تحدت الحكومة اليونانية أمس الاهتزاز المستمر في أسواق المال العالمية والغضب الأوروبي‏,‏ وقررت المضي قدما في خطتها لإجراء استفتاء شعبي علي خطة الانقاذ التي أقرها قادة أوروبا بعد مفاوضات ساخنة الأسبوع الماضي‏.‏

فقد أعلنت حكومة أثينا أمس وعقب اجتماع طاريء استغرق سبع ساعات إجراء الاستفتاء حول الاتفاق الأوروبي بشأن مساعدة اليونان ماليا في أقرب وقت ممكن.
وأكد الوزراء اليونانيون دعمهم الكامل لمبادرة رئيس الوزراء جورج باباندريو بدعوة المواطنين اليونانيين إلي الاستفتاء علي الاتفاق الذي يتضمن منح أثينا قروضا جديدة بقيمة100 مليار يورو وشطب نصف ديون اليونان مقابل مجموعة جديدة من إجراءات التقشف التي تستمر سنوات, الأمر الذي أحرج قادة أوروبا وأثار ردود فعل معارضة من جانب قادة العديد من دول العالم.
يأتي ذلك في الوقت الذي تخوض فيه حكومة أثينا حربا عنيفة للبقاء في السلطة, بعد أن قرر باباندريو دعوة البرلمان إلي التصويت بالثقة في حكومته مع تزايد الانشقاقات داخل حزبه الاشتراكي الحاكم بسبب قضية الاستفتاء.
ووصف رئيس الوزراء اليوناني إجراء الاستفتاء بأنه من شأنه أن يبعث رسالة واضحة تفيد بأن البلاد ما زالت جزءا من منطقة اليورو.
وقال باباندريو في بيان صادر عن مكتبه: سيكون الاستفتاء بمثابة تفويض واضح ورسالة جلية داخل اليونان وخارجها بشأن مسارنا الأوروبي وانتمائنا إلي منطقة اليورو.

وقال باباندريو ان شركاء اليونان سيدعمون سياساتها, وحث اجتماع زعماء مجموعة العشرين في كان بفرنسا هذا الأسبوع علي الاتفاق علي سياساتتجعل الديمقراطية تعلو علي نزعات السوق.
وسيطرت حالة من الغضب علي الأوساط السياسية الأوروبية تجاه قضية الاستفتاء اليوناني, فقد انتقد رئيس وزراء ايطاليا سيلفيو بيرلسكوني دعوة باباندريو إلي استفتاء شعبي, مؤكدا أن المعاملات التجارية تأثرت سلبا بصورة بالغة بسبب هذا القرار, الذي وصفه بـالخيار غير المتوقع الذي يرسل مؤشرات عدم ثقة من جانب المستثمرين, وذلك بعد القمة الأوروبية الأخيرة وعشية قمة مجموعة العشرين في مدينة كان الفرنسية. كما حذر جويثنر أوتينجر مفوض الطاقة بالاتحاد الأوروبي من أن قرار الاستفتاء اليوناني سيعرض اليورو للخطر.
وفي إطار النتائج المتلاحقة للقرار اليوناني, هبط سعر البترول الأمريكي لليوم الرابع علي التوالي أمس وهي اطول فترة هبوط منذ اغسطس, في الوقت الذي دفع فيه تجدد المخاوف من ازمة الديون اليونانية وتباطؤ في قطاع الصناعات التحويلية بالصين المستثمرين الي اللجوء الي اصول مثل الدولار والذهب. وهبط الخام الامريكي في سوق نيويورك التجارية78 سنتا او بنسبة9,0% الي41,91 دولار للبرميل, وهبط خام القياس الاوروبي مزيج برنت50 سنتا او5,0% ليسجل04,109 دولار للبرميل.

كما ارتفعت أسعار الذهب مع تجدد الطلب علي المعدن كملاذ آمن لمخاوف بشأن عودة أزمة ديون اليونان إلي الصدارة لترتفع نحو1% مسجلة4,1729 دولار للأوقية.
يأتي ذلك في الوقت الذي تراجعت فيه البورصات الأسيوية والأوروبية بنسب تصل إلي2%.
وتزامنت هذه التطورات مع تحذير منظمة العمل الدولية من أن العالم علي شفا أزمة اقتصادية طاحنة قد تكلفه ملايين الوظائف, مما قد يثير اضطرابات اجتماعية حاشدة علي مستوي العالم.
ودعت المنظمة مجموعة العشرين للإعداد لمحادثات طارئة لبحث كيفية التصدي لخطر العودة لمرحلة الركود مرة أخري.
وفي مواجهة الأزمات الاقتصادية المتلاحقة التي يواجهها العالم, حث روبرت زوليك رئيس البنك الدولي قادة دول مجموعة العشرين الاقتصادية علي وضع قضية الغذاء علي رأس اهتماماتهم, محذرا من أن أزمة الغذاء أبعد ما تكون عن نهايتها, فالأسعار ما زالت متقلبة وملايين البشر لا زالوا يعانون من الجوع ونقص الطعام في شتي أنحاء العالم. كما طالب بالالتزام بخطوات لتعزيز النمو العالمي وخلق الوظائف, مشيرا إلي أن بنوك التنمية يمكن أن توفر تمويلا يصل إلي200 مليار دولار لمساعدة الدول الفقيرة علي التعامل مع الصدمات الناتجة عن أزمة الديون السيادية الأوروبية, وأضاف المبلغ الذي سيقدمه البنك الدولي من هذا التمويل يبلغ حوالي115 مليار دولار

كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها