مفيدة عبدالرحمن.. أول خريجات جامعة فاروق وأول محامية في مصر

يعمل في مجال المحاماة حاليا الكثير من النساء، وبعضهن حقق شهرة واسعة، ولكن الكثيرون لا يعرفون أول محامية مصرية، وقصة كفاحها.. إنها مفيدة عبد الرحمن.

 

ولدت مفيدة عبد الرحمن في 19 يناير عام 1914، بمنطقة الدرب الأحمر، ونشأت في أسرة دللتها كثيرا، وكان والديها يدعمانها بشكل كبير، وغرسوا فيها حب الأخرين واحترامهم مهما كانوا ضعفاء، أو بسطاء.

 

وتلقت تعليمها حتى مرحلة "البكالوريا"، ولكنها لم تكملها، ثم تزوجت من محمد عبداللطيف، والذي واصل دعمها بعد أهلها، وكانت لهما علاقة مميزة طوال معيشتهما معا، حيث شجعها على استكمال تعليمها، والحصول على البكالوريت، والعودة لامتحان الملحق، وبالفعل حدث ذلك خلال شهر العسل، ولم تكن المدرسة على دراية بأنها متزوجة، ثم تخرجت من جامعة فؤاد الأول، وكانت أول "الخريجات"، منها، وأول فتاة تتخرج من كلية الحقوق، وبالتالي كانت أول محامية في مصر.

 

ترافعت "عبدالرحمن"، في أول قضية لها، وكانت قضية "قتل خطأ"، وكسبتها، وذاع صيتها بشكل كبير،  وأسست مكتب للمحاماة، وعملت كاشطة وعضوه في عدة منظمات ونائبة في البرلمان لأكثر من 17 عاما، اشتركت في لجنة لإجراء تعديلات على لائحة قوانين الأحوال الشخصية في الستينيات.

 

تصف "عبدالرحمن"، علاقتها بزوجها في أحد اللقاءات التلفزيونية وتقول: "وكان يساعدني لكي أذاكر ويراعي هو الأطفال، لكي تكون له زوجة مثقفة متعلمة.. وعندما بدأت في عمل المحاماة كان يتجاوز عن حقوقه.. ويضع عملي في المقدمة.. ولذلك رغم أني كنت نائبة في البرلمان إلا أنني كنت أمسح حذائه وأحطه.. رغم أن ذلك يغضب الكثير من زميلاتي لأن المرأة ترى أن هذا ينال من كرامتها.. ولكن أرى هذا فخر لي.. مع العلم أن لدينا من يقومون بهذه الأعمال في المنزل.. وهو كان بيحطني فوق راسه.. ولا يغار.. ويسعده أن يرى مفيدة تتتقدم وتتقدم".  

 

وفى الوقت نفسه كانت زوجة وأما لـ9 أبناء، وتوفت في 3 سبتمبر عام 2002.