في مثل هذا اليوم 29 مايو1453م..
قسطنطين الحادي عشر باليولوج (1404-1453) كان آخر إمبراطورا لبيزنطيا حكم من 1449 حتى وفاته سنة 1453. في عهده سقطت القسطنطينية على أيدي المسلمين العثمانيين.
ولد قسطنطين الحادي عشر بمدينة القسطنطينية وهو الأبن الثامن من عشرة أطفال للإمبراطور مانويل الثاني من زوجته الصربية هيلينا دراجس، وقد قضي الإمبراطور طفولته في القسطنطينية في كنف والده الإمبراطور.
حاكم المورة:
في أكتوبر 1443 تولي قسطنطين حكم المورة، وقد حكم المورة أثناء إقامته بقلعة ميسترا الحصينة والتي عمل على ترميمها وتقوية تحصيناتها ودفاعاتها. وفي صيف 1444 هاجم قسطنطين دوقية أثينا اللاتينية واستولى علي ثيبس وأثينا وأجبر دوقها الفلورنسي نيريو علي دفع الجزية. وضع العثمانيون حدا لتوسع إمار المورة، ففي خريف سنة 1446 هاجم العثمانيون المورة ب 50 ألف جندي. وركز العثمانيون مدفعيتهم صوب أسوار وتحصينات الهيكسميليون ودمروها تماما حتي صارت ركاما، ونجا قسطنطين وأخاه توماس بصعوبة، وأستعد السلطان مراد لاجتياح المورة وضمها إلي السلطنة إلا أن حلول الشتاء والطقس السيء حالا دون تنفيذ مشروعه، وبذلك نجت إمارة المورة من الاجتياح العثماني وتقوضت طموحاتها في التوسع.
الزيجات:
تزوج قسطنطين الحادي عشر مرتين: المرة الأولى في 1 يوليو 1428 من مادلينا توكو التي توفيت في نوفمبر 1429؛ فتزوج بعدها من كاترينا جاتيلوسيا، ولم ينجب من كلتا الزيجتين.
حكمه:
على الرغم من الصعوبات الداخلية والخارجية خلال فترة حكمه، التي بلغت ذروتها في سقوط القسطنطينية، إلا أن استبساله في الدفاع عن عاصمته التالدة جعلت كل المصادر التاريخية المعاصرة له تذكره باحترام شديد. عندما توفي شقيقه الإمبراطور يوحنا الثامن باليولوج دب النزاع بين قسطنطين وشقيقه ديمتريوس علي وراثة العرش. فقامت الإمبراطورة هيلينا -والدة الأميرين والوصية علي العرش- بمطالبة السلطان العثماني مراد الثاني بالتحكيم بين ولديها الأميرين فاختار السلطان قسطنطين لتولي العرش، فتوج بعدها قسطنطين إمبراطورا وأقيم حفل التنصيب في ميسترا وكانت سابقة أن يتم تتويج الإمبراطور خارج القسطنطينية ودون مثول بطريرك الكنيسة الارثوذكسية.
حصار القسطنطينية:
في سنة 1451 توفي السلطان مراد وخلفه ولده محمد الثاني علي العرش وفي عهده ساءت العلاقة بين الدولة العثمانية وبيزنطة فقرر السلطان محمد حسم الأمر عسكريا فبدأ في حشد الجيوش لافتتاح القسطنطينية، وفي شتاء 1452 أكمل السلطان محمد بناء قلعة روم إيلي حصار على الجانب الأوروبي من البوسفور تمهيدا لحصار المدينة.
وفي تلك الأثناء استنجد قسطنطين بالغرب المسيحي للدفاع عن عاصمته وأكد على التزامه بمبدأ الوحدة بين الكنيسة الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية وقد وصلته بالفعل فرق قليلة من المرتزقة من شمال إيطاليا وبعض المدن الأوربية الآخرى، إلا أن مشاركة أوروبا المسيحية في واجب الدفاع عن القسطنطينية كان لا يضارع علي الإطلاق جيش العثمانيين المتفوق عددا وعدة في تلك المعركة. كذلك استنجد قسطنطين بأشقاءه أمراء المورة لكن مرة آخرى باءت محاولته بالفشل نتيجة تهديد العثمايين لهم. وفي شتاء سنة 1453 بدأ الحصار العثماني لمدينة القسطنطينية.
سقوط القسطنطينية:
بعد وصول الجيوش العثمانية أمام أسوار القسطنطينية، أرسل السلطان رسولا إلي الإمبراطور يعرض عليه تسليم المدينة بالأمان وفي المقابل يترك له حكم مدينة ميسترا إلا أن المفاوضات باءت بالفشل بسبب رفض الإمبراطور مقترح السلطان وأبى إلا الدفاع عن عاصمته، وقاد بنفسه عملية الدفاع عن أسوار المدينة وبث الحماس وروح الوحدة بين الجنود اليونانيين والجنود الجنويين، والبنادقة. وفي 29 مايو 1453 سقطت القسطنطينية وعبثا حاول الإمبراطور أن يجمع شتات جيشه المنهزم فتجمع حوله نفرا قليلا من جنوده المخلصين ويقال أنه نزع رداءه الملكي الإرجواني وهجم وجنوده هجمة علي الجيوش العثمانية، قال بعض المسيحيين أن ملاكاً من السماء قد أنقذ الامبرطور من الموت وأنه سيعود يوما ليحرر مملكته.
أدى سقوط القسطنطينية إلى مغادرة عدد كبيرٍ من عُلماء وفلاسفة المدينة البيزنطيين، من رومٍ وغيرهم، إلى الدويلات والإمارات والممالك الأوروپيَّة المُجاورة، قبل ضرب الحصار على عاصمتهم وبعد أن فُكَّ عنها، وأغلب هؤلاء حطَّت به الرِحال في إيطاليا حيثُ لعبوا دورًا في إحياء العلوم والمعارف المُختلفة هُناك، مما جعل تلك البِلاد رائدة عصر النهضة الأوروپيَّة:
و "يكاد يجمع المؤرخين انه بفتح القسطنطينية تنتهي العصور الوسطى الأوروبية وندخل في العصور الحديثة..!!