الأقباط متحدون | عايز أتجوز
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٧:٠٨ | الاربعاء ١ يوليو ٢٠٠٩ | ٢٤ بؤونة ١٧٢٥ ش | العدد ١٧٠٨ السنة الرابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

عايز أتجوز

الاربعاء ١ يوليو ٢٠٠٩ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

دكتور: أمجد ثابت
-1- نظارة شمسيه سوداء أنيقة تخفي من وراءها جمال عينيها عينان عسليتان يزدادان جمالا إذا ما حدقت بالنظر اليهما ينسدل في نعومها علي جبينها الابيض شعر اسود طويل بخصلاته المترنحة يمينا ويسارا بات كليل مظلم فوق نهار مشرق قوام ممشوق لفتاة فارعة الطول ذات انوثة صاخبة... ابتسامه حلوه فاتنه وان كانت غامضة لتعطي إسرارا لأحجيه يلهب القلب بأن يحل رموزها قليلا من مساحيق الوجة وضعت بحكمة وإتقان لتزيدها جمالا فوق جمال ترتدي بنطلونا جينز فضفاض من فوقه تي شيرت جميل بالوان هادئة تلبس حذاء برباط تناسقت الوانها مع لون البنطلون والحقيبة الصغيرة التي تمسكها بيدها تنتظرها زميله في أخر الشارع يسيران معا بخفة ودلع يضحكان احيانا ويتهامسان احيانا ؛ يعلو صوتهما تاره وينخفض تارة أخري

-2- شقتنا المتواضعة علي ناصية الشارع اراها دائما كل صباح قبل أن تذهب الي عملها اتطلع لرؤياها من خلف شباك غرفتي - يدق قلبي حين يسمع صوت خطواتها علي رصيف الشارع والتي حفظ ايقاع سيمفونية انغامه لا اعرف عنها شئ والحال في بلدنا يدعو للعجب فانت لابد وان تقضي عاما باكمله تختلس النظر اليها وعليك بابتسامة عريضة كل صباح حتى تلفت انظارها وعاما آخر لتتجرأ وتلقي عليها تحية الصباح فأما أنها ابتسمت أو وقعت انت ضحية لشباب يحاولون إثبات رجولتهم أمام فتاة جميلة - أما ان تكلمها أو تقابلها فأنت تحتاج الي عمرا آخر فوق عمرك أطال الله أيامك لفت نظري انها تلقي تحية الصباح كل يوم علي عم حسين البقال علي الناصية توجهت اليه بخطي متثاقلة ولسان متلعثم وبالطبع لم أتكلم إلا بعد ان نفعته ( بشروة محترمه ) من كل ما يلزم وما لا يلزم قلت : عم حسين أنت - زى والدي - تعرف البنت اللي بتعدي من هنا كل صبح وتصبح عليك؟؟ قال: تقصد مريم بنت الأستاذ فايز ايوه اللي شغالة في المدرسة (يقصد الحضانة ) اللي جنبينا دول ناس محترمين وساكنين في الشارع اللي ورانا والبنت ذوق واهلها ناس طيبين وفقراء ( يقصد غلابة وليس مقصودا الفقر المادي ) وفهم عم حسين من كلامي ما اقصده فأكمل قائلا: لو البنت عجباك بسيطة خالص!! أسرعت بالقول أزاي يا عم حسين؟؟ قال : بس كده ابني محمود شغال مع مدام ايفون في الضرايب وديه صاحبة مدام مادلين خالتها يكلمها وهي تكلمهم هه من عم حسين الي محمود الي مدام ايفون الي طنط مادلين إلي والدة البنت الي أبوها- ده الصعود للقمر أسهل ... قلت : مفيش سكة تانيه يا عم حسين ؟؟؟
قال بلغة الفاهم بالأمور والرجل الذي زادته الأيام حنكة وفهم : يا ابني دخول البيوت من أبوابها وده جواز مش لعبة
-3- تطلعت بعيني علي أثاث منزلهم المتواضع شكرت الله ان الحال زى بعضة عموما هذا يسهل الكثير في المهمة التي أتيت من اجلها ولا اكذب ان قلت إني قد أحسست من ملابس الفتاه أنهم يسكنون في فيلا في المعادي او الزمالك ؛ الحمد لله خاب ظني حدق فيا والدها كما تطلعت انا فيه راءيت رجلا كهولا كلل المشيب شعر رأسه جلس بجانبي وجاء من وراءه شاب قويه البنية في الثلاثين من عمره عرفت فيما بعد انه ابنه ؛ ومن بعده جاءت امراته - ام العروسة- ودخلت فتاتان صغيرتان وشاب في العشرين من عمره ولكن لم تكن فتاتي بين الحاضرين. الحمد لله إني احتفظ ببدله أنيقة لمثل هذه المناسبات ودائما تؤدي دورها علي أكمل وجه فالأمر عاده لا يزيد عن زيارة واحدة وبعدها – معلش ..... مفيش نصيب بدا الحوار وكأنه تحقيق في النيابة العامة جلست أماهم كالمتهم حاولت ان اخفي ارتباكي وراء ابتسامة مصطنعة وإجاباتي كلمات قليله حتى لا أقول ما لا يحمد عقباه - باباك يشتغل إيه؟؟ - موظف بالبريد - عندك شقه تمليك ؟؟ - إيجار عشر سنين - في المنشية ولا العبور؟؟ - تحت الطراد - 3 أود ؟ - اودتين وصاله ومطبخ وحمام وبلكونة - عندك عربيه ؟ - عندي توك توك (كظم الرجل غيظه وان كان بان علي اسارير وجهه، وضحكت أنا داخلي ألا يعرف صاحبنا ان صاحب توك توك في أيامنا هذه هو من الأعيان أصحاب الأملاك ويكفيني فخرا إني وجدت عملا يدر دخلا جيدا يحسدني عليه الكثيرون ) ثم أكملت قائلا: - عندي مشروع أنا وصاحبي سيبر - نت كافييه- نشكر ربنا شغال كويس أديره إنا وهو - كلا منا فترة - أنت خريج إيه ؟؟ ( أخيرا تذكر ان هناك ما يسال عليه خلاف الأملاك والأطيان) - انا خريج كليه تجارة شعبه محاسبه - وليه ما اشتغلتش بشهادتك؟؟ - ( ماذا ينتظر ان اعمل بشهادة كليه التجارة ؟؟ مديرا بالبنك الأهلي مثلا ؟؟ أنا محتاج أن ارشي نص موظفين البلد لكي اعمل ساعي في احد البنوك ) - أنا مقدم في وظايف كتير واتعشم خلال وقت قريب يردوا عليا .. - هل لديك أقوال أخري ؟؟ - يعني انا أجيد الانجليزية واتعلمت ايطالي وافهم كويس في لغات البرمجة في الكمبيوتر ولما أحسست ان الكلام لم يعجبه وله حق فلم يعد مثل هذه الكلام في بلدنا ( يوكل عيش ) قلت أقدم ما في وسعي فأذا كسبت كسبت كل شئ وإذا خسرت بقي الحال علي ما هو عليه أكملت : انا اشتغلت في النقاشة وافهم كويس في المجال ده ........

- أحسست اني رسبت أمام لجنة التحكيم لم يقتنعوا بإجاباتي حظي سئ ليس لي خال في البرازيل توفي قريبا لأرث من وراءه ولا يمتلك ابي أطيانا وأملاكا ولكني شاب مكافح مثقف اعمل بكفاح ونضال بدلا من قعده القهاوي والشيشة مثل الكثير من أقراني واسب والعن البلد والغلا والدنيا والظروف ولكن دائما تاتي الرياح بما لا تشتهي السفن فالمشكلة ليست مشكله فرد ولكنها مشكله مجتمع بأكمله نعم الكل يتمني ان تعيش ابنتهم في مستوي مادي عالي ولكننا الشباب الشريحة الكبرى في المجتمع من متوسطي الدخل نموت كل يوم ألف مره لنكسب قوتنا نحارب الدنيا بلا أي غطاء جوي او ارضي من الحكومة أو القطاع الخاص علينا ان نكافح فقط لنعيش في الوقت الذي صارت فيه كيلو اللحمة ب 40 جنيه وجرام الذهب 150 جنيه والشقة علي الطوب الأحمر 100 إلف أو تزيد طبعا عدت لمنزلي نظرت الي أمي وهي تقرأ الرد في عيني والدمعة علي خدها عقب كل لبسه بدله !!

أمسكت قلما لأكتب اسم فتاتي في تعداد البنات اللي محصلشي نصيب أخذت دشا باردا عقب الدش الساخن في منزل المحروسة واحتضنت سريري وان كنت بقيت يقظا حتى الصباح تطلعت من وراء الشباك لأراها وهي ذاهبة لعملها وهكذا دام الحال لسنوات قاربت أنا علي الأربعين من عمري وهي تخطت الثلاثين لم اختلف كثيرا بقيت كما انا من وراء شباكي وان كانت هي زادت في الوزن كثيرا وتثاقلت خطواتها وارتدت نظاره نظر بعد النظارة الشمسية كما لم تعد صاحبتها تنتظرها.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :