فى مثل هذا اليوم 30 مايو1994م..
سانح جميل
خوان كارلوس أونيتي Juan Carlos Onetti (عاش 1 يوليو 1909، مونتڤيديو – 30 مايو 1994، مدريد) روائي وكاتب قصص قصيرة من اوروگواي.
ولد في مدينة مونتيفيديو. بدأ الكتابة الأدبية منذ مطلع الثلاثينات، بيد أنه بقي مجهولاً في الأوساط الأدبية الأمريكية اللاتينية، وبقيت أعماله الروائية محط تقدير جماعة محدودة من القراء في مسقط رأسه، وبونس آيرس أيضاً، حيث نشر عدداً من رواياته الأولى. ولكن الاهتمام العالمي الحقيقي بأعمال أونيتي لم يبدأ إلا في النصف الثاني من ستينات القرن العشرين، مع اندفاع الرواية الأمريكية اللاتينية خارج قارتها وغزوها العالم بأسره بفضل كتّاب من أمثال گابرييل گارسيا ماركيز وكارلوس فوينتيس وخوليو كورتاثار وماريو بارگاس يوسا.
نشر خوان كارلوس أونيتي بعض قصصه القصيرة في الصحف، وأصدر هو وكارلوس كيخانو مجلة مارتشا Marcha الأسبوعية التي كانت معلماً سياسياً وثقافياً في الأورغواي، وفي أمريكة اللاتينية بأسرها، طوال أكثر من خمس وثلاثين سنة.
يُعدُّ أونيتي في الكتّاب الأمريكيين اللاتينيين الأوائل الذين توصلوا إلى بناء عالم متخيل أصيل وخاص بشخصيات يتناولها مرة بعد أخرى في قصصه القصيرة ورواياته. فقد ابتدع مدينة سانتا ماريا المتخيلة حيث تعيش شخصيات بائسة وغامضة في أجواء من الكآبة والهامشية الروحية والنفسية، تفتقر إلى قيم الماضي وآفاق المستقبل، ولكنها مفعمة مع ذلك بالسمات الإنسانية، وهي تندفع في مشروعات عبثية أو مبتذلة وغير مجدية، مثل انهماك بطل «جامع الجثث» في إنشاء ماخور، أو محاولة بطل «الترسانة» إعادة بناء حوض سفن مهدم. وتظهر في الوقت نفسه مشاعر حنين دائم إلى فردوس مفقود تمثله مرحلة المراهقة. وفي بعض أعماله، مثل «الجحيم المرهوب» و«وجه النكبة» يجد القارىء أدباً يلامس السلوك الخبيث والقاسي، تقابله خلفية من الرقة والرأفة التي تعدل ميزان المشاعر.
وقد عمد أونيتي منذ لجوئه إلى إسبانية إلى تضمين أعماله تلميحات من الإدانة القاسية للدكتاتورية العسكرية التي حكمت الأورغواي عام 1973 وحتى 1985، وهو مايتبدى بوضوح في رواية «الموت والطفلة».!!