د. نجيب جبرائيل
مهرجان كان السينمائي
وأيناك يا مصر
كنت فى ذهول واندهاش حينما تابعت تقارير مهرجان كان السينمائي الذى تحدث فعالياته الان فى مدينة كان فى فرنسا ذلك المهرجان الذى تقدم فيه كل دولة أعظم أعمالها الفنية التى تعبر عن حضارتها وعراقتها سيما وان هذا المهرجان يعتبر ايضا تسويقا تجاريا اعظم لما تقدمة الدول من أعمال فنية لا ترتبط فقط بالعمل الفنى وانما استثمار اقتصادي ضخم فى مجال السياحة والمنتج الفنى عجبت وامتلكني الحزن حينما شاهدت دول اقل منا بكثير فى مجال الاعمال الفنية تتصدر اعمالها مهرجان كان السينمائي واللافت للنظر ان دولة مثل فلسطين التى ترزخ أراضى كثير منها تحت الاحتلال الاسرائيلى وتمر بظروف اقتصادية صعبة تنافس فلسطين الان على الجائزة الذهبية لأحد الأفلام الذى قدمها المخرج الفلسطيني الرائع ايلى سليمان فاستطاعت فلسطين ان تروج لما تعانية وما يحدث فى الاراضى الفلسطينية من انتهاكات وتضييق على الفلسطينيين بهذا الفيلم ولو كانت قد أنفقت ملايين الدولارات ما كانت تكفى لذلك فتحية لدولة فلسطين وكذلك تابعت ما تقدمه تونس والجزائر ولبنان من أعمال فنية رائعة تنافس فيها على اكبر الجوائز فى هذا المهرجان بل ان دولة قطر تلعب مؤسسة الدوحة دورا غريبا وخبيثا عن طريق مؤسستها السينمائية وما تقدمة لإظهار أنها دولة محاصرة ومظلومة من خلال اعمال فنية . وللأسف الشديد والدموع تملأ عيني حينما بحثت عن مصر وأعمالها الفنية فلم أجد صدى مطلقا فهل غابت مصر عن مهرجان كان السينمائي الذى كانت مصر تتصدر أعمالها الفنية فى دورات هذا المهرجان منذ أكثر من نصف قرن من الزمان ولم تكف عن ذلك وبحثت عن سبب هذا الموقف من الشركات المنتجة فى مصر ودور وزارة الثقافة فى هذا الامر ولماذا غياب مصر العظيمة ولماذا لم تستغل وتتواجد فى هذا المهرجان للتسويق لمصر وكان يمكن لنا ان نقدم أفلاما عن نجاح مصر فى مواجهه الإرهاب الذى تعانى منه أوربا وفرنسا تحديدا وكيف حققت نجاحات عظيمة .
وأعتقد ان العالم كله كان سوف يصفق كثيرا لمصر وكان لمصر يمكن ان تقدم أفلاما عن مواجهه العنف والتطرف وتجديد الخطاب الديني وتغيير الأنماط المتخلفة التى رسخت فى اذهان الغرب وكيف حققنا نجاحات كبيرة بفضل إرشادات القيادة السياسية .
ولكن للأسف لم اجد اى صدى لذلك كله لا أعرف من هو المسئول وان كنت أعرف سببا واحد ومتأكد منه ان مصر لا ينقصها الخبرات والاعمال الفنية ولا حتى الإمكانيات المادية للوجود المصري فى مثل هذه المهرجانات العالمية ولفضولى ايضا لمعرفة اللبس والغموض حول ذلك فوجدت دول مثل سوريا التى تعانى ويلات الحرب واقتطاع اجزاء كبيرة منها ومحاربتها لداعش رغم كل هذه الظروف أنتجت سوريا اكثر من 35 مسلسل فى رمضان وكلها مسلسلات متنوعة منها السياسي والاجتماعي والثقافي بينما انتاج مصر من مسلسلات رمضان فى هذا العام قل عن الثلث عن العام الماضي وكان هناك اكثر من ستون مسلسل بينما هذا العام اعتقد لم يتجاوز عدد المسلسلات عن ثلاثون مسلسلا وكلها تدور فى نمط اجتماعي واحد .
الأمر يا جماعة يحتاج الى وقفة ليستهذه مصر بل مصر أكبر وأعظم من ذلك بكثير لا تبخلوا عن مصر الذى أعطتكم الكثير فحان الوقت لإعطائها المزيد .
د. نجيب جبرائيل
سفير النوايا الحسنة