باسمة وليم – أسيوط
+ كان يا ما كان .. يجي كده من حوالي نص قرن من الزمان .. ما قبل الشبكة العنكبوتية ووزير التابلت ... كان يدخل علينا شهر رمضان بأجواء ومناخ ذا طابع خاص يتشح به كل المصريين .. العيلة ، اللمة ، السهر ، وصواني الطعام والأطباق التي تتجول ما بين الجيران ... تواصل وجداني على أعلى مستوى ، بهجة وحبور تلقائي ، تصفيق أطفال الشارع عندما ينطلق صوت مدفع الإفطار ... فرحة تنطلق من القلب للقلوب وتطل من العيون والنوافذ .. تنادي كل عابر للطريق أن يتقدم ليسترح قليلا ويتناول لقمة بسيطة ويشرب العصير قبل أن يواصل استكمال رحلة سفره ... وفي الحارات الريفية الصعيدية الضيقة ... لا تلبث أن تجد قدور الفخار المنفوخة – بنية اللون والمكسوة بالقماش المندى بغطاءها الألومنيوم الناصع البياض والمربوط بالسلسلة في مؤخرتها الكوب المعدني – الممتلئة بالمياه العذبة عند من نواصي الشوارع .. ما بين القرى .. وعلى امتداد الطريق السريع أسيوط / القاهرة تنادي العطاشي والمسافرين عبر الطرق ما بين موعد الفطار وموعد السحور لارتشاف المياه الباردة المشبعة بالبخور .. أما عن القلل القناوي والتي توضع بداخل صواني المياه على جدران النوافذ والبلكونات فحدث ولا تكف عن طعم ورقرقة المياه الصافية ورائحتها الجذابة ... .
+ خذ عندك ... عقب انطلاق مدفع الإفطار مباشرة .. بائع العرقسوس في عشية ليالي رمضان يا حلاوته ، ياجماله ، .. بجلبابه الأحمر الزاهي الذي يلف ملابسه البيضاء والقوام المشدود والمتمنطق بالحزام الأسود والذي يحمل فيه الأكواب الزجاجية النظيفة بعد غسلها ويشد على كتفه ذلك ( الشفشق ) الزجاجي الضخم اللامع الممتلئ بعصير العرقسوس ويستخدم الصاجات المعدنية بطرقاتها معينة للمنداه على عصير العرق سوس الساقع وله طريقة فلكلورية بديعة يستخدمها عند تقديم العصير في الأكواب للمشترين .
+ ويا سلاااام على الفوانيس البسيطة والتي تضاء بالشموع الصغيرة الملونة وينطلق بها الأطفال في الشوارع الهادئة خافتة الإضاءة كان بعضها يصدر أغاني .. واصداء موسيقية .. العتبة قزاز ... يا حضرة العمدة .. الخ .
وللا ؟ بلح أسوان والوادي الجديد المجفف بعناية .. وللا ؟ قطع نبات الدوم في المياه المثلجة .. وللا ؟ فوازير نيللي وفساتينها وفطوطة وبنطلونه .. واللا هوانم جاردن سيتي وزفة المسحراتي والقرداتي مع دقات الطبول وانغام الربابة والمصنوعة يدويا من عيدان جريد النخيل الجاف ؟!
+ ناهيك عن حلوى القطايف المحشوة بالفول السوداني وجوز الهند والسكر وصواني الكنافة بالمكسرات ... كنا نأكل طعامنا ( بغموز ) أو بدون ( غموز ) والشعب كان سعيد ومزقطط ..
+ ثم بعد .. انزوى هذا الطراز الشعبي المصري وغاب !!
جفت القلوب .. عبثت الوجوه واقفهرت .. ظهرت علامات 111 على الجباه ، أغلقت الأفواه ويبست الحلوق .. من حصار الغلاء والفواتير مية ونور وغاز .. وتليفون .. والسرطان ونقص المناعة ..
وانطلقت الفاعليات ... فاعليات رمضان 2019 ..
+ خد عندك .. معارض متنوعة وليالي رمضانية وسهرات دينية بالممشى السياحي ( ممشى أهل مصر ) على الترعة الإبراهيمية حي شرق أسيوط طوال شهر رمضان المبارك بالتنسيق مع جامعة أسيوط – كليات الزراعة – التربية النوعية – الفنون الجميلة – ومديريات الأوقاف والتربية والتعليم والثقافة والمنطقة الأزهرية بأسيوط والتضامن الاجتماعي وعرض منتجات الشباب ( كم هائل من الفاعليات ) تم فتح الممشى السياحي بالمجان أمام جموع المواطنين احتفالا بالشهر الكريم وفتح المعارض الثابتة والمتحركة ونشر الثقافة والفنون بين الشباب ... فاعليات الليالي الرمضانية والسهرات الدينية شملت الإنشاد الديني والمسابقات الفنية والعروض الموسيقية ومعارض الفنون التشكيلية والمشغولات اليدوية ومعرض المنتجات المتنوعة بكلية الزراعة جامعة أسيوط !!
+ خد كمان .. تم يوميا تنفيذ ثقافات فاعلية ومعارض للحرف التراثية والمشغولات اليدوية وذلك بالتنسيق ما بين المحافظة والهيئة الإقليمية لتنشيط السياحة ( ونستكمل بالقول ) كان ذلك يجئ في إطار خطة الدولة للارتقاء بالمستوى الفكري والثقافي للمواطنين لمواجهة الفكر المتطرف حيث عقدت لقاءات فكرية وندوات ومحاضرات دينية من كبار العلماء والمفكرين من الأزهر الشريف والأوقاف لنشر مبادئ الدين الصحيح ..
( منقول عن المكتب الإعلامي لمحافظة أسيوط ) .
+ فاعليات .. فاعليات .. أوضح وكيل وزارة الشباب والرياضة بأسيوط أن جميع إدارات الشباب بالمراكز والأحياء قامت بتنظيم العديد من الأنشطة الرياضية لجذب الشباب إلى المراكز الرياضية حتى لا يكونوا عرضة للأفكار الهدامة واليائسة .. أضاف بأنه على سبيل المثال قدمت إدارة شباب أبنوب فاعليات الدورة الرمضانية في خماسي كرة القدم بمشاركة 14 فريق من مراكز الشباب والأندية وعدد مدير عام الثقافة بأسيوط الأمسيات الأدبية وفرق الإنشاد الديني والمحاضرات التثقيفية التي نظمتها قصور ثقافة ديروط ومنفلوط ، ودير الجنادلة ، والنخيلة .
+ فاعليات .. انطلاقات .. وهكذا واصلت أسيوط لياليها الرمضانية وسهراتها الفنية بعروض التنورة وعرايس المارونيت والمزمار فضلا عن التواشيح الدينية بخيمة مديرية الأوقاف وورش الأطفال في الرسم ( حسب تقارير المكتب الإعلامي ) واكتشاف المواهب والمشغولات اليدوية ومشاركة المدارس الفندقية بتقديم وجبات من المدارس الفندقية والجمعيات الأهلية وذلك بالتنسيق مع الأجهزة التنفيذية بالمحافظة بهدف إدخال البهجة والسرور على الأسر الأسيوطية ... ومع كدة وبالرغم من كل ده أنا مش مبسوطة والناس مش مزقططة .
+ ألعل الفاعليات والانطلاقات .. وكل ما هو أت لم يستطع إدخال البهجة والسرور إلى النفوس ؟ !...
من فضلك عزيزي حاول إدخال السرور علىً وأعد قراءة المقال ثانية .