عبد المنعم بدوى
من الذكريات التى لاتنسى لكل من شاهد رمضان عام 1973 ، أنه كان فى هذا الوقت فى شهر رمضان تتنافس فيه محطات الأذاعه على تقديم المسلسل الدرامى الذى يذاع عقب الأفطار مباشرة .
وكان المخرج الأذاعى الكبير " محمد علوان " يظل يفكر طوال الأحد عشر شهرا فى قنبله دراميه يفجرها فى رمضان ، وفى عام 1973 وبعد محاولات كثيره نجح فى إقناع عبد الحليم حافظ بالوقوف أمام ميكرفون الأذاعه لتقديم المسلسل هذا العام .
كان هذا العمل هو مسلسل " أرجوك لاتفهمنى بسرعه " تأليف الأستاذ محمود عوض وبطولة عبد الحليم حافظ ، ونجلاء فتحى ، وعادل إمام ، وأخرون ، يتناول المسلسل قضية جيل هذا الوقت وتفاعلاته مع الأنسانيه والسلطه والمجتمع ، وطموحات أبنائه من طلبة الجامعه الذين تخرجوا لتوهم ليبدأوا ملاطمة الواقع والحلم بتغييره ، وقد أحدث هذا المسلسل ضجه كبيره لدى الجمهور عند بدء أذاعته أعتبارا من أول رمضان .
كنا نحن أفراد القوات المسلحه على الجبهه إذا ماسنحت لنا الفرصه نستمع الى هذا المسلسل من خلال الراديو الترانزستور وهو وسيلتنا الوحيده التى تربطنا بالعالم الخارجى .
وكانت المفاجأه وبعد أذاعة تسعة حلقات منه ووسط ترحيب جماهيرى كبير به ، يأتى اليوم العاشر من رمضان ... أنها حرب أكتوبر .... وتعبر القوات قناة السويس وتحطم خط بارليف ، وتقوم الأذاعه بتغيير برامجها لتصبح فى خدمة الحرب ، ويتوقف أذاعة المسلسل ، لكن طاقم العمل يستمر فى تسجيل الحلقات لأرسالها الى الدول العربيه التى سبق لها وأن أشترتها ومستمره فى أذاعته .
وكان على عبد الحليم حافظ أن يبحث عن أغنيه أو قصيده ليغنيها بمناسبة الحرب وكانت أغنية " خلى السلاح صاحى " من تلحين كمال الطويل .
بعد وقف أطلاق النار وتوقيع أتفاقية فض الأشتباك وتوقف العمليات العسكريه ، أستأنفت الأذاعه المصريه بث حلقات هذا المسلسل ... لكن فين النفس والقابليه على سماعه وألأستمتاع به مثلما يحدث فى شهر رمضان ، أنها الظروف ومفاجئات القدر أو كما يقال : تأتى الرياح بما لاتشتهى السفن .