بقلم / مجدى أبو دخانة
لا يستطيع احد ما ان ينكر دور الإعلام في صناعة وتحريك الرأي العام سواء الداخلي أو الخارجي وهذا ما أثبتته الأحداث الحالية الخاصة بالمجتمع المصري وكلنا نعرف كيف تعاملت أجهزة دولة مبارك في شأن ثورة 25 يناير حيث لعبت دور رئيسي في تشويه نتلك الثورة و منع أي تعاطي للأخبار بشكل حقيقي
في الوقت نفسه الذي تسارعت القنوات الفضائية الأخرى المستقلة مثل البي بي سي والحرة والجزيرة في نقل الأحداث بصورة واقعية باستثناء الأخيرة التي انزلقت ولعبت دورا تحريضيا ....
كل هذا يأخذنا إلى نقطة هامة جدا-هي انه أين هو الإعلام القبطي؟ وهل يوجد إعلام قبطي؟ لا شك ان ثورة المعلومات استطاعت فك الحصار عن الشعوب المقهورة في منطقة الشرق الأوسط و قد واتتنا الفرصة أخيرا نحن القبط بقنوات تليفزيونية فضائية نستطيع ان نقدمه فيها أنفسنا للعالم ولشعبنا
أتذكر جيدا فترة التسعينات حيث لم يكن اي إعلام قبطي بالمرة اذا استثنينا صحيفة وطني و حتى هذه كان أداؤها متواضعا وشهرتها ضعيفة ولم تخرج من حيز الطائفية والإعلانات "المسيحية" وبجانب تلك الصحيفة كانت اذاعة حول العالم المسيحية التي ثبت لمدة ساعتين فقط ليلا والتي كانت إشارتها
ضعيفة انذاك..أتذكر أنني كنت اضرب الراديو حتى استطيع سماعها بوضوح!!!
وبعيدا عن ذكريات التسعينات فالآن الوضع تغير كثيرا وأصبح كل شيء متاح على الشبكة العنكبوتية والأقمار الصناعية ولم يعد الإعلام مركزا بشكل كبير في يد سلطة سياسية واستفدنا من ذلك الوضع وبدءنا بإنشاء قنوات فضائية ومواقع انترنت كثيرة ولكن مع هذا ظهرت مشكلات عديدة جدا وصادمة ايضا.
فمثلا الكنيسة القبطية الارتدكسية لديها قناتان وقناة جديدة تحت الإنشاء والسؤال هنا الم يكن من الأفضل ان نكتفي بقناتان فقط الأولى دينية مسيحية والثانية حقوقية ثقافية تعليمية او ليس من الأفضل ان تكون رئاسة القناتان في يد علمانيين بدلا من أساقفة؟
بل الأمر الخطير والمرعب أيضا ان القنوات القبطية تبنت نفس نمط القنوات الحكومية تماما بابتعادها عن الشارع القبطي وأتذكر تماما سوء (او بالأحرى تأخر) تغطية أحداث العمرانية وقبلهما نجع حمادي لدرجة انني أتذكر جيدا كيف انني علمت بأحداث العمرانية من ضابط شرطة وانتظرت يومان كاملان قبل ان تعلن عنهما القنوات المسيحية!!!!
وانعزال القنوات القبطية عن الشارع القبطي بسبب توجس من الأمن او خلافه لن يفيد قضية الأقباط إطلاقا بل سيقوم بعمل حاجز نفسي بين الشعب القبطي وبين من يدير أولئك القنوات...
اعتقد انه في الفترة المقبلة وفي ظل الأحداث الجارية لابد ان نحدث و نطور من أعلامنا القبطي فنحن لا نريد ان يهرول أبنائنا الى قناة الجزيرة مثلا ليعرفوا منها اخبار الشعب القبطي.....
وللحديث بقية