الشرقية .. سارة على
تعتبر مصر المثال الأول والأوحد في المواطنة والوحدة الوطنية ، مكانا للتعايش السلمي والودود بين طوائف المجتمع المختلفة بأفكاره و معتقداته و أديانه
واليوم تلقى " جريدة الأقباط متحدون الاليكترونية " الضوء على نموذج من النماذج التي تجسد الوحدة الوطنية بأسمى معانيها ، وتفعل مبادئ الحب والمودة والترابط بين أبناء الشعب ، والذي يسعى لتعميم فكرته ونشر ما أسماه " المحبة " بين جميع أبناء مجتمعه
فهو المهندس ناجى لبيب عبد السيد ، رجل مسيحي ، يحرص منذ أكثر من ثلاثين عام على فتح بيته للمسلمين ، وإقامة مأدبة إفطار لهم فى رمضان ، وتطورت الفكرة إلى أن صارت حدث سنوي يحضره قادة الكنيسة ومشايخ الأوقاف ومجموعة من الأصدقاء المسلمين
انتقلت عدسة أقباط متحدون لمنزل المهندس ناجى ، للتعرف على حكايته ، وفور دخول المنزل تلاحظ تزيين المنزل بالفوانيس و زينة " الخيامية " الخاصة برمضان ، كما تلاحظ وجود سجادة كبيرة للصلاة ، ومصليتين و مصحف كبير .. على " النيش " معلق سبحة بجوار صور لبعض أفراد العائلة وصورة للسيدة العذراء ، فمن لم يعرف صاحب المنزل سيصعب عليه تحديد إن كان مسلم أم مسيحي
و سرد ناجى لبيب .. أن الفكرة بدأت معه منذ أعوام طويلة و هى فكرة حرص على تنفيذها منذ 30 عام ، بدأت حينما كان يقضى فترة تجنيده و حدثت معه واقعة كانت سببا في تغيير جزء كبير من تفكيره ، حيث قال " كنا عائدين ذات مرة من التجنيد في القطار في نهار رمضان ، و في الطريق أذن المغرب وكان القطار مغادر مدينة الصالحية الجديدة منذ حوالي ربع ساعة وكنا على الطريق إلى المحطة التالية ، فتجمع الأصدقاء يحاولون استقطاب الركاب لتناول الإفطار في لفتة كرم ليست بجديدة على المصريين ، وحين دعاني زملائي أجبتهم أنني لست صائما و إني مسيحي الديانة ، فأصروا على أن أتناول الإفطار معهم وكانت بالنسبة إلى سعادة عارمة ولفتة جميلة أثرت بى وجعلتني أفكر كيف أرد الجميل ، و ذلك إلى جانب أن أسرتي كانت صديقة لأسر المسلمين من جيراننا حتى أن سيدة مسلمة أرضعتني وكانت بمثابة أم لي و حتى الآن أحفادها يتعاملون معي على أنى خالهم و عمهم ، أي شقيق لأبن و ابنة تلك السيدة "
و أضاف لبيب .. منذ ذلك الوقت وقد حرصت على إقامة إفطار للأصدقاء المسلمين و شعرت بمحبة كبيرة لذلك الفعل ، و بعد أن حرصت على الوظيفة حرصت على إقامة الإفطار لزملائي في العمل ، و إفطار في المنزل للأصدقاء المقربين ، إلى أن شغلت منصب وكيل وزارة استطعت استقطاب قيادات الكنيسة ومشايخ الأوقاف والشخصيات العامة للمشاركة في الإفطار.