كتب – محرر الأقباط متحدون أ. م
قال الدكتور شوقى علام ،مفتى الجمهورية، إن فتح مكة الذى يوافق 20 رمضان المبارك، أكبر دليل على التسامح الإسلامي، والذي تجلى في عفو الرسول عن المشركين حينما دخل مكة المكرمة فاتحا.
 
وأضاف مفتى الجمهورية فى كلمته بمناسبة الاحتفال بذكرى "فتح مكة" الذى يوافق 20 رمضان من كل عام، ما أحوجنا فى الوقت الراهن إلى نشر قيم التسامح والحوار مع الآخر ومواجهة الأفكار المتطرفة والمتشددة وموجات التكفير ، مضيفا أن السيرة النبوية الشريفة تقدم لنا أعظم صور التسامح والعفو، فعندما فتح الرسول الكريم مكة المكرمة ، قال لأهلها : ما تظنون أنى فاعل بكم، قالوا: خيرا أخ كريم وابن أخ كريم، فقال النبى لهم: "اذهبوا فأنتم الطلقاء".
 
وأشار فضيلة المفتى إلى أن هناك قيمة كبرى عبر عنها هذا الفتح الأكبر وهي أن الاسلام دين "التسامح والرحمة" فنجد أن "فتح مكة" لم يكن حربا بل سلما، ودخل الرسول مكة المكرمة فاتحا ومنتصرا، وإذا كان قد قتل من عذبوه وآذوه لكان ذلك عدلا، إلا أنه يعلمنا جميعا أن التسامح سمة ومبدأ أساسيا في الإسلام وأنه ينبغي علينا أن نقاتل "الكراهية والعداوة" في نفوس الأعداء حتى ينقلبوا إلى أصدقاء مصداقا لقول المولى عز وجل "ولا تستوى الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم".
 
واختتم مفتى الجمهورية كلمته قائلا : إن خلق التسامح والعفو عن الناس، من الأخلاق الحسنة التى غرسها الإسلام فى نفوس المسلمين، مصداقا لقول الله سبحانه وتعالى للرسول الكريم "فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ"، وقال سبحانه وتعالى أيضا فى وصف المحسنين "وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"، لافتا إلى أن كثيرا من الناس يظنون خطأ أن العفو إنما هو ضعف، ولكن الصواب يخالف ذلك، فالإنسان القوى هو الذى يعفو ويصفح، وهو الذى يستطيع أن يتغلب على نفسه.