عبد المنعم بدوى
مؤتمر القمه الطارىء الذى عقد أمس فى محاوله لأستيعاب أزمة الخليج مع أيران هو فصل من فصول تراجيديا الصراع فى المنطقه ( الصراع العربى الأسرائيلى ، الصراع العربى الفارسى ، الصراع العربى التركى ) .
والسؤال الذى يبرز أمامنا بقسوه هو : أى دور يمكن أن تلعبه هذه الأنظمه الأستبداديه الديكتاتوريه التى تعصف بحقوق الأنسان والحريات فى بلدانها .
أسرائيل على سبيل المثال كدوله من دول المنطقه ... طبعا هى دوله عنصريه محتله معتديه على أرض الشعب الفلسطينى ومغتصبه لحقوقه ، لكن هذه الدوله مع شعبها هى دوله ديمقراطيه لايوجد بها تزوير لأنتخابات ، ولا فيها القائد الملهم أو الرئيس النبى ، ولا فيها تعذيب للمعارضين وسجن للصحفيين والمثقفين أو تنكيل بالشباب المحتج ، لهذا السبب تتفوق أسرائيل على أى بلد عربى عند اللقاء فى أى وقت حيث أجهزتها الرسميه فى خدمة الوطن وليست لخدمة الحاكم .
أن أزمة أيران هى القشه التى قصمت ظهر البعير ، والتى كشفت مدى هشاشة هذه الأنظمه من الناحيه الفكريه والسياسيه والأجتماعيه .
أن عالمنا العربى حتى هذه اللحظه لم يعرف ماعرفته بلدان أوروبا فى القرن 18 ، أو عرفته أمريكا فى القرن 19 من حركات " أصلاح سياسى " ساعدتها على إدارة الصراع الفكرى والسياسى فى مجتمعاتها ومنطقتها والعالم على أرضيه وفاق وطنى أو قومى بدون تعطيل لأليات الديمقراطيه والحريات وحقوق الأنسان .
أننا نعيش فوق جبل شاهق من الهزائم والأحباطات وأنعدام الثقه ... أن الأنفاق السفيه على أستيراد السلاح ، وتقوية جهاز الأمن البوليسى والأعلامى الأجوف على حساب التنميه الأقتصاديه والأجتماعيه ....
هذه الأنظمه لابد من أزاحتها أذا أردنا أن نكون عربا وأمه لها كيان فاعل فى العالم وليس مفعول به .