بمشاركة ألف مسلم ومسيحي، تجمعوا على مائدة واحدة، فرق توزع الطعام وأخرى تجلب الشراب، تجمعهم روح المحبة، نظم أهالي مدينة قليوب مائدة إفطار شعبية، شباب المدينة وزعوا الأدوار على أنفسهم، بعضهم تبرع بوجبة أو أكثر وآخرين بعصائر وفريق ثالث بمياه وفريق جلب معه طعامه وشرابه وتجمعت كل الفئات من مسلميها وأقباطها على طعام واحد.
وأكد المشاركون في المائدة، "أنهم فكروا في تلك الفكرة أسوة بأهالي المطرية في محافظة القاهرة الذين ضربوا أروع الأمثلة في التجمع الشعبي والتوحد المصري الخاص، من هنا دعوا للفكرة بين أواسط الناس وعلى مواقع التواصل الاجتماعي وحققت الفكرة نجاحا باهرا"، وتمنى المشاركون تعميم الفكرة على مناطق المحافظة وتعميمها على الجمهورية كافة، وهي دعوة للتصالح والالتفاف حول الوطن.
أقيمت المائدة في شارع نادي باريس بمدينة قليوب، أحد أكبر شوارع المدينة، بهدف جمع أهالي قليوب والتعارف على بعضهم البعض، "نعمل فطار نجمع فيه الأهالي من شباب وكبار وسيدات وأطفال وتبقى لمة نتجمع فيها وفرصة لتغيير الجو"، هكذا قال أحمد الجمال، صاحب فكرة مائدة الإفطار الجماعي، مشيرا إلى أن حفل الإفطار الجماعي رحب به عدد من شباب مدينة قليوب وتحمسوا لتنظيمه كل عام على أن يكون ثالث جمعة من الشهر كل عام، بهدف توفير جو عائلي بين أهالي قليوب وتكون فرصة للتعارف فيما بينهم.
وأشار العميد النائب جمال محفوظ، إلى "أن الإفطار كان لمة حلوة وسعد بها كل الموجودين"، وأكد أن الجميع كان نسيج واحد، كل الناس بجوار بعضهم الغني بجوار الفقير، وهو ما تسبب في نجاح اليوم، وطالبوا بتكراره خلال السنوات المقبلة.
أحمد حسين، أحد الشباب المنظمين للفطار، قال إنهم طرحوا الفكرة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، تحت عنوان "أكبر مائدة فطار لأهالي قليوب"، ولاقت الفكرة إعجاب أهالي قليوب وقرر الشباب والفتيات المشاركة، في الاستعداد للفطار من خلال الحصول على موافقة قسم الشرطة ومجلس مدينة قليوب، بمعاونة العميد النائب جمال محفوظ، وتعليق الزينة، وبعض رجال أعمال الخير قرروا المشاركة أيضا بتوفير الفراشة والسفرة والكراسي وبعض الوجبات إلى جانب الطعام والمشروبات التي يأتي بها الأهالي من منازلهم، "ناس اشترت وجبات وآخرين جاءوا بطعام من منازلهم، فطار كل محبة ومودة.. هدفنا نرجع لمة رمضان".
وذكر أن الحفل شهد إقبالا كبيرا من قبل أهالي مدينة قليوب وغيرها من القرى المجاورة وسط جو عائلي وعودة لمة رمضان والعيلة مرة أخرى وكسر روتين المدينة المعروف بأن أفراد كل أسرة تعيش في عزلة مع نفسها، "في بعض العمارات السكان لا يعرفون بعضهم فقررنا تنظيم حفل هذا الفطار بشكل سنوي ليكون فرصة لإضفاء روح البهجة والسرور وترسيخ مبدأ التعاون والمودة بين أهالي السكان والتعرف على بعضهم".