كتب – روماني صبري
برعت في تجسيد دور الأم الارستقراطية في السينما المصرية ، معتمدة على ملامح وجهها الجامدة القوية ، ما جعل المخرجين يرشحونها في هذا الدور في عدد كبير من الأفلام ، اعتبرها النقاد من أعظم النجمات اللواتي قدمن الشخصية القوية الماكرة ببراعة شديدة دون تصنع أو أداء مبالغ فيه ، أنها الفنانة زوزو ماضي .
البداية
ولدت زوزو ماضي بمحافظة المنيا في 14 ديسمبر عام 1914 ، باسم فتنة داود سليمان أبو ماضي، وعندما بلغت الرابعة عشر من العمر أرغمها والدها على الزواج من ابن عمها ، الذي لم تكن تبادله مشاعر الحب لأنها لم تكن تحبه ، لتجد نفسها أما لطفلين وهي في الخامسة عشر .
دخول المجال الفني
وفي احد الأيام كانت تقرا زوزو ، جريدة ووقعت عينها على إعلان للمخرج محمد كريم الذي كان يبحث وقتها عن وجوه جديدة ، شعرت وقتها أنها ستكون من الخاسرين إذا أضاعت فرصة مثل هذه ، وبالفعل قرر كريم أن يلتقي معها في مكتب مصطفى القشاشي، مؤسس مجلة "الصباح"، التي نشرت فيها الصورة .
رأى كريم الموهبة في عينها ، لكنه طلب موافقة أسرتها على العمل بالسينما ، وبعد أن علم والدها بالأمر رفض وقلب الدنيا ولم يقعدها ، لدرجة انه فرض عليها حراسة مشددة حتى تظل بالبيت وبذلك يطمئن أن ابنته لن تسلك في هذا المجال ، حيث كان يراه عيبا .
الاستنجاد بزوجها
استنجدت زوزو بزوجها قالت له أن والدها فرض عليها حراسة مشددة ، وهي شابة صغيرة تحب الفن ومن الحماقة أن تضيع فرصة كبيرة مثل هذه ، حتى استطاعت أن تقنعه ، وبالفعل وافق ، وبعدها سافرت زوزو إلى القاهر واستأجرت غرفة مفروشة وسط المدينة ولم تكن تملك سوى 270 قرشا.
أول أدوارها
شهد العام 1938 أول أدوارها السينمائية أمام الفنان الكبير محمد عبد الوهاب ، حيث جسدت دور شقيقته في فيلم "يحيا الحب"، بطولة ليلى مراد ، لتلتحق بعدها بفرقة الشاعر خليل مطران "الفرقة القومية"، ثم "فرقة رمسيس" في عام 1940.
المسرح والتلفزيون
شاركت زوزو في 70 عرضا مسرحيا ، ومنها "أوديب ملكا" و"الست هدى" و"النائب العام" و"قطر الندى" و"الأستاذ كلينوف" و"ابن من فيهم" و"راسبوتين"، أمام يوسف وهبي والذي قدمت معه أيضا مسرحيات "بنات الريف" و"لوكاندة الأنس" و"كرسي الاعتراف" و"بنت الهوى" و"الطريق المسدود" و"نرجس"
كما شاركت زوزو أيضا في العديد من المسلسلات التلفزيونية والإذاعية منها "نادية" و"شيء في صدري"،
الذهاب إلى أستوديو مصر
ذهبت زوزو إلى أستوديو مصر والتقت مديره حسني نجيب، الذي كان عرض عليها بطولة فيلمين ، وذلك بعد خلافات المخرج إبراهيم عمارة مع فاطمة رشدي ما جعله يقرر عدم العمل معها ، حتى رشح له حسني نجيب زوزو ماضي لتقوم ببطولة فيلم "الزلة الكبرى" عام 1945، أمام أنور وجدي وحسين رياض وروجيه خالد، وفيلم "العقاب" عام 1948 .
وحصلت زوزو وقتها على 200 جنيه قيمة القسط الأول ، ويذكر أنها شاركت في عدد من الأعمال السينمائية بين هذين الفيلمين . وكان أخر فيلم لها في السينما هو فيلم "القضية رقم واحد" في عام 1982م.
الزواج من رجل خطير
انفصلت زوزو عن ابن عمها في حقبة الخمسينات ، وفي عام 1955 التقت برجل أعمال يدعى كمال عبد العزيز وكان ذلك خلال إحدى السهرات ، حتى وقعت في حبه لتتزوجه بعد 10 أيام من معرفتها به .
ولان الرياح لا تأتي بما تشتهي السفن ، فبعد 9 أشهر من زواجها ألقت قوات الشرطة القبض عليها وعلى زوجها الجديد ، الذي لم تكن تعلم عنه شيء لأنها تزوجته في وقت قصير ، بتهمة الاتجار وتهريب المخدرات ، لتمكث في الحبس الاحتياطي 9 أشهر حتى قضت المحكمة ببراءتها ليفرج عنها في مارس عام 1957 ، بينما حكمت بالأشغال الشاقة المؤبدة على زوجها ، الذي تطلقت منه عام 1958 .
العودة
بعد أن حصلت على حريتها ذهبت فورا إلى منزل ابنتها "إيفون ماضي"، وبعدها مضت عقود 4 أفلام جديدة منها "سيدة القصر" بطولة عمر الشريف والفنانة فاتن حمامة.
الرحيل
ورحلت زوزو ماضي عن عالمنا عام 1982 ، بعد مسيرة فنية مليئة بالأدوار المتنوعة .