عمل طبيبا بالقصر العيني.. وطبيبا نفسيا.. وأحب الكيمياء وأبدع في كتابة القصة القصيرة
كتب - نعيم يوسف
مرت أمس الأحد، الذكرى الـ92 لميلاد الأديب الكبير يوسف إدريس، والذي يعتبر "أبو القصة القصيرة" في مصر، بالإضافة لكونه خاض العديد من المعارك الثقافية والسياسية أيضًا.
ممارسة الطب
ولد يوسف إدريس، في 19 مايو عام 1927، في قرية البيروم التابعة لمركز فاقوس، وكان والده متخصصاً في استصلاح الأراضي، وأرسل ولده يوسف إلى جده في القرية ليعيش معه، وأراد الطفل الصغير أن يكون طبيبًا، وكان يحب الكيمياء والعلوم، ودرس في كلية الطب، وعمل طبيبا بالقصر العيني، ما بين عامي 1951، و1960، وحاول ممارسة الطب النفسي سنة 1956.
في بلاط صاحبة الجلالة
عام 1960 عمل محررًا بصحيفة الجمهورية، وفي عام 1973، عمل كاتبًا بصحيفة الأهرام، وظل فيها حتى عام 1982.
أول قصة.. والتأثير الأدبي
أثناء دراسته للطب، كتب أول قصة قصيرة له، ولاقت شهرة كبيرة بين زملائه في الجامعة، بدأ نشر قصصه القصيرة منذ عام 1950، ولكنه أصدر مجموعته القصصية الأولى "أرخص ليالي" عام1954، لتتجلى موهبته في مجموعته القصصية الثانية "جمهورية فرحات" عام1956، وكان كاتبًا غزير الثقافة واسع الاطلاع، واطلع على الأدب العالمي وخاصة الروسي، وساهمت كتاباته في تشكيل وعيه العقلي والأدبي، ولعل ممارسته لمهنة الطب وما تنطوي عليه هذه الممارسة من اطلاع على أحوال المرضى في أشد لحظات ضعفهم الإنساني، ومعايشته لأجواء هذه المهنة الإنسانية ما أثر في وعيه الإنساني والوجداني بشكل كبير.
زيارات لدول العالم
سافر عدة مرات إلى غالبية العالم العربي وزار أيضا فرنسا، إنجلترا، أمريكا واليابان وتايلندا وسنغافورة وبلاد جنوب شرق آسيا، وأصبح عضوا كل من نادي القصة وجمعية الأدباء واتحاد الكتاب ونادي القلم الدولي، وكتب العديد من القصص القصيرة، والروايات والمسرحيات، وحصل على كل من وسام الجزائر (1961)، وسام الجمهورية (1963 و1967)، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى (1980).
في السياسة
أثناء دراسته في كلية الطب، اشترك في مظاهرات كثيرة ضد المستعمرين البريطانيين ونظام الملك فاروق، ونشر مجلات ثورية وسجن وأبعد عن الدراسة عدة أشهر، وفي عام 1961، سافر إلى الجزائر وانضم الثوار هناك، وحارب معهم من أجل الاستقلال وأصيب أثناء المعارك بالجبل، فكان مثل الكاتب الأمريكى الشهير "إرنست همنجواى" الذى شارك فى الحرب الأهلية الإسبانية وكتب عنها بعض أجمل رواياته وقصصه القصيرة.
حياته الشخصية
تزوج من السيدة رجاء الرفاعي وله ثلاثة أولاد المهندس سامح والمرحوم بهاء والسيدة نسمة، وتوفي في 1 أغسطس، عام 1991، عن عمر يناهز الـ64.