بقلم : سامح سليمان
لقد تعبت، إلى متى سأظل أنتظر مجيئهم؟ الدقائق تمر ببطء شديد.
صوت نسائي: استيقظ لقد وضعت لك الطعام.
ليس أحدهم، إنها أمي على ما أعتقد، تضع لي الطعام أمام غرفتي كعادتها، أزحف على الأرض حتى أصل إلى الباب، أتحسس حتى أتمكن من فتحه وأدخل الطعام ثم أغلقه سريعًا، لا أرى شيئًا، لا أتمكن من رؤية طعامي، أعتمد على حاسة التذوق للمعرفة، فول بالملح والليمون وبطاطس مقلية، لم تضعف بعد حاسة التذوق لدي، ولكن أخشى أن تضعف كبقية حواسي. أشعر بالملل، بالضيق، بالغثيان، أتحسس أطرافي للتأكد من وجودها، العفن يسود، بل العفن سائد، رائحة الغرفة تزعجني، أشم رائحة تشبه التقيؤ المخلوط بالروث.
هل أجازف بالخروج؟ لن أفعل، سأظل أنتظر مجيئهم. أسمع وقع أقدام، جرس الباب يرن، صوت أجش غليظ يسأل: هل ....... موجود؟ أعرف هذا الاسم، إنه أنا، هذا هو أسمي، أعتقد ذلك، كثيرًا أسمع أمي تردد هذا الاسم عندما تخبرني بوجود طعام ولا أدخله للغرفة. لا أتذكر منذ متى وأنا موجود، كم تبلغ المدة؟ غرفتي بلا أجهزة لقياس ما يسميه الناس بالوقت.
الزمن وهم جميل لا يخلو من بشاعة أو ربما بشع لا يخلو من جمال، لست أدري.
تبكي أمي وتستعطفه، تطلب منه الرحيل، ولكنه لا يرحل، يسخر من توسلاتها ثم يبصق عدة مرات، أشعر بأثر بصاقه على وجهي.
يقترب من الباب ويطرق عليه طالبًا مني الخروج، لن أخرج سأظل في مكاني. يستمر في النداء والصراخ، يحاول أن يحطم الباب، يتوعدني بالويل والعذاب وانتهاك كل ما أحب واحترم.
أخشى أن أكون عاريًا، أزحف باحثًا عن ملابس، أتحسس أرجاء الغرفة، أضع يدي على شيء يذكرني ملمسه بحفاضات الأطفال، أسحبة ولكنه عالق، أزيد من قوة الضغط، أحصل عليه، ثم أبحث عن عورتي لتغطيتها، لا أسمع شيئًا، يتوقف الصراخ والطرق على الباب، هل رحل أم فقدت حاسة السمع ؟ هل أناديه ؟ لا أعرف أسمه.
أنادي على أمي عدة مرات ولكن لا أسمع شيئًا، هل فقدت حاسة السمع أم النطق؟ هل أزحف للخروج؟ لا لن أخرج، سأظل أنتظر مجيئهم.