بقلم: فرانسوا باسيلي
يمكن تلخيص ما يجري في مصر اليوم بأنه صراع بين أصحاب الثورة وأصحاب الجمل، هو صراع بين رؤيتين متناقضتين لمصر وللإنسان وللحياة.. أصحاب الثورة ظهروا في 25 يناير واستمروا في الميدان بضعة أسابيع ثم راحوا يتوارون.
أصحاب الجمل ظهروا في موقعة الجمل ثم في مواقع كثيرة بعدها، ومازالوا في شوارع مصر بلا لجام يبرطعون.
فلمن ستكون مصر؟
هذا يعتمد على موقفنا هل سنرتعب ونستسلم؟ أم سنستمر في الصراع لتحرير روح مصر والانطلاق بها للحاق بالعصر؟
لذلك لا يصح استخدام عبارات مثل ضاعت مصر، أو عليكي العوض يا مصر، أو خسارة يا مصر، فهذه عبارات استسلامية من فكر انهزامي انسحابي مرتعب من ظله.
المفروض قوله هو:
أنت جميلة وعظيمة يا مصر!
عظم كثيرًا ممن يريدون العودة بك للوراء!
لهذا لن نستسلم أبدًا ولن نسلمك لأصحاب الفكر الماضوي الناظر للخلف، غير القادر على صنع المستقبل.
وسنظل نناضل حتى لو بقينا وحدنا!
وحتى لو طال الأمد!
وحتى لو خسرنا جولة، فلن نخسر المعركة، لأنها معركة العصر الذي دائمًا يستمر في المضي قدمًا
معركتنا طويلة تحتاج إلى أصحاب النفس الطويل والرؤية البعيدة.
ونحن منتصرون !
فلنا ثقة أن مصر التي صنعت فجر الحضارة لن تخرج من المسيرة الحضارية أبدًا.
والثورة المصرية التي بهرت انظار العالم هي الدليل على هذا.