فى مثل هذا اليوم 14 مايو 1981م..
سامح جميل
طوى السادات خطاب وناوله الى رئيس مجلس الشعب الدكتور صوفى ابو طالب ليحتفظ به المجلس كوثيقة..ثم اضاف :"حينما قرأت هذا الخطاب من ابنتى القبطية غيرت رأىى وقررت العدول عما كنت انتويه "..ماتبقى من عمرى الى عمرك لكى تعيش دائما بيننا ولنا ".
طوى السادات خطاب وناوله الى رئيس مجلس الشعب الدكتور صوفى ابو طالب ليحتفظ به المجلس كوثيقة..ثم اضاف :"حينما قرأت هذا الخطاب من ابنتى القبطية غيرت رأىى وقررت العدول عما كنت انتويه "..
ذكر السادات قصة الفتاة فى اثناء القاء خطابه امام مجلس الشعب فى مثل هذا اليوم 14 مايو 1981 فى ذكرى ما كان يسميها ب"ثورة التصحيح".."مناسبة الاطاحة برجال عبد الناصروايداعهم السجن عام 1971"..وشن هجموما كاسحا ضد البابا شنودة "بابا الكنيسة الارثوذكسية ..وكانت مصر تشهد وقتئئذ تصاعدا فى الفتنة الطائفية ..بفضل تصاعد وانتشار جماعة الاخوان والجماعة الاسلامية وتنظيم الجهاد ..وكانت جميعها ترفع شعار "تطبيق الشريعة الاسلامية "مما دفع البابا شنودة الى القاء خطاب غاضب يوم 26 مارس 1981 عارض ان تكون الشريعة الاسلامية اساسا لقوانين تطبق على غير المسلمين وابدى مخاوفه من ان "الدين يوشك محل الوطنية"..وطبقا لمحمد حسنين هيكل فى كتابه "خريف الغضب"..اعلن البابا ان صلوات عيد القيامة لهذه السنة لن تقام كنوع من الاحتجاج على اهمال ما تقدم به الاقباط من طلبات ..وعوضا عن حضور قداسات الجمعة الحزينة ..قرر البابا انه سيذهب ومعه الاساقفة الى احد الاديرة فى الصحراء يصلون من اجل الخلاص مما يعانونه من ضغوط واصدر امره الى كل رجال الكنيسة بالا يتقبلوا التهانى بعيد القيامة من أى مسئول رسمى تبعث به الدولة لتهنئة الاقباط بهذا العيد كما جرى التقليد من قبل..
قرر السادات ان يدخل فى مواجهة مع البابا ..ففتح النار عليه فى خطابه بمجلس الشعب وقال حسب نص الخطاب :"ان لديه معلومات عن المطامع السياسية للبابا شنودة فهو يريد ان يكون زعيما سياسيا للاقباط فى مصر..ولا يريد ان يكتفى برئاسته الدينية لهم ثم اضاف :"عندى تقرير ان البابا يعمل من اجل انشاء دولة للاقباط فى صعيد مصر تكون عاصمتها اسيوط"..
و"البابا يجب ان يعلم اننى رئيس مسلم لدولة مسلمة"..وتسائل "لقد طلب تصريحا ب 25 كنيسة واعطيته تصريحا بخمسين ..فماذا يريد؟؟"..
وانتقل من الهجوم على البابا ..الى ما يمكن اعتباره هجوما على الاقباط عموما بقوله"ان هناك ادلة على ان الفلسطينيين الذين يحاربون فى لبنان قد اسروا ثلاثة من الاقباط الذين يحاربون فى صفوف الميليشيات المارونية فى لبنان"..وكان لهذا الاتهام ابعاده الخطيرة حيث ان الحرب الاهلية فى لبنان على اشدها وكانت الميليشيات المسيحية المارونية متهمة بالعمالةلاسرائيل وارتكابها مجازر ضد الفلسطينيين فى لبنان..
وصل السادات الى تهديده قائلا "انه كان على وشك اتخاذ اجراء عنيف فى الموضوع لولا ان وصل اليه خطابا من الفتاة القبطية ..تلتمس فيه عفوه وتناشسد صبره ..وقال انه غير رأيه بعد قراءة خطاب الفتاة القبطية الصغيرة..
ووفقا لكلام هيكل انه بعد خطابه ذهب الرئيس لاستراحة مجلس الشعب واقبل عليه بعض مساعديه وانصاره وكان الفضول يتملكهم لكى يعرفوا ماهو الاجراء الذى كان سيتخذه ضد البابا شنودة ؟؟ثم عدل عنه بسبب خطاب "ابنته القبطية"..وكان رده :كان قرارى ان اطرده "يقصد البابا"..وتمتم احدهم "لكن ذلك غير ممكن ياسيادة الرئيس ..لانه ليس هناك قانون يعطى رئيس الدولة هذه السلطة "..وكان رد السادات :"لم اكن انوى طرده بقرار منى كان الشعب هو الذى سيقرر ذلك عن طريق الاستفتاء على هذا الموضوع..!!