كتب – روماني صبري
يحل اليوم ذكرى رحيل الكاتب سعد هجرس ، الصحفي والمحلل الاقتصادي، ومدير تحرير جريدة " العالم اليوم"، الذي عرف دائما بطرح القضايا السياسية والاجتماعية ،نورد في السطور التالية ابرز المحطات في حياته .
البداية
ولد هجرس بمدينة المنصورة التابعة لمحافظة الدقهلية ، وحصل على ليسانس الفلسفة من جامعة القاهرة عام 1966 ، ليستكمل بعدها الدراسات العليا عن الانثروبولوجيا السياسية.
العمل الصحفي
عمل صحفيا بجريدة الجمهورية ، في بداية عمله الصحفي ، وبعدها انتقل إلى العديد من الصحف والمجالات ، كما تتقلد العديد من المناصب بسبب براعته وتميزه في العمل الصحفي ، ومن هذه المناصب : كان عضوا في الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي والإحصاء والتشريع، وعضو في المجلس المصري للشئون الخارجية، وعضو بالجمعية المصرية لحقوق الإنسان، حتى تقلد منصب مدير تحرير جريدة "العالم اليوم" .
الصحفي المعارض
انتقد هجرس سياسات الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك ، في مقالاته السياسية ، ودائما ما كان يعلن معارضته لمشروع توريث حكم مصر لجمال ابن مبارك .
حربه مع الجماعة الإرهابية
بعد تنحي الرئيس مبارك ، دخل في حربا شرسة مع جماعة الإخوان الإرهابية التي وصلت لحكم مصر حينذاك ، مهاجما سياسة الجماعة في قمع المعارضين وقتل المختلف عنهم ، وهو ما جعل بينه وبين المعزول محمد مرسي كما يقول المثل – ما صنع الحداد - ، وكان يؤمن أن المرشد محمد بديع هو الذي يحكم مصر وليس محمد مرسي.
ولهجرس قول شهير عن الجماعة وهو "الإخوان استنفدت مرات الرسوب الشعبي بسبب الفوضى التي تثيرها".
موضوعي
اتسمت كتابات هجرس بالموضوعية ، وعدم الرياء والتطبيل للحاكم لتحقيق مصالح شخصية أو طمعا في احد المناصب ، كما يفعل غيره من الصحفيين ، كما كان يؤمن أن دور الصحفي هو نقل الواقع كما هو ، وان الصحفي الذي يخالف ذلك فقد باع ضميره وخان شرف المهنة .
كتاباته ودراساته
نشرت كثير من الصحف المصرية والعربية العديد من كتاباته ودراساته عن الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط ، والصراع العربي الإسرائيلي ومشاكل العالم الثالث والتحديات التي تواجهه ، كما ترجم كتابين عن السعودية كانت أصدرتهما دار نشر سينا المصرية، فضلا عن كتابا في الفلسفة عن مدرسة فرنكفورت .
قرار المشير السيسي
بعد أن استبد بصدره السرطان ، اصدر المشير عبد الفتاح السيسي وقتها قرارا بتحمل القوات المسلحة تكاليف علاجه بالمركز الطبي العالمي، وعلق هجرس على القرار وقتها قائلا :" أنها لفتة رائعة، ليست في حقي ولكن في حق الجماعة الصحفية عموما "
وأوضح ، رغم اتصال نقيب الصحفيين ضياء رشوان بي أكثر من مرة، إلا إن النقابة لم تحرك ساكنا، أما المجلس الأعلى للصحافة فلم يتصل منه عضو واحد حتى من باب الاطمئنان علي، وتساءل:" إذا كان يحدث مثل هذا الأمر مع صحفي عجوز مثله، فماذا لو كان المريض صحفيا شابا؟ .
الرحيل
رحل هجرس في مثل هذا اليوم عام 2014 ، بمستشفى المعادي العسكري بعد صراع طويل مع سرطان الرئة عن عمر يناهز الـ 68 عاما .