السبت ٥ نوفمبر ٢٠١١ | ٢٤ بابه ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٦٩ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

مولد وصاحبه غايب !!

السبت ٥ نوفمبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم نسيم عبيد عوض

الشعب هو مصدر السلطات ‘ هذا مبدأ دستورى تعارفت عليه كل أمم وشعوب العالم , و منصوص عليه فى الدستور المصرى , ولكن الحقيقة أنه لا وجود لهذه الحقيقة فى بلدنا مصر اليوم , الصورة لا أود أن أقول أنها معتمة ومظلمه ,حتى لا أتهم بالمغالاة والتشاؤم, ولكنى أشرككم معى فى هذه الصورة ‘ فالآن فى بلدنا: وبعد المعركة الحربية المسماة ماسبيرو ,التى إنتصر فيها الجيش المصرى بقيادة قائد الشرطة العسكرية المصرية ‘ والذى قد تسلم واجبات مباحث أمن الدولة الآن , والنتيجة قتل ودهس وإغراق أكثر من 29 قبطى مسيحى مصرى ‘ثم أحداث 1نوفمبر حريق مئات الخيام المنصوبة لإقامة الإحتفال السنوى للقديس مار جرجس بالأقصر , وطبعا على أيدى السلفيين , وعلى الرغم من رأينا الشخصى فى مثل هذه الإحتفالات , ولكنه تراث شعبنا المصرى الخالد والذى يتنفس فيه المصرى عناء الحياة المادية القاسية ‘ يعيش مع قديسه وشفيعه عدة أيام يعيش فيها فى جو روحى يسنده بقية أيام السنة من العمل والمعاناة ‘و سيقول البعض لماذا سمح بإقامة الإحتفال بالديرفى هذه الأيام بالذات , كان يمكن تجنب هذا الحريق , وهذا خطأ كبير , فلن يتوقف أى نشاط دينى لمجرد الخوف , ونحن نذكر جميعا الفتية الثلاثة الذين القاهم نبوخذنصر فى أتون النار‘ فإيماننا الراسخ هو قول رب المجد عمانوئيل (( لاتخافوهم .. لأنى أنا معكم))
وأحداث كثيرة ومتعددة الآن فى محافطات مصر ‘ وكلها ضد مسيحى مصر ‘ ولكن الحقيقة أنها ضد مصر كلها ‘ فالذى يدفع الفاتورة هو مصر الوطن , الجميع يتخبطون ويتصارعون ‘ وما أكثر الخطباء والإعلاميين والمتكلمين ‘ وكله فى الهواء ‘ فالصورة فى بلدنا اليوم‘ وعلى رأى المثل " مولد وصاحبه غايب "
 

* لاقضاء فيها ولا محاكم فى مصر , القضاة أغلقوا المحاكم , وأخذت العدالة أجازة بمرتب كامل , لوجود عجز جزئى أو كلى فى السلطة القضائية . شئ لم ولا يحدث فى بلاد العالم ‘ أرسل رئيس نادى القضاة المصرى من مكة حيث يقوم بالحج ليؤكد أنه قد أمر بإغلاق أبواب القضاء أمام شعب مصر ‘ ولحين إخطار آخر ‘بلد بهذا الحجم بلا سلطة قضائية.
* أيضا المحامين فى إضراب عام فى صراعهم مع القضاة أغلقوا رفع أى دعاوى , والمجنى عليهم وهم بالآلاف كل يوم يرمون فى السجون بدون محامى يقف معهم.


* وأصبح معروفا ومقننا فى بلدنا ‘ أنه إذا أخذتك قدماك الى سجون مصر , فالبقاء لله فى حضرتك , وغير معروف ماسيجدونه فى جثتك ‘ مسامير ولفافات بانجو ‘ وماخفى كان أعظم‘ هذا هو الأمن اليوم ‘ فهل هناك معترض ‘ لا أشك لأنك لو أعترضت اللهم العوض فيك.

* فليس أمامك إلا النيابة العسكرية , والقضاء العسكرى , ولا أعرف هل يقف المحامين الآن مع المجنى عليهم أمام المحاكم العسكرية ‘ ام ان إعتراضهم فقط على المحاكم المدنية , ونادى القضاة ‘ لا أحد يعرف ‘ فالحقيقة الوحيدة هو العطل الفنى فى أجهزة العدالة المصرية.

فالسلطة التشريعية مغلقة لعدم وجود مجلس الشعب, والسلطة القضائية مغلقة لإضراب القضاة والمحامين ‘والموجود فقط هو السلطة التنفيذية ,وينفرد بها شرطة الداخلية والشرطة العسكرية وبرئاسة المجلس العسكرى الحاكم الرئيسى للبلاد, ويفعلون مايريدون , فالبلد مغلق للتحسينات , وأنها بصدد إدارة جديدة ‘ فعلينا الصبر لحين قدوم الشريف الجديد وإدارته , حتى يعود لمصر مؤسساتها وضبطها وأمنها , إلى متى , الله وحده يعلم.
 

كنا نطالب دائما بتحقيق العدالة والمساواة بين المواطنين وإعمال القانون , وأصبح الآن كل شئ فى خبر كان , لا قانون حتى نطالب به , ولا قضاء حتى نصرخ له بتحقيق العدالة , لدينا فقط أجهزة القبض والسجن, وهذه أيضا غير كافية , فشريعة الغاب فى شوارع مصر تحتاج أيضا لضابط ولقوات أمن وهو غير موجود, والحرية الوحيدة الممنوحة فى مصر ‘ هى حرية الإعلام والفضائيات , يقولون بكل ماأشتهت به أنفسهم , ولا حاكم ولا رقيب‘ فقط يودعون حساباتهم بملايين الجنيهات يوميا على حساب هذا الشعب , ويقولون ان مصر تستعد لإنتخابات مجلس الشعب والشورى فى الأسابيع القادمة , هل أحد يخبرنى كيف ستتم هذه الإنتخابات ‘ ربنا يستر عليكى يامصر.

وآخر ما طلعت علينا به مصادر حكومية ‘ أنها قد وضعت نص دستور مصر الجديد ‘ ولا لزوم لأخذ رأى الشعب ‘ وكما كتبت لكم فى مقال سابق (ممنوع الإقتراب منطقة عسكرية)عن غايات السلطة العسكرية , يريدون النص فى الدستور ‘ أنه لا سلطان على القوات المسلحة ‘ وأنها الرقيب على سلطات الشعب ‘ وأقول لهم قد يكون صاحب المولد غائبا بصفة مؤقته ‘ولكنه عند الإنتهاك الصريح لسلطات الشعب ‘يعودعلى الفور ‘ ليدمر هذه المؤامرة الخطيرة ‘ ويعيد الأمر الى نصابه‘ ولعلى أذكركم بصفحة من تاريخ مصر مشابه لما يحدث فى بلدنا اليوم :

كانت مصر فى بداية القرن التاسع عشر و بالتحديد عام 1805 فى حالة ثورة وغليان وصل الى حالة التمرد ‘ لسوء حالة الشعب ومعاملته ‘ والتدهور الإقتصادى ‘ والفقر والمرض المتفشى فى البلاد , كان الوالى التركى خورشيد باشا هو حاكم مصر , وفى يوم 13 مايو 1805 قام شعب مصر مسلميه ومسيحييه بالثورة على الوالى التركى وقامت الأمة تمارس حقوق المواطنة وتضع لنفسها أساس الحرية والإستقلال ‘وحق تقرير المصير , وقام الشعب كله بمسيرة الحركةالوطنيه المصرية وقاموا بزعامة عمر مكرم , وطالبوا بعزل خورشيد باشا من حكم مصر , وأجتمع ممثلى الشعب فى دار المحكمة , والشعب حولهم يؤازرهم وتؤيدهم , وأتفقوا على تولية محمد على الحكم بإختيار الشعب وبإرادته وقوته وليس بأمر التركى العثمانى فى إسطنبول‘ وذهبوا لمحمد على بقلب واحد وأبلغوه بقرار الأمة وأخبروه قائلين (( نريدك واليا بشروطنا )) لما نتوسمه فيك من العدالة والخير لشعب مصر‘ ونهض عمر مكرم والشيخ الشرقاوى شيخ الأزهر ونصبوه واليا , ونادوا به فى أنحاء المدينة واليا على مصر , ولما أعترض ممثل الوالى التركى على تصرف الشعب ‘ قال لهم عمر مكرم ‘ أنه من قديم الزمان وأهل البلد يعزلون الولاة‘ فمنذ الخليقة , ان السلطان إذا حكم فى الناس بالظلم يعزلونه ويخلعونه.

ومع تصاعد الثورات الشعبية فى البلاد ,عقد عمر مكرم إجتماعا فى بيته ‘ شارك فيه جرجس الجوهرى كبير المباشرين الأقباط والشيخ الشرقاوى والشيخ الأمير والقاضى وكتخدا ممثل محمد على , وتشاوروا فى كيفية إجبار الوالى التركى على التنازل , وقررواالتصدى للوالى الظالم ‘ وبالفعل نشب القتال بين الوالى وقواته والشعب المصرى وأستمر القتال حوالى 3 شهور , حتى إستسلم خورشيد باشا , وترك القلعة ورحل عن البلاد , وأصدر السلطان العثمانى تحت ضغط الشعب فرمانا بتثبيت محمد على واليا على مصر ‘ ويعتبر المؤرخين يوم 13 مايو 1805 هو يوم الإرادة المصرية الحرة المستقلة , وسلطة الشعب بكافة طبقاته بمسلميه ومسيحيه , وبدأت من هذا التاريخ أول نهضة لتحديث مصر فى العصر الحديث ‘وحكم محمد على مصر , بالتعاون مع كل فئات الشعب , والمساواة بينهم فى الحقوق والواجبات , حتى نهضت مصر ووقفت على أقدامها شامخة , فى وقت لم تكن هناك أى وجود لمثل تلك الدول المجاورة العربيةالموجودة الآن وتتحكم فى المنطقة كلها ‘ بدأ محمد على وشعب مصر الذى نصبه بشروطه فى بناء دولة مصر الحديثة ‘ وكلنا نعرف أن نهضة مصر قد بدأت وقامت منذ ذلك الزمان .

ولم تتوقف مشاركة الأقباط فى الحياة السياسية فقط , ولكنهم كانوا دائما شركاء فى نهضة الأمة ثقافيا وعلميا وإجتماعيا‘ ومن صفحات التاريخ أيضا وفى بداية القرن العشرين ‘ومنذ عهد البابا كيرلس الرابع , وكان التعليم عنده مسألة أساسية لخدمة الوطن والمواطنين جميعا ‘ وفى قصة إنشاء الجامعة المصرية التى سميت فى البداية بجامعة فؤاد الأول ثم الى جامعة القاهرة ‘ نرى صورة مشرفة للوعى والريادة فى تعليم وتثقيف الشعب , وكان هذا فى رأى الرواد الأوائل رمزا للحرية والإستقلال , وان التعليم هو الحتمية الضرورية لنهضة وتقدم البلاد , لأن إعمال العقل وتنوير الفكر هو الأساس لإستشراق المستقبل نحو حياة أفضل لشعب مصر‘ وفى خضم هذة الفورة الثقافية والعلمية لم يكن هناك أى بادرة أو خاطر للتفرقة بين مسلم ومسيحى , فمنذ البداية والأقباط لهم الريادة فى تنوير وتعليم الشعب ,وبالتالى المشاركة الفعالة الإيجابية فى تأسيس الجامعة ,وكان جرجس زيدان مؤسس دار الهلال هوأول من إقترح إنشاء كليةلتثقيف الشباب المصرى ‘ بدلا من إرسالهم إلى أوروبا , وهو أول من شكل اللجنة لجمع الأموال اللازمة لإنشاء مثل هذه الكلية بفتح الإكتتاب العام , بل إنه أول من طلب أن يكون التعليم فيها باللغة العربية ‘ حتى تكون فى متناول لجميع الشعب.

وعندما بدأت الجامعة المصرية كان خمسة من المسيحيين ضمن مجلس إدارتها المشكل من 15 عضوا برئاسة الأمير أحمد فؤاد , وكان مرقس بك حنا وسامى جبرة من أول الآساتذة المصريين الذين يدرسون القانون فى كلية الحقوق , وكان توفيق سيدهم ضمن أول بعثة علمية أوفدتها الجامعة الى الجامعات الأوربية ‘ والذى ذهب فى بعثة لدراسة العلوم الطبيعية ‘ ولعل الوقت لا يسعنا حتى نفرد نفحات من تاريخنا ومصريتنا ‘ والتى سنستمر فى تقليب صفحاتها لعل الجميع يستفيدون من هذا التاريخ.

وأقول للجميع لا تتشاءموا وتتركون الحبل على الغارب ‘ فهناك الأمل مازال موجودا ‘ فالإستمرار فى النضال والإصرار على أن يكون للشعب السلطة فوق كل السلطات هو المطلوب اليوم ‘ وهانحن أمام فرصة تاريخية لن تتكرر ‘ وأنه الوقت للتغيير المنشود لحياة أفضل ‘ فشعب مصر لا ولن يغيب عن بلده وخصوصا بعد التضحيات المريرة منذ 25 يناير وحتى الآن ‘ لن يفرط أحد فى حقوق المواطنة والحرية والديموقراطية والإستقلال , فصاحب المولد ليس غائبا ولكنه فقط يلتقط الأنفاس ‘ ليبدأ صفحة بيضاء وجديدة تماما ‘ فلا تستهينو به .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :